
06-03-2012, 11:43 AM
|
 |
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
|
|
رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
ذلك الغامض الذى ينشر اليأس
وائل عبد الفتاح
الكل يبحث عن الكبش لا يريدون الاقتراب من اليد التى ضغطت على أزرار تليفونية لتطلب المستشار عبد المعز. المستشار أداة، يعرف الجميع من استخدمها، نرى أصابعه، وتصلنا رسالته: لا شىء مهما فى هذه الدولة، لا أمل لكم فى أية كيانات مدنية، فالحكومة وحوّلتها إلى سكرتارية، والبرلمان وحوّلته إلى جوقة من أسود أليفة تكشر عن أنيابها فى وجه الشعب أو الثوار، لكنها عندما يصل الأمر إلى المجلس العسكرى فإنهم يرسمون هالات التقديس. والآن القضاء يتحرك بإشارة إصبع واحد لينفذ التعليمات وينفذ كل طرف دوره فى المهمة بدون أن يعرف نهاية المسرحية.
الكارثة لم تبدأ بالمشهد العبثى للنهاية، ولكنها مع لحظة البداية حين اجتاحت قوات الصاعقة والثلاث سبعات مقر منظمات حقوق إنسان وكأنها تكشف أوكار الجواسيس، واختلط الخطأ الإدارى بالخيانة الوطنية بالتخطيط لتقسيم مصر وإسقاط الدولة إلى آخر هذه الخزعبلات التى وجدت جوقة كاملة تبحث عن موقع عند العسكر. الجوقة عزفت لحنا لم تعرف آخره، وشاركت فى مسرحية لم تتعرف على نهايتها.
الجوقة عزفت الأغانى القديمة عن الخيانة والعمالة والأبطال الكاكى الذين يواجهون الكاوبوى الأمريكى.الجوقة أقنعت المجلس العسكرى بأن إعادة المسرحية سيغسل سمعة العسكر الغارقين فى الكذب منذ ماسبيرو وما بعدها، وربما أيضا قبلها. والمجلس يبحث عن بطولة، يحطم فيها سمعة المنظمات التى فضحت مبارك، ومن الممكن أن تفضحه وهنا يختلط الحابل بالنابل، تختلط المنظمات الأمريكية التى عملت بالعشم القديم مع الأصدقاء فى النظام بمنظمات دفعت أثمانا غالية لترسيخ قِيَم حقوق الإنسان، الخلط متعمد والجوقة تلقى بأوساخها على الجميع، لكى يبدو المجتمع المدنى ملوثا. هل كانت الجوقة تفهم؟ هل كان البرلمان يفهم عندما منح القداسة للمشير، وشارك فى التغطية على مسؤولية العسكر عن جرائم ما بعد الثورة، إنه يهدم الجسور بينه وبين المجتمع والشارع والثوار؟ هل كانوا يفهمون أم يبحثون عن موقع فى كيان معد سلفا، يقف فيه العسكر على أطلال الدولة، وحده بلا مؤسسة، يمكن أن يكون فيها أمل؟ الأمل، هذا غالبا ما كان مستهدفا من المسرحية كلها، العسكر وأجهزة الدولة الأمنية لا هدف لديهم إلا تحطيم الأمل ونشر اليأس، فمن لا تستطيع إقناعه بجدواك أقنعه أو أرغمه على الاقتناع بأنه ليس أمامه إلا أنت. المسرحية من أولها هى تحطيم لكل مواقع الأمل لكى لا يبقى إلا «العسكرى». ليس المهم الفضيحة. هكذا توهَّم أصحاب الأصابع التى تضغط على زناد التليفون، الوهم هنا فى تخيل أن الأمر سيمر ببساطة وكما كان يمر أيام مبارك. لكن مبارك كان يعرف الثقوب التى يمر منها. وحاشية المجلس ليست بالحركة نفسها والقبضة ما زالت غشيمة. والموضوع كان فى حجم الجرح، لا الجرح نفسه. فالقبول من البداية بالسير خلف اتهامات وهمية وخرافية عن مخططات ومؤامرات وصلت إلى ركاكة اتهام تنظيم اسمه الدبدوب الدولى فى مؤتمر صحفى هدفه الترويج لفكرة المؤامرة بدون سند فى القضية التى كان الاتهام فيها هو: إنشاء فرع منظمة دولية بدون ترخيص. أين إذن الاتهامات والمخططات والخرائط؟ إنها فقط من أجل الشو الإعلامى، أما القضية فتعرف مسارها من المستشار عبد المعز إلى مستشار سيسمع الكلام، ولو لم يكن من أجل المجلس العسكرى سيكون من أجل الوطن حتى لا نواجه أمريكا. لكن المستشار شكرى أربك السير الطبيعى وحوّل المهزلة الهادئة إلى فضيحة مدوية. المستشار اكتفى بالرد الهادئ، المهنى أكثر لكنه المعتمد على أن هناك ما تغير بعد الثورة، وبقى عبد المعز وحيدا فى تنفيذ المهمة بنهايتها المثيرة لليأس من المؤسسة القضائية. هكذا يظن العسكر. يخططون لكسر الإرادة بالرعب كما حدث مع الألتراس فى بورسعيد، وبالإهانة كما حدث فى فضيحة حرب «لن تركع». إنها حرب زرع اليأس والعودة إلى الواقعية المنحطة، واقعية القبول بالاستبداد والمهانة وحياة العبيد، هم يراهنون إذن على أن المعنويات مكسورة، والرعب منتشر والخطوط بين القوى الثورية لم تعد متصلة. ويراهنون على أنه بدون إشارة ولا تليفون سيبحث الإخوان بأغلبيتهم عن كبش فداء يتشطرون عليه هو الجنزورى بكامل صلاحياته. ويعرفون أن غيرهم سيبحث عن فايزة أبو النجا أو عبد المعز إبراهيم، أو حتى مشاهير الجوقة المصباحية للحرب الفشنك. لكن هذا كله لن يعيد الأمل أو يدفع اليأس بعيدا. الأمل سيعود بتحويل مهزلة عبد المعز إلى يوم تحرير القضاء، وتسريح الجوقة إلى مكانها الطبيعى فى مزبلة التاريخ.. والإفلات من محاولة إعادة الثورة إلى نقطة الصفر.
__________________
|