
01-03-2012, 01:03 PM
|
 |
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
|
|
رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
شيخ فى مجلس الحرب
وائل عبد الفتاح
الطاولة عجيبة.
ليس فى ذوقها الذى يناسب عقلية مستهلكة للذوق التجارى العام فى بيت وليس فى مقر رئيس الحكومة كامل الصلاحيات.
الطاولة مستديرة يبدو فيها الشيخ حسان صامتا، بينما مصطفى بكرى يتكلم بحماسه المعتاد فى الفترة الأخيرة، وفايزة أبو النجا المترقبة.. وشخص ثالث لم تكشف عنه الصورة لكنه بدا مكملا للدائرة لكى لا تكون مربعا.
إنه اجتماع حرب.. لكن ضد من؟
غالبا ليس هذا اجتماع الحرب.. لكنه غرفة عمليات معلنة، هؤلاء من سيصنعون العدو لا من سيحاربونه.
الجنزورى قال: مصر لن تركع.
لم يوضح تركع لمن.. فايزة أبو النجا هى التى أوضحت: أمريكا التى تدعم منظمات المجتمع المدنى.
مصطفى بكرى لا تهدأ عروقه هذه الأيام.. دائما نافرة ودائما تصرخ: أمريكا وإسرائيل.. أمريكا وإسرائيل.
هذه الدائرة المستديرة من شخصيات كانت لامعة أيام مبارك كل فى موقعه للدفاع عن مبارك ونظامه… لن يعدم الأرشيف الغنى بتصريحات ومقالات وفتاوى لكل واحد من هؤلاء، الذى يظن الشخص العادى أن آوانهم قد فات أو بضاعتهم ستبور بعد إزاحة مبارك.. لكنهم أثبتوا أن بضاعتهم لا تفنى ولا تستحدث.. وأنها صالحة لأى مستبد.
فرقة المائدة المستديرة مهمتها الآن تقديم «خدمة مجمعة»، بعد أن كان كل منهم نجما فى مجاله لتدعيم مبارك ونظامه.. هم الآن وفى مرحلة يحاول نفس النظام دون مبارك العودة والتمركز… أن يتوحدوا فى مهمة واحدة.
المهمة هى الإيحاء بعدو خارجى لكى تتوحد الأمة كلها خلف المستبد بمنطق «خلينا متوحدين فى مواجهة العدو وبعدين نفضى لمشاكلنا مع بعض».
وهنا تكاد أن تفسد البهارات الطبخة.
لأن المفاتيح كلها لم تعد فى قبضة المستبد… وفتح ملف المعونة الأمريكية كشف أنها وهم وخداع… وأنها كانت من أجل السيطرة على قوة مصر العسكرية، ولهذا فإنها لصالح إسرائيل، وتنفيذ لتعهداتها بالحفاظ على تفوقها الاستراتيجى، أما المعونة الاقتصادية فلا تمثل إلا ٢،٧٪ من الميزانية، ومقارنة بحجم الأموال المنهوبة والمهربة فإن التصرف الطبيعى هو الضغط على المجلس العسكرى وحكومته من أجل استعادة أموال المصريين.
إنها طبخة قديمة… الجديد فيها هو وجود شيخ كانت علاقته طيبة مع جهاز القمع المعروف بمباحث أمن الدولة.
لم تكن رتبة الشيخ عند الدولة تؤهله لمهام من هذا النوع أو لاجتماعات حرب بهذه التشكيلة… لكنها فوضى ما بعد الثورة التى زلزلت النظام وجعلته يلجأ إلى كل من سيساعده على المرور من الأزمة ليعود ويبنى ديكتاتوريته من جديد كما يتوهم.
للشيخ محمد حسان بالتأكيد معجبون ومريدون.
لكل فى من يعشق مذاهب، منهم من يعجبه أداء الشيخ أو يرى فى ما يقوله عبر منصاته فى المساجد والشاشات علما لا قبله ولا بعده… لكن ما علاقة الشيخ بالسياسة وإدارة الحكم… لماذا يظهر الآن بكل هذه الكثافة..؟
يبدو الشيخ فى مهمة.. يظهر كل يوم فى اجتماعات ويلقى بتصريحات ويزور مؤسسات رسمية، من مشيخة الأزهر إلى مقر الجنزورى بكامل صلاحياته.
ما علاقة جاذبية الشيخ عند جمهور من المسلمين بأداء مهام سياسية؟
يمكن أن يكون الشيخ مرجعية لجمهوره… لكن كيف يكون مرجعية سياسية أو حتى دينية لمن لا يرى فى محمد حسان شيخه أو قائده لا السياسى أو الدينى؟
الشيخ من أنصار اتباع الحاكم وتقديسه إلى درجة تعتبر الخروج عنه عملا ضد الدين ويغضب الله.. وله فى ذلك صولات وجولات قبل ٢٥ يناير، حين قال دررا فى ضباط أمن الدولة، بينما كانوا يحولون حياة المصريين إلى جحيم.
إنه من فصيل تكيّف مع المستبد ومنحه درعا من فتاوى تحميه من الغضب، بل وتسهل عملية ترويض شعب عاش سنوات تحت القمع والنهب المتواصل.
كيف وجد الشيخ المتكيف مع الاستبداد والفساد مكانه بعد الثورة؟
التوقيت هنا مهم، الشيخ ظهر فى أثناء الثورة ضمن جيش الدفاع عن مبارك إلى آخر رمق، ونتمنى أن تكشف التحقيقات دوره فى موقعة الجمل التى كشفتها مؤخرا لقطات من كاميرات المراقبة فى التليفزيون.
الشيخ كان موجودا فى قلب المعركة التى كانت تهدف إلى القضاء على الثوار فى التحرير كخطوة تالية للخطاب العاطفى الذى ألقاه مبارك.
ظهور الشيخ فى غرفة عمليات موقعة الجمل ليس لغزا كبيرا.. لأنه فى موقعه الطبيعى وبين جمهوره المختار…. وهذا ما يجعلنا نرى بقليل من التفكير وجه التشابه بين موقعة الجمل وكل المواقع التالية التى كان هدفها: القضاء على الثورة.
__________________
|