
29-02-2012, 01:20 PM
|
 |
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
|
|
رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
عندما ينتظر الشعب مينى ديكتاتور
وائل عبد الفتاح
إذا كنت محبطا اسمع هذه المحاورة.
عامل الأسانسير أوقف الأفندية المحترمين فى منتصف الجدل حول مرشح الرئاسة.. ليقول لهم: ومالو لما الأستاذ عمرو موسى يبقى رئيس.
صديقى الذى حكى الحكاية كان غاضبا لأنه يرى أن الشعب ما زال مُغيبا لأن فيه من يمكن أن يعطى صوتا لعمرو موسى أو حتى أحمد شفيق.
قلت له: لكن هذا يعنى أن العامل أصبح يعرف أنه يمكن أن يختار وأنه يمكن أن يفكر فى مواصفات الرئيس الذى يراه.. وبعيدا عن اختياره وبعيدا أيضا عن إمكانية تزوير الإرادة لا الأصوات فقط كما حدث فى انتخابات مجلس الشعب.. لكن المتغير أن التسييس خرج من حيز العشرات والمئات إلى حيز الملايين بما يمكن أن يمثله ذلك من أمل وخطر فى نفس الوقت.
الملايين الغائبة من سنوات طويلة، ترى أن الحاكم قدر ينزل من أعلى، وترى أن الديمقراطية استعراض من استعراضات السلطة تستخدمه فى احتفالاتها على طريقة صفاء أبو السعود.. و«العيد فرحة».
الديمقراطية عرس، سواء تحت حكم مبارك الذى وضع المجتمع كله فى أقفاص تحت حراسة جهاز أمن الدولة، أو المجلس العسكرى الذى خاض حربا منظمة لكى تموت الثورة وتدفن مع الشهداء.
ستنتصر الديمقراطية طبعا عندما لا تصبح مجرد عرس، أو يسهل فيها تزوير الإرادة ودخول معركة تصويت تتكرر كل عام، وكأنها تصويت على نصرة الدين أو الدفاع عن الله الذى تؤمن به.
ستنتصر عندما لا يبيع الناخب صوته مقابل وجبة عشاء أو بطانية أو بضعة جنيهات، لأنه سيعرف أن الرئيس لم يعد قدرا، ولا السياسة تدار فى غرف مغلقة، سيعرف أنه سيدفع ثمن اختياراته… كما سمعت من عشرات أقابلهم يوميا يعلنون ندمهم على منح أصواتهم للإخوان أو السلفيين.
النادمون على التصويت للإخوان والسلفيين ليسوا ليبراليين ولا هم ضد الدين ولا يشعرون بالحقد لأنهم لم يصلوا إلى البرلمان، لكنهم أدركوا -عبر الممارسة- أن اختيارهم لم يكن فى الموضع المناسب لمصالحهم.
الديمقراطية ممارسة. والسياسة تعبير عن مصالح وليست انتصارا لفريق مؤمن ضد فريق كافر.. أو فريق الخير ضد الشر.. الديمقراطية ليست تصويتا على العقيدة كما أعلن قيادى سلفى اعتبر أن من «يختارون الرئيس على أساس برنامجه الانتخابى بلهاء لا يستحقون الحرية».
لهذا فإن العامل الذى يريد انتخاب عمرو موسى يرى فيه ما لم تره الثورة التى تخلصت كاملا من سطوة الديكتاتور.
الذى اختار الإخوان لأنهم متدينون، سيختار عمرو موسى لأن «شكله رئيس» و«اللى نعرفه أحسن من اللى مانعرفوش».
لا يعرف برنامجه ولا فحص تاريخه السياسى.
هذا الناخب يريد اليوم «مينى ديكتاتور» ويبدو من شرائح المنتظرين لديكتاتور عادل، يمسك البلد بقبضة من حديد، ويقودها إلى بر الأمان، هؤلاء لا يرون الحل إلا فى الديكتاتور، وتغريهم أناقة عمرو موسى ونجوميته، لا يرون فيه سلطويا تربى فى مؤسسات لا ترى الشعب إلا فى وضع «المؤيد» والمصفق، فى وضع «الجمهور القابل للترويض».
يقدم عمرو نفسه بصورة غير بعيدة عن الـ«مينى ديكتاتور».. لا يحب أن تكون الرئاسة وظيفة.. خدمة.. يحبها منصبا وسلطة. ولم يقدم طوال الشهور الماضية ما يمنح الأمل فى أنه قادر على العبور إلى نظام جديد.. وكل ما فعله هو تقديم رتوش على صورته المصنوعة على يد «شعبولا».
عمرو موسى يكسب حين لا يكون لدى المنافسين ما يكسبونه.. إنه احتمال أقرب إلى الوراثة.. وراثة الشريك لنظام لم يسقط بعد.. والعقبة الوحيدة هى رفض بقية الشركاء الذين يريدون شخصية لا يكون لها حق الشراكة.
عمرو ابن النظام، وعاش فى خدمته، هو سلالة موظفى الأنظمة، لكنه يعيش منذ اكتشاف إمكانية اللعب على الكاريزما، بشعور خفى بعظمة النجم الممنوع من الصعود على المسرح.
رغم أنه ليس ممنوعا، ونجوميته قامت على أطلال «تراجع» النظام الذى عاش فى ظله.
الجمهور المصرى كان تعيسا، مثل شعوب تبحث عن أبطال يعوضون شعور العجز بالتعلق بأطراف بطل، أو من يوحى بالبطولة.
ويرى البعض أن الجزء المنتمى إلى النظام فى عمرو موسى ميزة، لأنه مدنى فى دولة تعودت على حكم العسكر… ومن مدرسة «الدولة القديمة» وتكونت له خبرات خارج النظام فى الجامعة العربية.. هذه مميزات يرد عليها فورا.. «عمرو موسى هو عمرو موسى..» حنجرة ولا فعالية.
موسى مدافع لا يستطيع بناء المواقف السياسية، ولا نسج شبكات يمكنها أن تخرج عن حدود المواقف الرسمية، فهو ظاهرة صوتية، لا توقف الحركة على أرض الواقع، لكنها تضعها فى منطقة حروب الاستعراض.
__________________
|