عرض مشاركة واحدة
  #631  
قديم 25-02-2012, 10:54 AM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: مخطط تصفيه الثوره ,,

أسوار القداسة

د.عز الدين شكرى فشير


من أهم ملامح الثورة المصرية التى اندلعت فى 25 يناير عملية تغيير ثقافى عميقة لا نتحدث عنها كثيرا، ويمكن تسميتها بنزع القداسة عن الأفكار والأشخاص والمؤسسات التى يحيطها المجتمع بأسوار من الترهيب والمنع والحماية والتبجيل. هذه «المحميات» أو «المقدسات» ليست دينية بالضرورة، بل تشمل كل ما يضعه المجتمع فوق مستوى المناقشة. فى مصر مثلا، كانت أسوار القداسة تحيط بشخصية ومركز الرئيس، وبالقيادات عموما داخل مؤسساتهم، سواء كانت هذه المؤسسات رسمية مثل الوزارات والهيئات والشركات والأحزاب، أو غير رسمية مثل العائلة. هذه الحماية أو القداسة امتدت إلى الكبار عموما، فى محيط الأسرة أو العمل أو حتى الكبار المجهولين الذين نقابلهم فى الشارع. أسوار القداسة أحاطت -حتى هذا العام- بالجيش وما يسمى بالأجهزة السيادية، عدا الشرطة. وطبعا أسوار القداسة تحيط بكل ما هو دينى، سواء الأفكار أو التفسيرات أو المؤسسات الدينية أو رموزها.
نزع القداسة هو سقوط أسوار الترهيب والمنع والحماية والتبجيل المحيطة بهذه الأفكار والأشخاص والمؤسسات، وبدء الناس فى مناقشة تلك المحميات التى كانت خارج إطار المناقشة، ثم منازعتها سلطانها على الأفراد وعلى الحياة والدعوة إلى التعامل معها بندية دون منحها وضعا خاصا، وينتهى الأمر بالخلاف معها ورفضها ووضعها على الرف أو تحطيمها. نزع القداسة هذا لا يحدث مرة واحدة، وإنما تدريجيا. تضعف الأسوار الخارجية، ويبدأ البعض -عادة الشباب- بتسلقها. ومن علٍ، يشيرون إلى آخرين، ويراهم الناس جالسين فوق الأسوار دون أن يصيبهم مكروه، فتضعف الرهبة التى تغلف هذه الأسوار. يصعد المزيد فوق الأسوار، ويهبط من كان فوق ثم يعود، ثم تغامر ثلة بتسلق السور الذى يلى الأول، وهكذا، شيئا فشيئا تستباح هذه المحميات وتصبح موضوعا عاديا للدخول والخروج، للنقاش والمراجعة والتقييم. وهذا هو قلب الثورة الثقافية والاجتماعية. وهذا فى زعمى ما يجرى فى مصر.
انظر حولك أخى المواطن وقل لى ما هى المقدسات التى لا يطالها النقاش العام اليوم؟ على سبيل المثال، هل يخضع الرئيس، السابق أو اللاحق، بأى نوع من أنواع الحماية التقديسية التى كانت له منذ عشرين عاما؟ لو لم تضعف أسوار القداسة الترهيبية والمانعة والحامية والتبجيلية لشخص الرئيس ما وقف الملايين من الناس يهتفون «إرحل يعنى إمشى يا اللى مابتفهمشى»، ولما أطلقوا النكات التى ملأت سماء ميادين مصر فى يناير، ولما رفعوا النعال فى الهواء ردا على خطاباته. ليس المهم الآن من تسبب فى ماذا، هل الثورة الثقافية الجارية هى التى جعلت من الممكن للشعب أن يثور على «قائده» و«زعيمه»، و«كبير العائلة»، «بطل الحرب والسلام» وتحويل تلك الأوصاف إلى أدوات للسخرية، أم هو الرئيس الذى حمّل الناس أكثر من طاقتهم فانفجروا؟ ربما الأمران معا، لا يهم. النتيجة هى الأهم، وهى سقوط أسوار القداسة، كلها، عن منصب الرئيس. وسترون غدا كيف يعامل الشعب رئيسه الجديد.
نفس الشىء ينطبق على القيادات كلها، من رئيس أصغر وحدة محلية حتى الوزير. كيف أصبح من عاديات الأمور أن يقتحم الموظفون والعمال مكاتب رؤسائهم ويخرجوهم منها، وأن يقفوا أمامهم ويسألوهم عما يعتقدون أنه حقهم (بغض النظر عن صحة اعتقادهم هذا)؟ هؤلاء هم أنفسهم الموظفون والعمال الخانعون الذين كانوا ينظرون فى الأرض حين يحدثون رئيسهم، والذين كانوا يتلعثمون أمامه، ويشكرونه بين كل جملتين، ويضعون «سيادتك» و«أفندم» و«حضرتك» قبل وبعد اسمه المصون. الذين يتحدثون عن هيبة الدولة كثيرا ما يقصدون بها هيبة ممثلى الدولة، هيبة سلطة المدير والقائد والرئيس، هيبة السلطة وقداستها. وأقول لهم أن ينسوا كل هذا ويعوِّدوا أنفسهم على النظام الجديد، فقد ولت أيام التقديس ولن تعود
__________________

رد مع اقتباس