عرض مشاركة واحدة
  #572  
قديم 22-02-2012, 11:47 AM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: مخطط تصفيه الثوره ,,

الزَّار

د.عز الدين شكرى فشير



بدأت فعلا أتمنى أن تكون هناك
ثورة مضادة، لأن الاحتمال الآخر، وهو أنه لا أحد يقود السفينة على الإطلاق، هو كارثة أكبر.
وزراء يجرون فى مكانهم، بعضهم يحاول تجميل صورته، وبعضهم يحاول التماسك فى مكانه، وبعضهم يحاول الاختباء، والبعض الآخر يمسك بكرسيه ويطيح فى ما حوله مهشِّما دون قيد من ضمير أو من سلطة أخرى.
وبرلمان يجسد خيبة الأمل: تسلم سلطة التشريع فلم يشرِّع، وتسلم تمثيل الأمة فى وسط ثورة فلم يمثلها، وبدلا من الاضطلاع بعمله الأصلى وتحمل مسؤولياته قرر أن يتكلم بلا توقف. فترك الشهداء، وظروف وجدول تسليم السلطة لمدنيين منتخبين، وإنقاذ الاقتصاد المتهاوى، وحماية أمن المواطنين وتطهير أجهزة الأمن، وصيانة علاقاتنا الخارجية وتجنيدها لخدمة مصلحة الناس، وأخذ يتكلم. وحين قالوا له إن الكلام ليس مهمته ولا بد له من الفعل، كوّن لجانا لتقصى حقائق وأتى بالوزراء ليتشاجر معهم، وبحث عن زياد العليمى وما قاله خارج المجلس ليحاسبه عليه، وصوّت على صيغة اعتذاره وناقش ما إذا كانت تشكل اعتذارا.
ومجلس عسكرى يراوح بين الملل وفقدان الأعصاب، يركز ما بقى لديه من طاقة واهتمام على الموضوعات الأهم له، والباقى سُدى.
ورجال عينوا أنفسهم متحدثين باسم الدين، طاحوا فى الخلق فُتيا وترويعا.
ومرشحون رئاسيون غير محتملين يزدادون عدم احتمال.
وقوى سياسية، يفترض فيها العقل والمسؤولية، تقود البلاد فى مغامرات خاسرة حتى لو نجحت.
وصراخ فى المجال العام، واتهامات بالخيانة والعمالة والقتل والنهب والكفر والتآمر.
زار، بلا كوديا.
وفى وسط هذا الزَّار، يستمر القتل والترهيب، ويستمر نهب المال العام، ويستمر الاستبداد بصنع القرار، ويستمر التضليل، ويستمر الفقر والظلم الفادح، ويستمر إظلام العقول وسد منافذ النور. ونغوص فى الوحل أكثر، ويصبح الخروج منه أصعب وأكثر تكلفة. ونتعب.
لو كان الزار مقصودا به إنهاكنا، وبعد أن نسقط على الأرض سيدخل فريق يقظ ويقود السفينة لكان ذلك خدعة مشينة، لكنه سيكون أمرا مطمئنا، فلن نرتطم بشىء ونغرق، وبعد أن يُتموا مؤامرتهم سيفيق الناس من الإغماء ويقتصّوا منهم.
أما الكارثة الكبرى فهى أن لا يكون الزار مقصودا، وأن يكون الأمر قد خرج فعلا عن سيطرة الجميع، حتى الثورة المضادة، وتكون قمرة القيادة خالية والكل مشغولا بالدوران حول نفسه والهتاف «الله حى». ثم نسقط جميعا، واحدا تلو الآخر، وتظل السفينة سائرة فى الظلام بالدفع الذاتى مسافة حتى ترتطم بشىء ما.
طبعا هناك حل. طبعا لو أفاق المجلس العسكرى والإخوان المسلمون وتعاونوا مع القوى الديمقراطية المدنية وتعاملوا كشركاء فى الوطن لا كغرماء لأنقذوا البلد وأنفسهم وقادوا السفينة نحو آفاق أرحب. لكنهم فى أغلب الظن لن يفعلوا، لأنهم هكذا، ولو كانوا غير هذا لما وصلنا إلى هنا. إذن علينا نحن -الذين نحاول البقاء يقظين وسط هذا الزار- أن نتحرك على أساس أن القوتين السياسيتين الكبيرتين اللتين تقتسمان السلطة تشريعا وتنفيذا مفقود الأمل فيهما. وماذا نفعل؟ نبقى أحياء، يقظين، لا نشارك فى الزار بل نركز جهدنا على تنظيم صفوفنا وتدريب أنفسنا على التدخل وإنقاذ السفينة حين يقودها هؤلاء إلى الغرق.
كيف نفعل هذا؟ ثلاث خطوات: ننظم أنفسنا فى كيان سياسى، ونعمل مع الناس حول قضاياها دون عراك أيديولوجى، ونبلور سياسات بديلة للجمهورية القادمة.
__________________

رد مع اقتباس