
22-02-2012, 11:28 AM
|
 |
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
|
|
رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
ملك البورنو
وائل عبد الفتاح
مصطفى بكرى ليس وحده ابن النظام القديم.
له إخوة وأقارب يظهرون كل يوم تحت قبة البرلمان ينتمون إلى عقل وصفات النظام القديم، رغم أنهم شاركوا فى مظاهرات ٢٥ يناير مثل النائب صاحب طلب إغلاق المواقع الإباحية… أو مثل مصطفى بكرى الذى طالب برجوع الثوار إلى بيوتهم بعد الخطاب العاطفى لمبارك..
إنهم يريدون عودة نظام ميت، بعد تغيير جلده والاكتفاء بإزاحة مبارك وعائلته وبعض حاشيته.
كيف التقى مصطفى بكرى الذى انتفخت عروقه لما تصور أنه شتيمة المشير مع النائب الغاضب من سهولة الدخول إلى عالم البورنو على الإنترنت؟
الأستاذ مصطفى أراد العودة إلى تقديس الجالس على المقعد العالى، قداسة لا يمكنها محاسبة المشير على جرائم القتل والسحل ولا تنقد إدارته للمرحلة الانتقالية… لكنها يمكن أن تقف عند تأويل مفرط لعبارة قالها زياد العليمى لتطبيق لائحة مدرسة المشاغبين.
هنا يكون مصطفى بكرى ساداتيا … رغم أن عروقه المنفوخة مكتوب عليها «ناصرية.. ناصرية».. فالسادات عندما اعترض عليه عبد المنعم أبو الفتوح وهو فى الجامعة لم يرد الرئيس… لكنه أوقفه مطالبا باحترام «كبير العائلة».
الأستاذ البكرى ابن هذه العقلية الغارقة فى القدم التى تتعامل مع البلد على أنها عائلة والرئيس على أنه كبيرها… والدولة هى إقطاعيات يوزعها الكبير على حاشيته ومن يرضى عنهم.. والكل سابح فى خيره.
اخترع السادات شرطة اسمها «الانضباط» وقانونا اسمه «العيب» فى عزّ أزماته مع المعارضة ومغامراته فى زيارة إسرائيل.
أراد أن يكون حامى الأخلاق الرشيدة ليمرر صدماته الكهربائية فى مجال السياسة.
وبالدهاء المعروف عنه أدرك أنه لكى تسيطر على شخص صعب الترويض مارس عليه سلطة أخلاقية… وبدلا من مناقشته فى التفاصيل أو الاختلاف معه حول السياسات ابدأ فى التفتيش عن أخلاقه… وقلب فى سيرته الشخصية لعلك تجد ما يصلح أن يقوم عليه حكاية تشغلك وتضعه فى موقع «الفاسد» أخلاقيا.
هذا تفكير لا يخص السادات وحده لكنه استطاع بمواهبه أن يصنع منه دراما إذا نظرنا إليها الآن سنراها مثيرة لضحك من نوع درامى. فالرئيس الذى لعب بترويج الثقافة الريفية فى الحكم ويطلب الطاعة باعتباره «الرئيس المؤمن» و«كبير العائلة المصرية»… قتلته جماعات أشد تعصبا لهذه الثقافة وتنازعه على حق الإيمان… وتراه غير ملتزم بالمناخ الذى أسهم فى نشره.
السحر انقلب على الساحر وقتل السادات فى عز صولجانه.. وبين أبنائه (الجيش)… فى واحدة من كبرى التراجيديات فى تاريخنا الحديث.
أين النائب المثير لملف المواقع الإباحية؟
إنه ابن النظام من جانبه الآخر الذى يرى الشعب دائما هو موطن المصائب، وأن الفساد والكوارث لا تولد من سياسات خاطئة ولكن من فساد فى الأخلاق… إلى هؤلاء يلقى النظام فى أزماته قصة تلهى فيها مجموعات باحثة عن ضحية تثبت فيه أخلاقها وتعلن بها سلطتها.
وفى إحدى أزمات وزير داخلية فى تسعينيات القرن الماضى (حسن الألفى) ولصرف النظر عن حملة صحفية على فساده، هزّت المجتمع أخبار عن القبض على شبكة آداب تضم نجمات سينما… هى قضيّة ملفقة بحث فيها الوزير عن حكاية تفجر «فرقعة» إعلامية تسحب من رصيد حملة صحيفة «الشعب» الموجهة إليه. ولم يكن هناك أسهل من استخدام النجمات واللعب على السمعة والكلام السهل عن تجارة الجسد.
وبدلا من الالتفات إلى فساد الوزير أصبح بطلا يحارب من أجل الأخلاق وتلتقط له صور وهو بالسبحة وفى طريقه إلى المسجد… وتحسنت صورته على حساب سمعة النجمات.
إنها عقلية واحدة وإن لم يكن هدفها واحدا.
لا نعرف تاريخ النائب المنزعج من المواقع الإباحية، لكننا نعرف تاريخ استغلال هذه القضايا فى شغل الرأى العام عن ملفات أساسية فى أكثر الألعاب مثيرة التحكم فى الحرية الشخصية والتفتيش الأخلاقى.
لعبة مثيرة يستبدلها بعض السياسيين كطريق سهل إما إيمانا فعليا (بأن المشكلة فى الأخلاق لا فى السياسات) أو تعبيرا عن صدمة مع ثقافة مختلفة لا ترى أن الأخلاق تتحقق بالقمع وتعتبر أن المنع لم يوقف تجارة البورنو أبدا.. بل جعلها مصدر رزق لتجار السوق السوداء.
انتهى زمن الوصاية وأصبحت الأخلاق مسؤولية شخصية، لا يتعلمها بتعليمات ولا تفرض عليه بقمع الإرادة.
الأخلاق العامة بابها أوسع وأخطر… لماذا لم يتوقف أمامها النائب المحترم… الحكومة بمجلسها ووزيرها كاذبون، ولم يحاسبهم أو يطالب بكشف كذبهم، والنظام مسؤول عن نوم الملايين فى الشوارع شبه عرايا، وعساكر النظام عرت النساء علانية.. كل هذا البورنو الفاضح مفروض علينا جميعا… لكن بورنو الإنترنت هو اختيار شخصى يذهب إليه الشخص بإرادته.
السياسة تحرير للإرادة…. يا سيادة النائب المشغول بأخلاق الأمة… وهنا نعود إلى الأستاذ مصطفى الموديل الباهر لأخلاق هذا النظام… تنتفخ عروقه عندما يمس أحد الراكب على السلطة… فهى سنده وحائطه… أما عندما يقتل الشعب ويسحل وترتكب قوات الشرطة ضده المذابح يجرى فى القنوات ويهرول ليصرخ باكيا عليهم «.. أمريكا قتلتهم…. قتلتهم»… أو «هذا ليس شعبى.. شعبى ينام حامدا ربه على نعمة المشير». الأستاذ مصطفى يفعل ذلك بشكل أوتوماتيكى ودون أن يطلب منه فهو أصبح يعرف واجبه تماما لإعادة النظام إلى مجراه الطبيعى.
__________________
|