عرض مشاركة واحدة
  #524  
قديم 20-02-2012, 07:58 AM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: مخطط تصفيه الثوره ,,

قالّك «كُن مع الله»

أحمد العسيلي


كتبت الأسبوع اللى فات «كُن مع الثورة» واضح إنّها كانت مقالة مؤثرة عشان جالى عليها رد فعل عظيم تُشكروا عليه. وفى وسط رد الفعل العظيم كان فيه ما يُشابه الظاهرة الصغيّرة كده، حاجة تستحق التفكير من وجهة نظري؛ لقيت كذا حد باعتينلى يقولوا «كن مع الله»! شفتها أول مرة مافهمتش بصراحة إيه علاقة ده بالموضوع! لقيت تانى وبعدين تالت ورابع، نفس الرسالة بتنويعات بسيطة فى الشكل.
لحد ما جاتلى بقه رسالة نَصُّها «تقصد بخليك مع الثورة، خليك مع اللى عايزين يوصلوا للحق، والحق هو طريق ربنا»
فهمت بقه ساعتها الرسائل السابقة، وانتو فهمتوا كمان طبعا، لكن برضه أحب اشاور على «البلَا الازرق» اللى شايفه بتحمله هذه الرسالة وأخواتها فى جوفِهم.
أولا فكرة إن الثورة بقت فى أذهان البعض، عكس الأسلمة (مش الإسلام، أنا اقصد الكلمة اللى اخترتها، الأسلَمة)؛ يا تبقى ثورى، يا تبقى إسلامى. ودى طبعا مش غلطة اللى بيقعوا فى الفخ ده لوحدهم، بل غلطة التيارات الإسلامية مجتمعة، ويمكن أغلب من يتكلّمون فى الشأن السياسى بإسم الدين. ازاي؟ بإنهم أقنعوا ناس أهُه، أيّا كان عددهم، إن الفكرة السياسية «الإسلامية» هى الهدف! ودى أول جريمة ارتكبوها فى «تشويه» أفكار هؤلاء. ماتعلّموش من كل التاريخ الطويل إن قفل الدماغ على طريقة واحدة والإيمان إن مافيش غيرها بل وتحويلها من وسيلة لهدف؛ هو أصلا جريمة مضرّة بالمستقبل. ده غير بقه إنى أدّعى إن أغلب من وقعوا فى الحفرة، ماعندهمش أى فكرة صلبة عن الحل السياسى الإسلامى أصلا، مش يعنى فاهمين الطريقة السياسية الإسلامية وشايفينها الأنسب والأحسن لمصر وأهلها، لأ، هُمّ بس الله يسامحهم فهّموهم، إن الثورة نفسها لو مامشيتش فى الإتجاه الإسلامى أو المُتأسلم، تبقى بتبعد عن الحق والصواب. «لو عايز ثورة تبقى عايز الحق؛ والحق مش سايب مالوش صاحب، الحق عند الإسلاميين، وكل ما عند غيرهم باطل!» معقول!
من وانا طفل وانا بشوف ناس كتير بيتكلّموا عمّا يسمّونه «التعصّب للإسلام» وكان دايما غريب جدا بالنسبالى إنهم بيتكلّموا عنّه على انّه حاجة حلوة! مع انى زى الجميع، وانا بفهم يعنى إيه تعصّب، فهمت إنّه شيء دميم وقبيح وبياخد من عقلانية من يتبنّاه وموضوعيّته. وبعدين فجأة يتحوّل الدميم القبيح، أول بس ما تحطّه فى سياق إسلامى، إلى حاجة عظيمة لازم كل الناس تتبنّاها! طب ده اسمه كلام؟! أنا بعتقد إن الوطن ده على مدى عقود كان بيُفسد الكِبار فيه عقول أبناءهم بالطريقة دي؛ بإنّهم يقولولهم الكلام وعكسه فى نفس اللحظة. كل حاجة قابلة عندنا «للثَني» لتُوافق هوانا. إحنا القوم اللى بنعلّم عيالنا إن ربّنا عرفوه بالعقل، والعلم يصل بك إلى الله وكده، وبعدين نقولهم إن الشبشب مايصحّش يبقى مقلوب عشان بيبقى فى وش ربّنا!
لأ سيدات ويا سادة، التعصّب دائما وأبدا دميم وقبيح وحيفضل كده. ولأ، الثورة مش لازم تبقى إسلامية عشان تسعى ورا الحق وتستحق النجاح. ولأ، «الحق» مش عند حد بعينه، الحق فضيلة بيدوّر عليها البنى آدم فى كل الدنيا من ساعة ما اتخلق، وبيقرّب منّه بس كل اللى مؤمن بيه ومُخلص فى البحث عنه مش اللى بيقيّفه على مقاسه ومقاس أفكاره وما زرعوا فيه الله يسامحهم على أنّه الهدف والطريق الوحيد.
وبالرغم من إن التهم دى مش موّجهة للتيارات الإسلامية لوحدها، لإن اللى بيحكمها وبيتسبب فيها، عيوب بقت متأصلة فى ثقافة المصريين. لكن برضه أنا شايف إن مسؤولية التيارات الإسلامية عنها أكبر بكتير، أولا لإنّهم بقوا الأكبر تاثيرا على المشهد السياسى وبفارق كبير، وثانيا لإنى برضه بشوفهم وهمّ «بيغيروا الموضوع» من البحث عن طرق للبناء والنهضة وتحقيق العدل، للاسلَمة! وبيستبدلوا الحلم المُمكن بالدولة العادلة اللى بتقف على مسافة واحدة من جميع مواطنيها، بحلْم الدولة الإسلامية أو المُتأسلمة، ومن أجل أشياءٍ أخرى غير العدل الذى هو أساس المُلك.
للمرة الألف برفع راية إنذار حمراء وكَبيرة؛ تصوّر أغلب التيارات الإسلامية أن عِندَهُم وحدَهُم «الحق» الأمر اللى بيكتسبوه بقه من «سعيهم لتطبيق ما أمر الله به!»، غلطة كل ما تستمر كل ما حيدفع تمنها غالى الوطن ده كلّه. وكل سياسى إسلامى مُتصوِّر إن دوره إنه يشتغل على حلم الدولة الإسلامية عشان يروح الجنة، لا يستحق لقب السياسى، ولا يستحق أن يعمل فى العمل العام لأنّ العمل العام، عام، يعنى لكل الناس لامؤاخذة! السياسى شغلته يحارب عشان بناء دولة عدل وقانون، دولة بتمشى فى إتجاه ما يُصلح حال كل مواطنيها، مش شغلته يُمَكّن قناعاته ولا حتّى قناعات من إنتخبوه.
بالنسبالى أنا مافيش فرق بين اللى عايز يوصل للسلطة عشان يخدم مصالحه المادية مثلا، أو اللى عايز يوصلها عشان أى حاجة غير تحقيق «مصلحة» كل الناس.
لو كل من يمتهنون السياسة فردا فردا مافهموش فكرة الشراكة، فكرة الإشتراك فى تقرير المصير، وفكرة أن هذا الوطن هو المركب الوحيد اللى كلّنا ماعندناش غيره، مش حينفعونا بحاجة.
ومعلش خدونى على قد عقلي! ولو الرسائل دى ماستوعبتهاش التيارات الإسلامية خصوصا وقبل غيرها، يبقى حيفضلوا من يدّعون الإنتساب لدين الوحدة والتلاحم والجسد الواحد، يُسبّبوا فُرقة وتصدّع فى جدار هذا الوطن، وجدار هذا الوطن فيهِ ما يكفيه!
اجتمِعوا على الحق اللى مش ممكن نلاقيه غير لو الكل حط إيديه فى إيدين «شركاء وطنه جميعُهُم»، وكفانا تعصّبا وتعَنُّتا وغرورا وتصلّبا، يرحمنا ويرحمكم الله.
__________________

رد مع اقتباس