عرض مشاركة واحدة
  #481  
قديم 18-02-2012, 11:15 AM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: مخطط تصفيه الثوره ,,

التفاؤل قسرا..!!

نوارة نجم

الاكتئاب ممنوع، والزعل مرفوع.. الثورة دى بالتقسيط.
يعانى الجميع من حالة اكتئاب: ثوار، فلول، كنبة.. «قال المجلس العسكرى اللى بيكلمنا عن خطة تقسيم مصر قام بتقسيمنا إلى فتافيت فتافيت.. وحسبى الله ونعم الوكيل». الوحيدون الذين يعانون من حالة انتشاء أدت بهم إلى شبه لوثة هم أولئك الذين حازوا على الأغلبية فى البرلمان، يا عينى، ومن يلوذ بهم، يا عينى… وكتاب الله المجيد صعبانين عليا، ذاك أنهم أطالوا الأمد فى الشعور بزهو النصر، بينما من حولهم يطالبونهم بتبعات ذلك النصر، وهم مهنّجين.. ها؟ مين؟ مسؤولية إيه؟ سلطة فين؟ ماتسيبونا نفرح.. خلاص فرحتوا وانبسطتوا نشتغل بقى.. نشتغل؟ نشتغل إيه؟ نشتغل سلطة حضرتك.. آه.. بيشتغلوها إزاى دى؟
لا ولا حاجة.. بيدنوا فى البرلمان وياكلوا هولز.. نامو انتو ولما نخلص حنديكم رنة.
أما الفلول، فلديهم شعور بأن كل محاولاتهم لاستعادة أمجادهم على ما قد كان قد باءت بالفشل، فلم تعد مصر مصرهم التى يعرفونها، وغربت شمسهم، وآن لهم أن يتذللوا لأشخاص كانوا فى يوم من الأيام يقهرونهم ويطلقون عليهم «المحظورة»، حتى وصل الأمر ببعضهم أن أطلق لحيته وترشح فى الانتخابات بوصفه سلفيا. أنا شخصيا أشعر بالشماتة الشديدة لما لحق بالفلول… عدل ربنا بقى، آدى آخرة الافترا على عباد الله.
بالنسبة لحزب الكنبة، الذى يتعاطف معظمه مع الثورة بتوجس، ويضع شروطا تصنيفية لما يعده الثوار وما يعتبره البلطجية، فهم يشعرون بخيبة أمل، ويعانون من التيه. تفجرت خيبة أملهم مع أول جلسة للبرلمان الذى انتخبوه، ثم تلاها شعور بالضياع: طب إحنا كده لا مجلس عسكرى نافع، ولا مجلس شعب محترم، والعيال عمالة تنزل وتموت، واحنا عمالين نستندل، ونبرر لنفسنا تبريرات مضحكة تارة، ومنحطة تارة أخرى، لما بقى شكلنا عار قدام عيالنا والواد بيقول لى: إنت نزلت من نظرى يا بابا… طب وبعدين؟ طب ما أنا لو نزلت حاموت وعيالى حتموت.. ما العيال ماتت وآخرتها مسرحية هزلية أهى.
نأتى للثوار، كان المجلس العسكرى، ومن خلفه حزب ربات البيوت «ولأول مرة فى التاريخ ينضم إلى هذا الحزب مجموعة هائلة من الذكور» يقسمون المشاركين فى الثورة، والممارسين حقهم الدستورى فى الاعتراض والتظاهر والمطالبة بالحقوق إلى: ثوار حقيقيين، ألا وهم الشباب الطاهر اللى نزل يوم خمسة وعشرين «وقد اختفى أثر هذا الطاهر ولم يعلم عنه شيئا حتى يومنا هذا»، ثم المندسين، وهم أى مجموعة تبدو بملابس رثة نظرا لفقرهم، أو تضع المجلس العسكرى وحزب ربات البيوت فى مأزق أخلاقى، كأن يستبسل المتظاهرون بشجاعة نادرة فى الدفاع عن قضيتهم أمام آلة البطش العسكرية والشرطية، مما يؤدى إلى سقوط ضحايا، الأمر الذى يحتم على حزب ربات البيوت اتخاذ إجراء تضامنى تفرضه عليهم الأخلاق والإنسانية، وهم لا يرغبون فى ذلك، فيُعرِضون عن التضامن، فيبقى شكلهم وحش، ويبقى شكل المجلس العسكرى وحش، فيعقد المجلس العسكرى مؤتمرا صحفيا يطالب فيه الجماهير بأن تسأل الظروف، فيروح حزب ربات البيوت يرن على الظروف، فالظروف تكَنْسل عليه، فيبدأ فى التقيؤ بحديث يجافى العقل والأخلاق والإنسانية والمنطق… الناس بقى اللى بتحرج المجلس وربات البيوت وبتخليهم شكلهم عار، همّ دول بقى اللى فيهم وعليهم ومش همّ دول الشباب الطاهر… مع إنهم ماعملوش حاجة غير إنهم شجعان.
هؤلاء الثوار يعانون من حالة اكتئاب، إذ إنهم لم يطلبوا من وطنهم، الذى ضحوا من أجله بأرواحهم وأعينهم وأعراضهم، التكريم أو كلمة شكر، فإذا بهم يتم تشويههم وإهانتهم، وبصراحة كده، نفسهم صعبانة عليهم، ولسان حالهم: يعنى كنا نعمل معاك إيه يا مصر عشان ماتبهدليناش كده… كنا نسرقك ونتاجر بآلامك ونعمل صفقات عليك؟ ولا كنا نهج ونسيبك تولعى؟ ده جزاتنا؟ تهزئينا؟
ومن نزل إلى الشارع يحمل كفنه ليرد كرامة بلاده، لا يؤلمه جرح أو خرطوش أو غاز، وإنما يلهب قلبه إهدار كرامته عقوبة له على المطالبة بكرامة لوطنه.. ما عاش ولا كان اللى يهزأكم، أنتم أسياد الناس، لا يؤنسنكم إلا الحق، ولا يوحشنكم إلا الباطل، ومن يتقيأ بحقكم الأباطيل، ومن يخذلكم، يعرف تمام العلم إنه لا مؤاخذة.. واطى. ويختلق الأعذار الواهية، وهو يعلم أنها واهية، ويعلم أنه عديم الخلق والإنسانية والرجولة، ويعلم أنه نذل، ويحتقر نفسه لذلك، وليس أسوأ من أن تحتقر نفسك، وهو يختزن هذا الاحتقار بداخله، وسيأتى اليوم الذى يصب فيه جام غضبه على السلطة التى أجبرته على أن يتصرف حيالكم بهذه الوضاعة.. الصبر مفتاح الفرج.
__________________

رد مع اقتباس