عرض مشاركة واحدة
  #372  
قديم 10-02-2012, 09:30 PM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: مخطط تصفيه الثوره ,,

برلمان الثورة.. المضادة «2»

جمال فهمي


ضاق المجال فلم أتمكن من ذكر كل آيات الإهانة والبهدلة التى تعرض لها نواب محترمون وأصحاب ضمير (فضلا عن أنهم أكملوا تعليمهم) حاولوا بشجاعة وبسالة الصمود فى وجه غوغائية كاسحة والسباحة ضد تيار فضيحة مدوية صنعتها (فى جلسة يوم الإثنين الماضى بالذات) قوى أغلبية فى برلمان وصموه بالعافية ودون أى دليل أو مناسبة بأنه «برلمان الثورة».
إن مشهد ما جرى فى الجلسة المذكورة، ذلك الذى نافس بجدارة أسوأ مشاهد برلمانات المخلوع أفندى المزورة، اكتملت ملامحه الشاذة وتلونت أكثر بلون الفضيحة عندما أجبر أمن مبنى البرلمان بضعة نواب قرروا الاعتصام الاحتجاجى ضد العنف الدموى الذى تستخدمه الشرطة مع المتظاهرين والموقف المخجل الذى اتخذته أغلبية زملائهم، على قضاء الليل كله فى زمهرير شارع مجلس الشعب، لأن رئيس «برلمان الثورة» بينما هو يستمتع بدفء بيته، أصدر أوامره بمنع هؤلاء النواب من دخول المبنى!!!
و.. أكتفى بهذا القدر من وقائع فضيحة ثقيلة لم تتوقف عند حدود وقوف أغلبية نواب البرلمان فى صف الدفاع عن القمع الدموى لمتظاهرين سلميين (حتى لو كانوا يعبرون عن آراء ومطالب مختلف عليها) وإنما تسابق أعضاء هذه الأغلبية فى التشهير بمواطنيهم هؤلاء والتحريض السافر ضدهم لدرجة الدعوة الصريحة إلى قتلهم بالرصاص (!!) وفى السطور المقبلة سأحاول الإجابة عن سؤال لماذا كانت هذه الفضيحة؟ وما دلالاتها وكيف نفهمها؟!
أبدأ بأن العنوان الذى أعلى هذه السطور «برلمان الثورة.. المضادة» لم أكتبه من باب الرغبة فى الهجاء (مع إقرارى بتوافر دواعيه) ولم يكن وليد شعور بالصدمة والغضب مما رأيناه بأم أعيننا يوم الإثنين الماضى (دعك مما جرى قبله وبعده)، ولكنى اخترت هذه الكلمات للتعبير مباشرة عن رأى وحكم موضوعى، زادتنى الفضيحة الأخيرة اقتناعا به، وقد توصلت إليه بعد تأمل هادئ فى السمات الخاصة (الفكرية والاجتماعية والثقافية) التى تميز القوى التى صعدت على أكتاف قوى الثورة الأصلية وحصدت (وحدها تقريبا حتى الآن) ثمار ثورة لم تكن على جدول أعمالها ولا علاقة لها بصياغة أهدافها، بل إن أكثر هذه الأهداف تبدو على الضد تماما من عقائدها.
قصارى القول، إننى رغم بشاعة المشهد فى جلسة الإثنين الأسود لم أشعر بمفاجأة كاملة وإنما صدمتنى فقط بذاءته ومستوى هبوطه وبؤسه وقوة الإشارة الخطيرة التى أرسلها، وخلاصتها أن شعار «الحرية» الذى كان واحدا من أوضح وأجمل عناوين ثورتنا سوف يجد (من أغلبية سلطة التشريع على الأقل) مقاومة مستميتة لئلا يهبط من فضاء الشعارات إلى أرض الواقع.
إن المقاومة أو بالأحرى «الحرب» ضد الحريات (العامة والخاصة) بدأت مبكرا وبسرعة ربما لم يتوقعها كثيرون، كما أن بعض قوى الظلام العقلى والروحى التى قفزت على الثورة بمساعدة قيمة من المجلس العسكرى، واغتنمت المسار الانتقالى المعيوب المفصل على مقاسها، هؤلاء غلبت طبيعتهم تطبعهم وادعاءاتهم اللفظية فراحوا قبل وفى أثناء وبعد الانتخابات يرسلون الإشارات المتواترة التى تفضح نواياهم وحقيقة عدائهم «الإيمانى» للحرية بكل أنواعها وميلهم شبه الغريزى إلى القمع والقهر والمصادرة والتضييق على خلق الله.
وإذا كانت «جلسة الإثنين» هى ذروة هذه الإشارات وأقواها دلالة، فإن جزءا مهما من أغلبية برلمان «الثورة المضادة» لا يقصر فى بث إشارات أخرى تكاد تكون يومية تقطع بأن شرائح المجتمع (هى بالمناسبة شرائح عريضة ولا يمكن الاستخفاف بها) الأكثر تطلعا للتقدم والحرية على وشك خوض معركة هائلة، ليس فحسب من أجل إسقاط القيود الموروثة والمتراكمة التى تكبل حق المصريين فى حريات حقيقية، ولكن لمنع فرض المزيد منها ومصادرة ما نتمتع به حاليا من شظايا و«فتات» الحرية، خصوصا حرية التعبير والصحافة والإعلام التى نسمع الآن صوت تلمظهم المفجوع ولهفتهم على أكلها وهو يتسرب من تحت القبة.. قبة «برلمان الثورة»!!!

__________________

رد مع اقتباس