
08-02-2012, 07:30 PM
|
 |
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
|
|
رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
الشرطة فى خدمة من بالضبط؟
أحمد يونس
لو ارتدى أحد المواطنين الزى الرسمى لرجال الشرطة أيا ما كانت الدوافع أو الأسباب فإنه يصبح -بالضرورة- خارجا على القانون، إلا فى حالة واحدة إذا كان يمثل على خشبة المسرح أو من خلال السينما، أما أن يحدث هذا فى الواقع فلا يوجد من لا يرى فى الأمر جريمة تستلزم العقاب، لكن الأخطر هو عندما يحدث العكس إذا ارتدى رجال الشرطة -من خارج أجهزة المباحث- الملابس التى توحى بأنهم بلطجية، لا ليمثلوا على خشبة المسرح أو من خلال السينما بل ليطلقوا الرصاص الحى من الأسلحة الميرى على المتظاهرين السلميين فى الشوارع أو حتى على كل من يحاول تصوير المشهد، بما فى ذلك الأطفال أو الجدات اللائى يتفرجن من شرفات المنازل كما حدث مرارا وتكرارا على مدى العام الذى انقضى منذ 11 فبراير 2011. هنا -بالتحديد- تكمن الخدعة الحقيقية لكنها ليست الوحيدة.
كلنا نعلم أن مباحث أمن الدولة هى التى جيشت البلطجية لتزور الانتخابات أو لتعتدى على الحركات الاحتجاجية أو أصحاب الرأى وعلى المؤرخين أن يذكروا لنا متى -بالضبط- تمت هذه المعاهدة غير المكتوبة بين الخارجين على القانون والذين يتقاضون رواتبهم لكى يحموا القانون؟ متى بالضبط؟ فى عهد النبوى إسماعيل أم حسن أبوباشا أم زكى بدر؟ كلنا نعلم أن أفرادا من الشرطة العسكرية يرتدون أحيانا زى جنود الأمن المركزى حتى لا يحرموا أنفسهم من المشاركة فى قتل الناس. أى نعم، هم لا يلتزمون على الدوام بمسألة الزى تلك وهو ما جرى -على سبيل المثال لا الحصر- عندما اعتلى بعض الضباط والجنود الأسطح فى أحداث مجلس الوزراء ليبعثوا إلى المحتجين بالإشارات البذيئة، أو ليتبولوا عليهم من أعلى، أو ليتصيدوهم بالرصاص الحى. لم يدركوا لحظتها أن الدنيا تغيرت، وأن توثيق الجرائم بتصويرها تفصيليا عن طريق الموبايل أصبح فى متناول البشر جميعا. كلنا نعلم أن الذين استطاعوا الفرار من السجون -على نحو غي مفهوم إلى الآن- يتجول معظمهم أحرارا فى أنحاء البلد ليرتكبوا المزيد من الجرائم بزى المنقبات، وأن بعض من تركوا الشرطة أصبحوا يعملون فى خدمة ذيول النظام البائد.
هل هناك، ليس فى مصر وحدها، بل فى العالم بأسره، من لا يعرف أن حمام الدم الذى حدث فى بورسعيد ليس أكثر من مؤامرة دبرتها كل الأطراف التى تسعى لإجهاض ثورة 25 يناير، وأن الألتراس الأهلاوى دفع ليلة المجزرة من دماء شبابه الوطنى ثمن الدور الذى لعبه أيام الثورة بالميدان، خاصة فى موقعة الجمل؟ هل هناك، ليس فى مصر وحدها، بل فى العالم بأسره، من لا يعرف أن القتلة هم أول من يتباكون على القتلى، وأن المتورطين فى المذبحة هم من تسابقوا فى إصدار البيانات المستنكرة أو الخروج علينا من خلال التليفزيون ليقدموا لنا التعازى؟ هل هناك، ليس فى مصر وحدها، بل فى العالم بأسره، من لا يعرف أن المخلوع هو من يحكم مصر إلى الآن من قصره الجمهورى الجديد فى المركز الطبى العالمى، وأن النظام الذى تصورنا أننا أسقطناه مازالت أظافره ناشبة فى جسد الوطن بأكمله من الرأس حتى القدمين؟ هل هناك، ليس فى مصر وحدها، بل فى العالم بأسره، من لا يعرف من هو اللهو الخفى؟ السؤال الذى يجب أن نبحث له عن إجابة -اليوم قبل الغد- هو: الشرطة فى خدمة من بالضبط؟ وقد تصادف أحيانا -فى عهد المخلوع- أن أقرر الذهاب إلى مكان ما، فإذا بى أنطلق -كالسهم- فى الاتجاه المعاكس حتى أبلغ آخره. لعلها الرغبة فى المعارضة. فأنا بحكم الظروف -أو ربما بطبيعة تكوينى- أعيش منذ الصغر فى حالة اعتراض. حالة شبه دائمة. مع مراعاة أن الهدف من كلمة: شبه، فى هذا السياق هو موسيقية العبارة. لا دقة المعنى. فضلا عن أن من الصعب جدا -فى بلد كهذا- أن يعثر الإنسان على شىء لا يستوجب الاعتراض.. ما حدث هو أننى انسحبت فجأة من نقطة ما تبعد عن قلب القاهرة كيلومترين على الأكثر. الناس بعشرات الآلاف معتقلون فى الشوارع تحت حراسة مشددة. ما هذا؟ هل هى نهاية العالم التى يتنبأ بها الفلكيون كل أسبوعين أو ثلاثة؟ تتقاذفنى الكتل البشرية التى تنشق عنها الأرض. خيل إلى أننى لن أصل أبدا. تلخصت أحلامى -لحظتها- فى الحصول على الحد الأدنى من الأكسجين أسأل شخصا يبدو من تحركاته أنه مخبر: ما الذى جرى؟ فينظر إلى باستنكار، كما لو أنه يتهمنى بالعبط. أفهم -لا أدرى كيف- أن موكب الرئيس سيمر من هنا. ملحوظة: أشعر بأننى سأحتضر اختناقا خلال دقيقتين بالعدد. ليس من الفرحة على أى حال. انتهت المحلوظة. رئتاى تنتفضان متشنجتين داخل القفص الصدرى كطائر محترق. أقول لضابط برتبة عميد هل هناك، ليس فى مصر وحدها، بل فى العالم بأسره، من لا يعرف من هو هذا البعض؟
__________________
|