رد: إنهم يحرقون مصر في ذكرى الثورة
لا يستطيع أن ينكر احد أن هدفك من المقال خير لمصر وطناً وشعباً
ولكن الإشكالية الأساسية هي أنك تربط بين مصلحة مصر و شعبها وبين وجود المجلس العسكري بأشخاصه الذين أختارهم "مبارك" شخصا شخصا في السلطة
و أراك أغفلت أن من قام بتسليم السلطه هو "مبارك" نفسه و هو من عين المجلس واصياً على الشعب
مبدئيا نحن لسنا ضد الجيش الذي يتكون من أخواننا و أبنائنا ولكننا ضد من تخطوا الـ70 عاما ومازالوا متمسكين ومسيطرين على مقاليد الحكم
إن القوات المسلحة مليئة بالعقول الفذة وبالوطنين الحقيقيين و ليس بالضرورة ان يكون عواجيز المجلس هم أشد العسكريين وطنيه و أكثرهم أمانة
لقد تضامنت انا شخصيا مع ضباط 8 أبريل (ضباط الجيش الذين نزلوا إلى الميدان تضامنا مع الثورة) وبقيت معهم ومع الدروع البشرية المسالمة التي اصرت على حماية هؤلاء الضباط الأحرار المخلصين
وشاهدت منهم وطنيه لم أرى لها مثيل و ولمست فيهم حب الوطن وروح الفداء التي يملكها المقاتل المصري الشريف و لا يملكها من أمتلأت جيوبه وخزائنه بأموال عمولات صفقات السلاح
إن الـ20 عاما التي قضاها "طنطاوي" بجوار "مبارك" مجرد تابع لـ"مبارك" و منفذ لكل أوامره التي أضعفت الجيش المصري تماما وعلت منه مجرد رمز ليس أكثر تكفي تماما تلك الـ20 عاما لكي تلوث الرجل و تجعل اولوياته هي مصلحته ثم مصلحته ثم مصلحته ولينحرق الوطن
وعودة إلى مقال سيادتك الذي تطرح فيه وجهة نظر جديرة بالنقاش فأنني ارفض تلك الأقوايل التي تردد نفس الكلمات التي سئمناها من ان مصلحة الوطن في وجود "مبارك" وإن ذهب "مبارك" ذهبت مصر والآن نقول أن مصلحة مصر في وجود "طنطاوي" ومجموعته وغن ذهبوا ذهبت مصر
هذا الحديث مرفوض شكلا وموضوعا فمصر بها أمناء و وطنيين و خبرات تفوق بكثير هؤلاء الشيوخ المترهلين الذين لم يستطيعوا حماية أي مكان في مصر خلال عام كامل و أثبتوا ضعفا رهيب في كل اختبار وضوعوا فيه
لان أدائهم الهزلي قد اضعف هيبة الجيش المصري تواطئهم الواضح الجلي مع النظام القديم الذي هم حزء أصيل منه مكشوف للقاصي والداني
تذكر معي أن مبارك وعائلته ظلوا طلقاء احرار لمدة تجاوزت الثلاثة أشهر بعد الثورة ولم ياتي بهم احد في السجون سوى إصرار الشعب و بقاءه في ميدان التحرير
تذكر أن العسكر أقاموا محاكمات مدنية صورية هذلية للنظام القديم ورموزه وأقاموا محاكمات عسكرية للمدنين و سجنوا ألاف بجرة قلم من القاضي العسكري
تذكر أن عدد من قتلوا على يد قوات المجلس العسكري فاق اعداد من قتلوا على يد قوات "حبيب العدلي"
تذكر شهداء ماسبيرو
تذكر شهداء محمد محمود
تذكر شهداء مجلس الوزراء
تذكر سحل الفتيات في ميدان التحرير
وبالنسبة للوعود التي قطعها المجلس العسكري على نفسه فهو لم يفي بأي وعد على الإطلاق فقد وعد بانه سوف يسلم السلطه في سبتمبر 2011 ولكنه لم يفعل
و وعد بانه لن يطلق طلقة واحده على متظاهر ولكنه لم يفعل
و وعد بأنه سوف يشكل لجنة لكتابة الدستور لتنتهي منه قبل حلول عام 2012 ولم يفعل
و اخذ راي الشعب على 9 مواد دستورية فقط وبعد الأستفتاء شرع من تلقاء نفسه 64 مادة دستورية
وإن كنت لا تتذكر تلك الاحداث او تجد لها مبرر فيجب أن نعترف أن المجلس العسكري إن كان وطنياً و لا ولاء له لغير الوطن فهو مقصر و متباطيء و لايصلح للعمل السياسي
إن الذاكرة لا تستوعب كل الاخطاء التي وقع فيها المجلس العسكري خلال عام واحد ولكننا نتذكر جيدا مشاهد الدم والسحل وهي كفيله بإسقاطه عن جدارة
واخيرا أتمنى أن يوفقنا الله في أن نعبر تلك المرحلة التي فرضها علينا النظام القديم بمعاونة المجلس العسكري على خير وسلام وان يصدق المجلس العسكري في وعوده
|