عرض مشاركة واحدة
  #224  
قديم 05-02-2012, 06:32 AM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: مخطط تصفيه الثوره ,,

الثأر..

نجلاء بدير





مندهشة قليلا من تحولاتى النفسية.
أناقشها معكم لأننى أعتقد أننى أشبهكم بدرجة كبيرة.
كنت أجلس على الرصيف أمام المشرحة بجوار سيدة مسنة -عرفت فى ما بعد أنها جدة لأحد ضحايا بورسعيد-كانت تردد بلا انقطاع «هناخد تارك من مين يا أحمد»؟
وكنت أفكر فى إجابة على السؤال، ويدور فى رأسى أن حيرة السيدة منطقية ففى كل المرات السابقة، كان الضحايا يعرفون القتلة، ويريحون أنفسهم بالتعهد بالقصاص منهم أو الثأر، مرة شرطة ومرة جيش، حتى عندما ينكرون وينفون ويدعون وجود طرف ثالث كان الضحايا يعرفون القاتل.
«أذكر مرة مبكرة جدا ومنسية عندما قطع سكان الزرايب الطريق لمطلب ما فدخلت عليهم قوات الجيش وقتلوا وأصابوا، وقتها نفى الجيش واتهم مواطنين شرفاء، وصدقناهم لأننا لم نكن نريد أن نعرف حقيقة أن الجيش يقمع بنفس طريقة الشرطة، وقتها كان أهالى الزرايب يحاولون بكل الطرق إقناعنا بما رأوه بأعينهم ولم نصدقهم».
هذه المرة -فى بورسعيد- اختلف الضحايا فى ما بينهم، البعض توصل إلى ما توصلت إليه أنا شخصيا أن أجهزة النظام العسكرى تنتقم من ألتراس أهلاوى لأنهم هتفوا يسقط حكم العسكر فى المباراة الأخيرة ودخلوا دخلة مؤثرة، وأن الداخلية تنتقم من الألتراس لأنهم كانوا جزءا أصيلا ومؤثرا فى الثورة، وأن الانتقام من الألتراس بالقتل هو جزء من المرحلة الانتقامية التى تستخدم فيها وسائل متعددة «تشويه البرادعى، ثم 6 أبريل ومنظمات حقوق الإنسان»، واستخدام القتل مع الألتراس منطقى لأنهم بطبيعتهم لن يتأثروا بالتشويه والاعتقال والضرب مثل باقى الفصائل.
كنت أقول إن البعض وصل إلى هذه القناعة، لكن البعض الآخر يعتقد أن القاتل أهل بورسعيد ومشجعو النادى المصرى للخلاف القديم المعروف بين مشجعى الأهلى والمصرى. وآخرون يعتقدون أن مبارك هو من قتل أولادهم، ويتكلمون عن مبارك والعادلى، كأنهما ما زالا يحكمان وأن الجيش والشرطة ما هم إلا عبد المأمور.
لذلك عندما كانت السيدة العجوز تكرر «هناخد تارك من مين يا أحمد؟» كنت أفكر فى إجابة محددة أتطوع وأقولها لها لتهدأ.
طبعا كان الواضح من الأداء كله سواء -هذه العجوز- أو باقى الأهالى، أن الثأر ليس مقصودا به المحاكمة أو عقاب المذنب، بل المقصود المعنى الحرفى الصعيدى للكلمة.
والذى أدهشنى هو تعاطفى الشديد مع رغبة السيدة فى الثأر، أنا التى عشت عمرى كله لا أتحمل رؤية حتى العقاب العادى لأى مجرم. الآن أضبط نفسى متلبسة بالتعاطف مع فكرة الثأر.
وأعتقد أن هذه الفكرة لم تتحول إلى فعل أبدا فى الثورة حتى الآن. لكنها أصبحت تلاقى قبولا اجتماعيا.
وأعتقد أن السبب فى ذلك ليس فقط بطء المحاكمات لقتلة المتظاهرين، والحكم ببراءة بعضهم، وإخلاء سبيل البعض الآخر.
لكن الأهم هو إنكار معرفة القتلى من الأساس، بحيث يرى الواحد منا القتيل أمام عينيه وسبب وفاته واضحا، «طلق نارى» مثلا، ويخرج المسؤولون ليؤكدوا بقوة أن الجيش أو الشرطة لم يطلقوا عيارا واحدا.
ليلة الخميس 2 فبراير كان كل مراسلى التليفزيونات حتى قنوات الفلول يقولون إنهم رأوا بأعينهم خرطوشا، وكان الأطباء فى المستشفى يؤكدون، ثم فى صباح اليوم التالى مات شاب بسبب خرطوش.
فى نفس الوقت يؤكد ويكرر المتحدث باسم وزارة الداخلية أنهم لم يطلقوا أى خرطوش.
هذه هى الطريقة المستمرة مهما تغيرت أسماء المتحدثين والمسؤولين.
طريقة تقود إلى الجنون. وليس إلى سؤال «هناخد تاره من مين؟» فقط.
__________________

رد مع اقتباس