رد: "ايقونات" الثوره المصريه..(25 مصريا فى25يناير)
20 - بثينة كامل
25 يناير
شاركت فى المظاهرات أمام دار القضاء العالى ثم توجهت إلى ميدان رمسيس ومنه فى مسيرة إلى دوران شبرا ثم عادت للتحرير
28 يناير
خرجت فى المظاهرات فى ميدان مصطفى محمود ثم توجهت إلى كوبرى الجلاء ومنه إلى كوبرى قصر النيل قبل أن تتمكن أخيرا من دخول ميدان التحرير
أسهمت فى تأسيس حركة «شايفينكو» التى كانت تفضح كل الانتهاكات التى تحدث فى الانتخابات البرلمانية والرئاسية
كتب: عمرو بدر
«هناك جيل صاعد عنيد كانت لديه الشجاعة ليحلم بالثورة فى أحلك الأيام وأشدها ظلاما».. تلك كانت رؤيتها للجيل الجديد الذى يحلم بالثورة تماما كما تحلم هى إذا فازت بموقع رئيس الجمهورية -التى تنوى المنافسة عليه- بأن تحوّل مقرات أمن الدولة إلى مستشفيات ومدارس ومصانع.
الثورة بالحلم كان طريق النضال الذى تسير عليه الإعلامية الشهيرة والمرشحة المحتملة لموقع رئيس الجمهورية، وكان حلم بثينة، الإعلامية والمناضلة، يزداد اتساعا كلما حققت جزءا منه.. هذا الحلم الذى تختصره فى وطن حر وعادل لكل أبنائه، وطن يخلو من الفساد والاستبداد والقمع والاستغلال، وطن يحمل من الخير والجمال والحق والعدل نبراسا وراية وطن لا يفرّق بين الرجل والمرأة، وهى المساواة التى أكدتها بمواقفها وحركتها ونضالها.
بثينة الإعلامية التى كانت تطل على المشاهدين من تليفزيون الدولة الرسمى لسنوات لاقت اضطهادا كبيرا، نتيجة لمواقفها ورؤيتها وحلمها، ولكنها بدأت تعلن تفاصيل حلمها بشكل واضح وكبير مع عام 2005، وهو العام الذى بدأت فيه مصر تخرج بشكل واضح من «الفقص الحديدى» الذى وضعها فيه النظام الساقط، فأسهمت فى تأسيس حركة «شايفينكو»، وهى الحركة التى كانت تراقب -بل قل تفضح- كل الانتهاكات التى تحدث فى الانتخابات البرلمانية والرئاسية التى جرت فى نفس العام، ثم كان الدور الأهم والأكبر الذى لعبته بثينة كامل خلال سنوات ما قبل ثورة 25 يناير، وهو الدور الواضح الذى قررت أن تلعبه فى دعم «استقلال القضاء» و«حرية الإعلام» بداية من عام 2006، وكانت الصدفة تشير إلى أن هذا العام حمل غيوما ممطرة ضد الصحافة والقضاء على السواء.
حلم بثينة بدأ بعبارتين فى عام 2006 هما «حرية الصحافة واستقلال القضاء»، وكانت بثينة موجودة وداعمة ومؤازرة «للسلطتين» فى المعركتين الشهيرتين، التى كانت أولاهما معركة النظام الساقط ضد «تيار استقلال القضاء»، وهى المعركة التى خاضها قضاة مصر الشرفاء ضد النظام، من أجل استقلال السلطة القضائية ونزاهة الانتخابات، فقد كنت تلمح بثينة حاضرة فى كل المظاهرات تهتف وترفع علم مصر، وتساند وتوزع الأعلام والملصقات على الحاضرين فى تظاهرات دعم استقلال القضاء، وهى تؤمن فعليا أن فعلها هذا جزء رئيسى فى حلمها بوطن يحمل قيم العدل والحرية.
معركة استقلال القضاء التى خاضتها بثينة مع القضاة لم تنفصل عن معركتها من أجل حرية الصحافة، فقد كانت ناشطة وحاضرة بقوة فى كل المحن التى تعرضت لها الصحافة فى السنوات الأربع السابقة على الثورة، وكان وجودها فى «محاكمات الصحفيين»، وهى ترفع علم مصر وتدعو إلى حرية الكلمة والتعبير واضحا ومميزا ودائما بلا انقطاع. يضاف إلى هذا كتابتها المنتظمة ضد الاستبداد والقمع، لا سيما تلك المقالات السلسة والجميلة التى كانت تكتبها بجريدة «الدستور».
حلم بثينة ازداد اتساعا وتألقا بعد الثورة فلم يتوقف النضال لديها عند «حرية الصحافة واستقلال القضاء»، بل كان طبيعيا أن يكون هذا الحدث الاستثنائى الرائع -الثورة- زادا إضافيا للحلم، لذلك قررت أن تترشح لموقع الرئيس، ولأن الحلم «بمصر أجمل» هو الدافع الرئيسى لبثينة فى الترشح للانتخابات كانت مواقفها وآراؤها خلال الشهور الأخيرة «ثورية» بامتياز، وكانت انتقاداتها اللاذعة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذى يحكم مصر واضحة وغير خجولة، ويبدو أن مواقفها «الثورية»، التى تخلو من الخوف قد بدأت تدفع ثمنها، بعدما تكررت الاعتداءات بالضرب عليها فى أكثر من مناسبة، ورغم ذلك لم تتردد بثينة ولم توقف تصريحاتها اللاذعة يوما، وهى التى كانت تتعرض لهذه الاعتداءات غالبا وهى تشارك «شباب الثورة» فى مظاهراتهم من أجل غد أفضل. هذا الغد الذى كان ولا يزال هو «الحلم» الذى ناضلت وتناضل من أجله «بثينة كامل».
21 - عبد الحليم قنديل
25 يناير
شارك فى المظاهرات أمام دار القضاء العالى ثم تحرك إلى شبرا حيث شارك فى المظاهرات هناك وتوجه بعدها إلى ميدان التحرير لينضم إلى المعتصمين
28 يناير
عند مسجد الاستقامة حيث لم يستطع الدخول بسبب حصار قوات الأمن قبل أن يشارك فى المظاهرات ويتمكن مساء الجمعة من دخول ميدان التحرير
هو أول من طالب وبصراحة شديدة أن تتم محاكمة مبارك على جرائمه فى حق الشعب
كتب:محمد الشماع
كان دائما فى حالة نشاط فكرى وسياسى. عارض مبارك، وعصابته، بصدر عار. لم يمتلك إلا قلما، ومساحات بالسنتيمترات فى صحيفة، «العربى الناصرى». وغيرها من الصحف العربى. عن عبد الحليم قنديل نتحدث. أجرأ من وقف فى وجه مشروع التوريث. «والله لن يحكمنا جمال مبارك». كان المانشيت الأجرأ، ربما فى تاريخ صحيفة «الكرامة»، وقت رئاسته لتحريرها. كتب مقالا قال فيه: إن الشعب سيخرج بالملايين لرفض مشروع توريث الحكم، من مبارك لابنه جمال. ربما كان يضحك «المخلوع»، ويسخر، لكن نبوءة قنديل تحققت. رأس النظام البائد كان هدفه. كلفه ذلك الكثير من الإهانة، فى ظل نظام أمنى فاسد، كل واجبه الحفاظ على مشروع التوريث. لكنه صمد وصمم، على إسقاط النظام. آمن أن للشعب المصرى، حق الحرية. اختطفوه، وعذبوه معنويا وبدنيا. تركوه فى الصحراء. ليس هذا مشهدا فى فيلم عربى، إنه واقع وحدث مع قنديل. لم ينكسر. فالجانى كان دولة أمن الدولة «المنحلة» الساقطة، والتى لم تتورع فى ملاحقة كل الأصوات الرافضة لمشروع تولية «جمال مبارك» منصب أبيه، من بعده. لاحقوه فى الصحف «تضييقا وحصارا». لم يكن يمتلك إلا قلمه، يقتات منه لقمة عيشه. لعله يوم 11 فبراير الماضى، كان أكثر السعداء برحيل نظام مبارك. هو أول من طالب وبصراحة شديدة فى مقال له بعنوان «لوجه الوطن»، أن تتم محاكمة مبارك على جرائمه فى حق الشعب. ليس هذا بعد ثورة يناير، بل قبلها. تحدى جمال مبارك، وقت أن كان وريثا، أن يقدم إقرار ذمته المالية. أى قلب تضعه فى صدرك. كان المنسق العام الثالث، لحركة كفاية، بعد جورج إسحق، والراحل عبد الوهاب المسيرى. ربما يكون أحد القلائل الذين دعوا إلى التظاهرة الحاشدة فى ميدان التحرير، يوم 25 يناير، كوسيلة للضغط من أجل تحقيق التغيير. ربما لم يتوقع كثيرون من دعاة التغيير، أنفسهم، أن تنجح الدعوة. قالوا فى أنفسهم، «ربما لا يتعدى الأمر، مظاهرات «كفاية» على سلالم نقابتى الصحفيين، والمحامين». لكنها نجحت. جاء من المنصورة إلى القاهرة. «صيدلانى» بالدراسة، شاعر بالهواية. هجر الاثنين، وامتهن الصحافة. قلمه يشعرك أنه «صحفى» بالفطرة. كان من أهم مؤسسى حركة كفاية، وصاحب الدعوة لائتلاف «المصريين من أجل التغيير»، وأحد أهم مؤسسيه، كما كان صاحب صياغة بيانه التأسيسى، الذى وقع عليه الكثير من الشخصيات العامة والمناضلين السياسيين، والكثير من الفئات العمالية والشبابية والقيادات النقابية. اعتقل قنديل، صباح يوم «15 مايو» فى العام «2010»، وقت وصوله إلى مطار الملكة علياء الدولى فى العاصمة الأردنية، عمان، للمشاركة فى فاعليات ينظمها مجمع النقابات المهنية الأردنية، إحياء للذكرى الـ62 لنكبة الشعب الفلسطينى. ولم تقدم الأردن وقتها سببا واضحا لاعتقاله، أو للإفراج عنه، بعد يوم واحد. شارك قنديل فى كل أيام الغضب. قبل الثورة وبعدها. وقف بين الثوار، يوم 25 يناير، ليطالب برأس النظام. هتف مع الهاتفين فى ميدان التحرير «الشعب يريد إسقاط النظام». فى مِحَنه الشديدة، دافع عنه من دافع، وانفض من حوله من انفض. وظل هو شامخا. قبل الثورة بساعات، وتحديدا فى مساء يوم الأحد 23 يناير 2011، كان طرفا مباشرا فى اختبار أخير لموقف الإخوان، حضر اجتماعا سريا فى مكتب المحامى علاء عبد المنعم. وحضر الاجتماع، حمدين صباحى، وأيمن نور، وعبد العظيم المغربى، وسعد عبود، والقيادى الإخوانى محمد البلتاجى. كلفوه وقتها بصياغة بيان تأييد ومشاركة فى مظاهرات 25 يناير، وبعد صياغته البيان، لم يعترض أحد سوى محمد البلتاجى. كان مطلب الإخوان وقتها، يقتصر على حل مجلسى الشعب والشورى، أما ما دون ذلك. فيتحمل قنديل ورفاقه تبعاته.
يرى أن الإسلاميين التحقوا بالثورة، وبطريقة متباطئة وبراجماتية. فكانت «كفاية»، وأخواتها، من حركات وجماعات الضغط السياسية، من دعاة الثورة. توقع قنديل نتائج الانتخابات البرلمانية. قال إن التيار الإسلامى سيحقق فوزا مؤكدا، لكن السؤال الذى حيره، هو هل يكون هذا الفوز «البرلمانى»، هو فوز بالثورة، أم خسارتها. يرى أنه خلال السنوات العشر الأخيرة، التى سبقت خلع مبارك، كانت الجماعة قد انشغلت فى عمليات العنف الدموى، لتظل فى حالة إنهاك متبادل مع جهاز أمن الدولة.
فى يوم 28 يناير 2011، كتب قنديل، مقالا فى مجلة «القدس العربى»، بعنوان، «يوم نهاية الديكتاتور»، قالها ولم يكن مبارك، قد خرج من السلطة، لكنه قال فى نهاية المقال، إن «يوم نهاية الديكتاتور المصرى أقرب للعين من طرف الإصبع المرفوع كعلامة للنصر».
22 - نادر السيد
25 يناير
لم يكن قد نزل ميدان التحرير بعد حيث كان فى منزله يتابع أخبار المظاهرات التى انطلقت فى كل ميادين مصر
28 يناير
لم يفارق ميدان التحرير منذ يوم 26 يناير وفى جمعة الغضب أدى صلاة الجمعة فى الميدان حيث انضم إلى المتظاهرين يهتف معهم ضد النظام
الثورة كانت شيئا انتظره منذ وقت طويل.. وهو نموذج «نادر» فى الوسط الرياضى
كتب:محمد توفيق
كان له من اسمه نصيب..
فهو نموذج «نادر» فى الوسط الرياضى الذى لا يعرف الوسطية، فإما مع مبارك قبل الثورة وإما مع الإخوان بعدها!
لكن نادر السيد حافظ دائما على أن يكون وسطيا، فعندما لعب فى الزمالك أحبه جمهور الأهلى، وعندما ذهب إلى الأهلى هتف له جمهور الزمالك ولم يهتف ضده مثلما يحدث دائما عندما ينتقل نجم أحد القطبين الكبيرين إلى الآخر.
شعبية نادر السيد الكبيرة كانت يمكن أن تجعله قريبا إلى جماعة الإخوان المسلمين وأن يصبح عضوا فى حزب الحرية والعدالة، خصوصا أنه معروف بتدينه وأخلاقه العالية طوال حياته الرياضية لكنه بعد الثورة قرر أن ينضم إلى حزب الوسط وبرر ذلك بقوله «كنت أرغب فى الانضمام إلى حزب سياسى لا إلى حركة دينية»، منتقدا الإخوان المسلمين والسلفيين لأنهم يخلطون الدين بالسياسة.
اختيار نادر السيد حزب الوسط يعكس منهجه فى التفكير، فهو لم يلهث خلف الفائز ولم يبحث عن فوز سهل، لكنه أراد أن يكون مع الوسط وهذا هو منهجه فى كل شىء، لذلك لم يخسر أحدا من المختلفين معه طوال مسيرته الرياضية أو حتى بعدما اتجه إلى السياسة رغم مواقفه الواضحة، وعندما سُئل عن سبب انضمامه إلى حزب الوسط الإسلامى المعتدل قال «كنت أبحث عن حزب يحمل روح الثورة».
نادر نموذج استثنائى فى كل شىء، فهو نموذج للرياضى الذى نحب أن نراه فى مجلس الشعب بعد الثورة، فلم يكن عضوا بالحزب الوطنى ولا قريبا من لجنة سياساته مثل أغلب رفاق الملاعب الذين اتجهوا إلى العمل السياسى قبل الثورة عبر بوابة نجل الرئيس السابق، لكنه كان قبل قيام ثورة 25 يناير يهتم بالعمل التطوعى ويشترك فى أعمال الخير، بل إنه عندما كان لاعبا محترفا فى الدورى البلجيكى قام ببناء مسجد هناك ليكون منارة للإسلام فى بلجيكا.
لذلك عندما قامت الثورة كان مؤيدا لها من اليوم الأول وطوال أيام الثورة كان فى ميدان التحرير على عكس رفاقه من لاعبى الكرة والمدربين الذين ذهبوا إلى ميدان مصطفى محمود لتأييد الرئيس المخلوع، والوقوف بجانبه ضد إرادة الشعب وبعضهم ذهب إلى مصطفى محمود لا لنفاق الرئيس، ولكن جهلا بما يحدث فى ميدان التحرير وكل ميادين مصر التى ثارت ضد الظلم والطغيان.
وبعد نجاح الثورة قال كابتن نادر -كما يناديه مشجعو الكرة- فى مقابلة أجرتها معه وكالة «فرانس برس» «قمنا بثورة شعبية والآن نحن بحاجة إلى ثورة سياسية، ويجب أن تكون هناك مشاركة سياسية بلا إرهاب فكرى أو دينى أو اقتصادى، فأنا أرغب فى دولة مدنية، دولة قانون تقوم على المواطنة، وبرنامج حزب الوسط مدنى لكن بمرجعية إسلامية».
لم يهتم نادر السيد حارس المرمى السابق للمنتخب المصرى لكرة القدم، بالسياسة يوما، لكنه بعد أن انضم إلى شباب الثورة فى ميدان التحرير فى العام الماضى للمطالبة برحيل حسنى مبارك، قرر أن يتجه إلى العمل السياسى، ودخل نادر الذى لم يكمل عامه الأربعين منافسة فى دائرة الدقى للفوز بمقعد فى أول برلمان بعد ثورة يناير، وعن سبب دخول انتخابات مجلس الشعب قال «الثورة كانت شيئا انتظرته منذ وقت طويل، ولم أفكر مطلقا فى العمل السياسى قبل أن أنضم إلى شباب الثورة فى ميدان التحرير».
تعوّد نادر طوال مسيرته كلاعب دولى كبير وحارس مرمى لمنتخب مصر أن يظل يرفعه الجمهور فوق الأعناق بعد كل مباراة مهمة ومصيرية، لكن صورته وهو فى ميدان التحرير فى الأيام الأولى للثورة محمولا على الأعناق وفى يده علم مصر وهو يهتف بأعلى صوت «الشعب يريد إسقاط النظام» جعلته يكتسب سمعة جديدة ورصيدا جديدا يضاف إلى رصيده الشعبى.
الفرق بين نادر وزملائه ليس فقط فى انتمائه إلى الثورة وإخلاصه لمبادئه، لكن الفرق الجوهرى يكمن فى وعيه بمجتمعه وبقضايا بلده وباهتمامات شعبه، علاوة على أنه يعى جيدا أن النظام السابق كان يستخدم كرة القدم لإلهاء الناس، وإبعادهم عن السياسة وتقديم الإنجازات الكروية على أنها إنجازات للنظام السياسى لذلك يقول نادر السيد «النظام القديم استخدم كرة القدم كثيرا، لكن الرياضة يجب أن تبقى بعيدا عن السياسة فقد حان الوقت لتطهير الوسط الرياضى والبلد كله
__________________
|