رد: "ايقونات" الثوره المصريه..(25 مصريا فى25يناير)
2 - جورج إسحق
التاريخ النضالى لإسحق بدأ مبكرا مع مرحلة الطفولة عندما اشترك فى مقاومة العدوان الثلاثى على مصر فى مدينته الباسلة بورسعيد
كان حاضراً فى المظاهرة التى تحركت من أمام دار القضاء العالى وتحرك من هناك مع العشرات إلى ميدان التحرير
المنسق الأول لحركة كفاية التى كانت أول من رفع شعار «لا للتمديد.. لا للتوريث»
كتب- عبد الرحمن عبادى:
لم تمنعه سنوات عمره السبعون من اعتلاء كتف أحد شباب التحرير فى الساعات الأولى للمظاهرات التى انتهت بثورة 25 يناير، مرددا للمرة الأولى هتاف «الشعب يريد إسقاط النظام»، فى مشهد لفت نظر كثيرين ممن خرجوا إلى الشارع للمرة الأولى رفضا لنظام مبارك، ممن لا يعرفون أن ذلك الرجل الذى يقف بينهم واحد من قليلين اختاروا مهاجمة نظام مبارك، وترديد الهتافات المطالبة بسقوطه فى وقت فيه كان أقصى أحلام أعتى معارضيه تغيير وزير فى حكومته. مشهد التحرير فى تلك الساعات كان وحده كفيلا بإعادة شباب جورج إسحق، المنسق الأول لحركة «كفاية»، إليه وهو يرى حصاد 6 سنوات من النضال السلمى ضد مبارك ونظامه يتحقق أمام عينيه، بعد أن كاد اليأس يتسرب إلى النفوس من استحالة إزاحة هذا النظام، وبعد أن تحولت وقفات حركة «كفاية»، التى لا تكاد تنتهى لتبدأ إلى مشهد فلكلورى استخدمه مبارك لتجميل صورته عالميا، دون أن يعرف أن تلك المجموعة ستنجح فى تحريك الملايين لإسقاط نظامه.
عندما تجلس فى حضرته، وأنت لا تعلم من هو، تظن أنه واحد من المتبحرين فى علوم الدين الإسلامى، ويتأكد لك ذلك عندما تجده فى جميع مناسبات جماعة الإخوان المسلمين، وعلى رأس الوقفات المطالبة بحريتهم وحقهم فى الوجود والمشاركة السياسية فى أثناء التنكيل بهم على يد النظام السابق، لكنك ستفاجأ حتما بأن ذلك، الرجل الذى بدأ حياته معلما للتاريخ، مسيحى الديانة، بل وشغل سنوات طويلة منصب مدير المدارس الكاثوليكية القبطية، لكنه واحد ممن نظروا إلى جوهر الأديان السماوية، وتناسوا العنصرية الدينية كى يلتفتوا إلى قضايا الوطن.
كثيرا ما استغل خصومه من أتباع الحزب الوطنى مواقفه تلك من الإخوان لتأليب عدد من الأقباط المتشددين عليه، وكثيرا ما أدى ذلك إلى مهاجمته بضراوة من أخوة الدين، لكنه كان أقوى من الجميع، ولم يجد أى غضاضة فى أن يعلن فى محافل مسيحية أن الاختيار للشعب جاء بمسيحى أو مسلم. إسحق الذى قدم نموذجا غير مسبوق فى مصر لتداول السلطة بعد تنازله عن منصب المنسق العام لحركة «كفاية» بعد عام واحد من إنشائها فى نهاية 2004 لإرساء مبدأ تداول السلطات تحمل على عاتقه مع أعضاء الحركة التى لم يتجاوز عدد أعضائها فى البداية 300 فرد صعوبات بداية إنشاء الكيان وواجه الملاحقات الأمنية والاعتقالات على الرغم من كبر سنه، ولم يكتفِ بذلك، بل امتدت الضغوط ليواجه كذلك مع بقية زملائه قضايا أخرى، مثل التعديلات الدستورية وتزوير انتخابات مجلس الشعب، حتى وصل عدد أعضاء الحركة التى خرجت إلى الشارع يوم 12ديسمبر 2004 هاتفة بسقوط مبارك إلى ما يزيد على ٢٠ ألف عضو موزعين على جميع محافظات مصر. ورغم أن جورج ورفاقه كانوا فى مقدمة صفوف صانعى الثورة، فإنهم واصلوا رباطهم بالميدان، ولم ينصرفوا لجمع الغنائم كما فعل غيرهم، حتى عندما وافق على عضوية إحدى لجان التربية والتعليم للاستفادة من خبراته التربوية ظل حريصا على استحضار روح الثورة، وعندما قرر خوض انتخابات مجلس الشعب وفقا لمعاييره الثورية لم يوفق، لأنه لم يبحث كغيره عن التحالف مع من لديهم الخبرة البرلمانية والعارفين بدهاليز الانتخابات المصرية ممن لم يتوانوا عن استحضار تمييزهم الدينى لإسقاطه، وهو الذى لم يتأخر يوما للدفاع عن حريتهم فى التعبير والتنقل وأداء مشاعرهم الدينية والمشاركة فى الحياة السياسية. قديس «كفاية» الذى عاد إلى الميدان مجددا، إيمانا منه بأن الثورة لم تكتمل هو واحد من الذين ناضلوا لرحيل المحتل الأجنبى وآمنوا بمبادئ ثورة يوليو التى حادت عن طريقها، لذلك فهو حريص على استحضار عِبر التاريخ ودروسه، حتى لا تغلق الدائرة مجددا على حكم العسكر.
التاريخ النضالى لإسحق بدأ مبكرا مع مرحلة الطفولة عندما اشترك فى مقاومة العدوان الثلاثى على مصر فى مدينته الباسلة بورسعيد، ثم اشتغل فى مجال الخدمات العامة على مختلف المستويات والمجالات انطلاقا من عمله التربوى، قبل أن ينضم إلى حزب العمل ١٩٦٩، ومع إنشاء «كفاية» كان فى مقدمة مؤسسيها لكسر حواجز الخوف لدى الشعب المصرى. ومع تزايد نشاطه فى العمل العام طالته يد الاعتقالات أكثر من مرة، أطولها عندما تم احتجازه على خلفية الدعوة إلى إضراب 6 أبريل عام 2008، وإبان أحداث استقلال القضاة عام 2005، لكن ذلك لم يثنه عن مواصلة كفاحه السلمى إلى أن قامت الثورة
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة silverlite ; 24-01-2012 الساعة 05:36 PM
|