عرض مشاركة واحدة
  #449  
قديم 23-01-2012, 04:04 PM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: من كواليس محاكمه مبارك

وائل عبد الفتاح - ربيع الديكتاتور

أوهام فريد الديب تكمل الفيلم الكوميدى الذى كتبه سيناريست السلطة.
السيناريست كتب لكلٍّ دوره على طريقة السينما التقليدية، وفريد الديب اندمج فى الدور كأنه ممثل يعلن عن نفسه بطريقة «أوفر أكتنج» كما يسميها أهل التمثيل.
الديب أكثر احترافا فى كوميديا السلطة من جوقةٍ انطلقت فى الفضائيات على طريقة حضْرات الذِّكر، «الجيش حمى الثورة، الجيش حمى الثورة».
وحتى إذا كان هذا صحيحا، فهل هذا يبرر جرائم ما بعد إزاحة مبارك؟
هل هذا يبرر محاولة إعادة بناء ديكتاتورية جديدة عبر العسكر؟
الديب مضحك، لكن جوقة المجلس مثل الدواء منتهى الصلاحية يوهم بالعلاج، بينما هو يحمل الموت.
ما كل هذا النفاق؟
يمكنهم أن يعلنوا عن تأييد المجلس وديكتاتوريته الجديدة، دون أن يتهموا المختلف معهم بالعمالة والخيانة والتخريب، لكنهم مخلصون، فالديكتاتورية تعنى إلغاء الآخرين وتحويلهم إلى فريسة، ولن تنجح محاولة المجلس إلا بشيطنة الثورة.
إنهم يبحثون عن فريسة. البصاصون وناشرو الروايات المثيرة ينتشرون فى كل مكان. يطاردون الروح التى ولدت منذ أقل من عام، يتابعون أماكن انتشارها ليعثروا هناك على فريستهم. الشيطان الذى يستحضرونه ليكون بطل روايتهم القديمة الجديدة. الفريسة صعبة، ففد اختفت المراكز القديمة. والثورة تنشطر كل جزء منها فى مكان، وكلما تصور العسكر بعقلهم القديم أنهم عثروا على الفريسة اكتشفوا أن سر الثورة ليس عندها، وكلما خرج صياد منهم عاد منهكا، ومصابا باللعنات، فالزمن اختلف والفضاء لم يعد ملك القبضة الواحدة. أصبح الهتاف فى كل مكان بسقوط حكم العسكر، مندوب المجلس العسكرى لم يستطع استكمال كلمته فى احتفال الثورة الليبية بدار الأوبرا بسبب مقاطعة الجمهور بهتاف ضد العسكر.
الهتاف لم يعد مجرد صرخة، لكنه أيقونة صوتية ومرئية، تتجسد فيها الروح ضد عودة الديكتاتور إلى شبابه، أو بحثه عن ربيع يعود به إلى الحياة بعد تغيير جلده وتلوُّنه بألوان الثورة.
«قول ماتخافشى، المجلس لازم يمشى» الهتاف يعلو ويعلو ضد ربيع الاستبداد المتخيل بعد أن حشد العسكر آلاتهم القديمة ليخطفوا الثورة فى احتفال يرتبونه على كتالوجهم الكلاسيكى، بينما الثورة تبقى فى الشارع بدون سند.
من البيوت، كما ولدت، غريبة، محاصرة بالقلق. هذا هو مخطط الديكتاتور فى عودة الروح إلى الشرايين المتيبِّسة.
الديكتاتور يبحث عن ربيعه. هل يمكن أن تكتمل الثورة بدون تغيير قواعد السلطة؟ بدون تحقيق العدالة؟
بدون خيال لا يستسلم للواقعية الثقيلة؟
الواقعية تقول إن العسكر والإخوان سيتفقان لإعادة بناء ديكتاتورية، قلبُها عسكرى وواجهتُها دينية، هذه معادلة تجديد الدولة التسلُّطية.
الثورة تعنى أن هناك قوانين جديدة لا تجعل الواقعية تنتصر انتصارها الكاسح، لم يعد مقبولا دولة يديرها عسكر مقتنعون بالمدنية ويضعون شعبا فى حالة طوارئ ٣٠ عاما كاملة.
النسر الجريح الذى يدافع عنه المحامى الكوميدى، لم يعد له مكان فى دولة لا تنتظر أبطالا وهميين، لكن المحامى يريد الاستفادة من صراع المجلس العسكرى وجوقته لتوقيف خيال الثورة. يريد أن يكون واقعيا أكثر من المجلس نفسه، وهذا ما فجر الكوميديا.
وسيفجرها أكثر من يتصور أن هذا أوان الدولة الدينية، أو حلم الإخوان القديم فى إقامة دولة الخلافة فى مصر. لا عسكرية ولا دينية، لا مجال إلا لدولة تبنى برامجها على تحقيق الحياة السعيدة للفرد العادى.
لا تقديس ولا مزايا للجنرال ولا للشيخ، والشرعية الجديدة لمن يلبى مطالب المصريين، فى دولة تحترم الفرد وتحقق العدالة للجميع، وتضمن الحرية لكل من يعيش على أرضها.
هذه الدولة هى حلم المصريين -ثوار وكنبة- ممن لا مصلحة لهم مع استعادة الديكتاتور لربيعه، وقد يختلف الوعى أو تتباين القدرة على الحركة، لكن الثورة فتحت نوافذ على الخيال الجديد لدولة بلا وصاية عسكرية أو دينية.
الدولة لم تعد كيانا متعاليا يعمل الجميع فى خدمته ويحدد الكهنة مصالحه. الدولة تدير المصالح لا تحددها. ولا مكان لكهنة يرتدون الكاكى أو يطلقون اللحى. الدولة هى فضاء يتسع للجميع بلا وصاية، والشرعية الوحيدة لمن يحقق الحرية والأمان للفرد العادى.
من يغلق الفضاء المتسع ضد الخيال الجديد يثير الرعب طبعا، لكن نهايته لا تخلو من كوميديا مثل مبارك ومحاميه، وقريبا مثل المجلس وجوقته، إنهم جميعا أبناء واقعية تشبه من تصوروا الراديو علبة عفاريت. وها هم الآن فى عصر السرعات الفائقة للتواصل الاجتماعى، إنها لحظة سقوط واقعية الديكتاتور، حتى لو بحث عن ربيعه.
__________________

رد مع اقتباس