عرض مشاركة واحدة
  #168  
قديم 07-01-2012, 10:42 AM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
جديد مبارك كان «صانع فراغ»!!

/منقول/ المجلس العسكرى يبيع بضاعة سياسية لا يمتلك رصيدها. ويسير على نهج مبارك تماما… وأعضاؤه يفتقدون حتى مهارات الموظف وألعابه التى برع فيها الرئيس النائم الآن، ملتصقا بسريره الطبى.
المجلس يبيع التشدد الذى يصل إلى حد اتهام كل من يقترب من أى شخص أشقر وعينه خضراء بالخيانة… تشدد لا يعبر عن وطنية ولا يمثل قيمة عليا، ولكنها حالة هوس يشحنها المجلس وأجهزته الآن فى حرب مع كل القوى المنتصبة فى مواجهة مخطط إعادة دولة الأجهزة الأمنية.
ولأن التشدد بضاعة على المشاع، لا يسلم المجلس من نصيب فى الاتهامات… كيف تجرم من يجلس مع أجنبى وأنت تحتفى بضيوفك من رؤساء الدول الغربية، وتؤكد أن تحالفك الاستراتيجى مع الولايات المتحدة مستمر…؟
كيف تعتبر أن الثورة تعطل الاستثمار الأجنبى.. وأنت تنشر حالة التخوين لكل من يصافح أجنبيا فى الشارع؟
الخيال الشعبى يرد على الهوس الذى ينشره المجلس وأجهزته بتصور ساذج يراهم جالسين فى انتظار مكالمة من البيت الأبيض لينفذوا التعليمات، أو أنهم مندوبو المصالح الأمريكية فى مصر.
وهذه صورة ساذجة تماما، لأن المجلس ورث من مبارك نظرية يلعب بها الجالس على كرسى الحكم فى المساحة بين «السيادة الوطنية» و«التحالف الاستراتيجى».
لعب يضمن له شيئا واحدا: حماية المقعد الذى يجلس عليه، وهى حماية اختار مبارك الطريق السهل لها وهو التحالف الاستراتيجى.
وتستفيد الولايات المتحدة من فكرة المستبد الناعم الذى يسيطر باستبداده على العناصر المطالبة بقوة الدولة، وبنعومته لن يصل بالشعب إلى حالة احتقان تثير الغضب عليها.
بهذا المعنى رأى مبارك وورثته، الحكم على أنه وكالة بإدارة البلاد من الحليف الاستراتيجى وليس صناعة دولة قوية تختار أسس تحالفها أو اختلافها.
المستبد هو وكيل الحليف الاستراتيجى، والوكيل أهميته فى أنه يحافظ على فراغ كان مبارك ماهرا فى صناعته.
لا تريد أمريكا تحولا ديمقراطيا فى مصر، تريد تحولا يضمن لها إعادة شحن لوكالتها التى قامت على أن الحاكم يصنع الفراغ من حوله. أن يحجز لمصر مكانا لا تفعل فيه شيئا.
مبارك كان «صانع فراغ» من الصعب أن يشغله أحد، وهذا سر جاذبيته دوليا، لعب فى ملفات متعددة هامة بالنسبة إلى أمريكا والاتحاد الأوروبى…. يرعى السلام بالطريقة الإسرائيلية، لكنه لا يتركها تنفرد بالمنطقة، يملك مسمار جحا فى كل الملفات، من فلسطين إلى دارفور وأخيرا لبنان.
أهمية مبارك بالنسبة إلى العالم كانت أنه لا يصنع شيئا، ولا يترك أحدا يصنع شيئا فى المربع التاريخى الذى رسمته مصر لوجودها الحيوى منذ ثورة الضباط وربما قبلها.
وتكتمل الدائرة حين تصنع أجهزة البروباجندا صورة محارب الأجانب للحاكم أو وريثه (الذى هو المجلس العسكرى.. وإذا عدنا بالذاكرة قليلا سنرى أنه فى عز أزمات نظام مبارك وقبل أن يكتمل مشروع التوريث، صورت البروباجندا الإعلامية جمال مباك على أنه محارب وطنى ضد التدخل الأمريكى).
يختار الحاكم إذن تدخل أمريكا عندما تبدى ملاحظات على الديمقراطية أو تطلب تخصيص جزء من المعونة لمؤسسات المجتمع المدنى (كما حدث عندما خصصت أمريكا ٤٠٠ مليون دولار..).
هنا المعركة تبدأ على اعتبار أن الحاكم هو الوكيل الوحيد، والذى يوزع المعونة بمزاجه.. وعلى أن هذا «شعبى وأنا حر فيه».. وأخيرا لأن هذه النغمة تصنع من الوكيل بطلا شعبيا، فيبدو استبداده وطنية والمطالبون بالتغيير عملاء للأمريكان.
هكذا يبتسم الأجانب، وربما يضحكون، ويشحنون مندوبيهم النشيطين فى الشرق الأوسط وهم يرون كل من يجلس على الكرسى يبدو «بطلا ضد سيطرة الأجانب»، وكيف تجلى حنجرته بوطنية تجعله يطفو فوق كل الخلافات، ويرفع راية الانتصار؟ فالمعارضة تريد هدم الدولة كما قال فتحى سرور الشهير منذ أكثر من عشرين عاما، وكما تقول كل أجهزة المجلس العسكرى الآن.
إنها لعبة مكشوفة… إلى حد السذاجة.
__________________

رد مع اقتباس