عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 11-07-2009, 12:42 PM
الصورة الرمزية د0تامر محمد
د0تامر محمد د0تامر محمد غير متواجد حالياً
من انا؟: طبيب بشرى -كاتب قصة وروائى
التخصص العملى: طبيب بشرى
هواياتي: الكتابه خاصه الادبيه -السيارات
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الموقع: الشرقيه
المشاركات: 6,740
د0تامر محمد has a reputation beyond reputeد0تامر محمد has a reputation beyond reputeد0تامر محمد has a reputation beyond reputeد0تامر محمد has a reputation beyond reputeد0تامر محمد has a reputation beyond reputeد0تامر محمد has a reputation beyond reputeد0تامر محمد has a reputation beyond reputeد0تامر محمد has a reputation beyond reputeد0تامر محمد has a reputation beyond reputeد0تامر محمد has a reputation beyond reputeد0تامر محمد has a reputation beyond repute
افتراضي رد: جائزة سيد القمنى وجدل وقضيةوتكفير

دولة الاستعباد التام أو الموت الزؤام <?XML:NAMESPACE PREFIX = O /><O:P></O:P>

<O:P></O:P>

في دولة الإسلام نصين بأيدي المسلمين ؛ أحدهما نظري خطابي إرشادي وعظي قصصي حكمي روائي و الآخر عملي تم تدوينه في أرض الواقع فعلا و حدثا ؛ النص الأول غالبا ما يركز على العدالة و المساواة والرحمة المهداه ؛ بينما الثاني لا يتحدث إنما يفعل و يحرك الواقع و يدفعه بموجب نصوص دينية منها المقدس السماوي و منها الفقهي البشرى ؛ وكلاهما مقدس ؛ وكلاهما عندما فعل في الواقع بالفعل البشرى أدى إلى احتلال البلاد و الاستبداد بالعباد مع قهر و ظلم بلا شبيه أو نظير لأنه تم تدوينه في الواقع بالدم و الحرق و الذبح و الإبادات الجماعية التي نسميها اليوم وفق مفاهيم أيامنا بالجرائم ضد الإنسانية .<O:P></O:P>

الكلام حلو و جميل ؛ ما أحلى كلام الإنجيل عن المحبة و الصفح لكن الحروب الصليبية و محاكم التفتيش قالت في الواقع شيئا آخر ؛ هو على النقيض بالمرة مما قال المسيح و ما أراد من أتباعه.<O:P></O:P>

أي كلام يمكن أن يكون جميلا و مؤثرا ؛ أليس جميلا قول العربي لأول خليفة : لو أخطأت لقومناك بسيوفنا ؛ أليس رائعا وحقوقيا حرا قول الخليفة الثاني : متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟ و احتماله مسئولية دابة لو عثرت بالعراق؟ و كيف أصابت المرأة وأخطأ عمر؟ منتهى العدل و الاعتراف بحق المواطن في التصويب على الحاكم ؛ لكن المشكلة التي حدثت مع المسيحيين إزاء الكلام الجميل ؛ هي ذات المشكلة التي حدثت مع المسلمين إزاء أقوالهم المأثورة المكررة على الأسماع دوما ؛ وإن بشكل أكثر فداحة و كارثية بحق شعوب المنطقة جميعا . <O:P></O:P>

بل أن الواقع الذي نسرد عنه تلك الحكم الروائع هو نفسه ما كان ينطق بغيرها بالمرة <O:P></O:P>

فالخليفة الذي قبل من البدوي أن يقومه بسيفه ؛ هو من قوم الجزيرة كلها بسيفه ؛ فقتل أهلها شر قتله عندما اعترضوا على خلافته و مدي صحة بيعته ؛ و قتل من أرتد عن الإسلام إلي أديان أخرى ؛ و أمر برمي الجميع من شواهق الجبال و تنكيسهم في الآبار وحرقهم بالنار .<O:P></O:P>

و الخليفة الثاني صاحب لقب العادل ؛ وصاحب مجموعة المأثورات الشفاهية التي يكررها مشايخنا علي أسماعنا دلالة عدل وسلام ساد البلاد و العباد ؛ هو نفسه من استعبد شعوبا بكاملها ؛ و مات مقتولا بيد واحد ممن تعرضوا للظلم و الاستعباد أثناء خلافته .<O:P></O:P>

أما الخليفة الثالث فكان واضحا من البداية في عدم العدل و المساواة بين العرب أنفسهم فكان أن قتله أقاربه و صحابته وصحابة النبي قتلة أقرب للمثلة فكسروا أضلاعه بعد موته ؛ ورفض المسلمون دفنه في مقابرهم ؛ فدفنوه في حش كوكب حيث مدافن اليهود. <O:P></O:P>

عندما تسأل عن أحداث الواقع يحكون لك حكايات أقرب إلى خيال الأطفال ؛ وكيف دخل رجل الجنة عندما روي عطش كلب ؛ أو كيف تم ضرب بن الأكرمين لصالح بن الآسفلين ؛ دون أن توضع أمام المسلم الحقائق كلها حتى يكون علي بينة من شأن دينه و تاريخه الذي يلزمه اليوم السلوك و التصرف بموجبه ؛ وهو ما يؤثر في حياتنا و موقفنا من المستقبل ومن قضية الحريات و الحقوق الإنسانية تأثيرا شديد السلبية . لذلك يصبح الوضوح الشفاف مع حقائق ذلك التاريخ الذي نؤسس عليه اليوم مواقفنا ضرورة تأسيسية ؛ إذا أردنا إصلاحا حقيقيا ؛ بأقل قدر من الأخطاء و الكوارث المحتملة إبان التغير المرتقب ؛ لندخل المستقبل الأتي بأقل قدر ممكن من ارث الأكاذيب و الوهم على النفس قبل الآخرين . <O:P></O:P>

لأن من بيننا من يريد عودة دولة الشريعة الإسلامية و الخلافة مثل حزب التحرير الإسلامى و جماعة الإخوان المسلمين و كل الفرق الإسلامية على أصنافها المختلفة ؛ و كثير من رجال الدين الأزاهرة و غير الأزاهرة ممن وجدوا الشغل بالدين أسهل و أكثر كسبا و شهرة و مكانة و وجاهة وسلطه يريدون اكتمالها بين أيديهم غير منقوصة . <O:P></O:P>

و لنبدأ بنغمة الحريات التي يغنيها لنا طوال الوقت مشايخ الفضائيات و الإخوان و من لف لفهم لنتأكد إن كان في عودة دولة الشريعة ترسيخا للحريات التي يهتفون بها في المظاهرات؟؟ فإن كانت كذلك قبلنا بل و فرحنا و أقمنا الأهازيج و الليالي الملاح لأنها دولة نتمناها في ضمائرنا ؛ إسلامية سمحة تدافع عن حقوق الناس في الحرية. و أن لم تكن كذلك فليكفوا و يصمتوا عن هذه الدعوة ؛ وأن يتوقفوا عن تضليل أهلنا و ناسنا البسطاء الطيبين و خديعتهم باسم الدين ليسوقونهم إلي حتفهم بدينهم . <O:P></O:P>

أولا يجب أن نؤكد على أن مفهوم الحرية بمعناه الحديث يختلف بالكلية عن مفهوم الحرية في الزمن القديم حتى لو كان المتحدث هو رجل دين . <O:P></O:P>

وأن الحرية في الإسلام لم تكن تعنى سوى التحرر من العبودية بمعناها الدقيق و الضيق ليصبح العبد حرا .أي يرتقى درجة عن درجته السابقة من عبد إلي حر؟و هو بمقاييس زمنه كان إصلاحا حضاريا مرموقا يؤخذ بالاعتبار و التقدير ؛ فقد أدخل الإسلام على نظام الرق منافذ للعبيد ليرتقوا إلى طبقة الأحرار ؛ وذلك بتشجيعه على العتق وجعله أحد أهم الكفارات ؛ و القرب إلى الله . <O:P></O:P>

كذلك حصر مصادر الرق ضمن إطار الحروب و الغزوات ؛ وكان ذلك إغلاقا لمنفذ كبير إلى الرق وهو رق العجز عن وفاء الديون .<O:P></O:P>

ولكن مع تطور المفاهيم الإنسانية ورقي الأخلاق البشرية منذ أيامهم حتى زماننا خاصة في بلاد الحريات يصبح مجرد الحث على العتق و قصر العبودية على الحروب موقف شديد التخلف بالنسبة لمفاهيم اليوم عن الحرية بمعناها الضيق أو الواسع .<O:P></O:P>

لكن بدلا من أن يعترف أهل الدين في بلادنا بهذه الحقائق الواضحة البسيطة ؛ فإنهم يلجأون لتأكيد سبق الإسلام لكل معاني الحقوق الإنسانية اليوم ؛ بعمليات تلبيس لا تليق بالإسلام نفسه ؛ بينما الاعتراف الهادئ أن ذلك كان زمن ؛ وأن لنا زماننا ؛ هو الأكثر احتراما للدين و للقيم ؛ و أول خطواتنا نحو إصلاح شأننا حتى نلحق بزماننا تحضرا و رقيا .<O:P></O:P>

أنظر إلى ما يشغل الدكتور البوطي مثلا ؛ أنه لا يريد الاعتراف أبدا بنسبية الحقيقية و بالطبع ولا نسبية الأديان ؛ هناك دين واحد صحيح ؛ كامل صالح لكل زمان و مكان ؛ و بقية الأديان و بقية المنجزات الإنسانية هي الفساد الكامل .<O:P></O:P>

فهو يرى أن موقف الإسلام من الرق "مظهرا من مظاهر عظمة الشريعة الإسلامية ؛ ودقة أحكامها ؛ وبرهانا جديد على مرونتها وصلاحيتها لكل زمان و مكان - هذه مشكلاتهم - 62".<O:P></O:P>

وذات يوم رد على طلبي إيقاف العمل بأحكام آيات الرق و ملك اليمين الثلاث و عشرين ؛ فيلسوف الدولة الديني الدكتور عبد المعطي البيومي ؛ وقرر و جوب بقاء هذه الأحكام ندرسها للطلبة و نحتفظ بها حتى يوم التمكين ؛ لنحتل العالم ؛ فنقوم بتفعيل آيات الرق و فقهها .!!<O:P></O:P>

أما الدكتور محمود السقا ؛ فقد شرح لنا و فلسف حكمه في الإسلام في القضاء على الرق على مراحل تدريجية لأن الواقع كلن لا يسمح بخطوة فجائية في شأن اجتماعي واقتصادي راسخ " إذ لو حرم الإسلام الرق بشكل حاسم من أول الأمر لحدثت هزات ! ولغرق المجتمع بأعداد كبيرة من العاطلين عن العمل الذين لا يجدون عملا - شبهات حول الإسلام -265" .<O:P></O:P>

إن كلا الأستاذين يردد ما نسمعه في كل وسائل الإعلام و نقرأه في التعليم في أي دوله إسلامية ؛ هو احترام لمبادئ الحرية كما نعرفها اليوم واحترام للدين في الوقت ذاته ؛ ولكنه يقف في الموقف الخطأ ؛ فهو يحاول تجاوز المستحيل و غير الممكن ؛ بربط ثقافة القرن السابع الميلادي بثقافة القرن الحادي و العشرين ؛ بل و يؤكد تفوق الأولى على الثانية ؛ وهنا يبدأ الخبل !! .<O:P></O:P>

الموقف الصواب هو احترام حريات زماننا واحترام ديننا بالاعتراف أن تلك ثقافة كانت تليق بزمانها <O:P></O:P>

و هذه ثقافة تليق بزمننا ؛ أن نسبية الزمان و المكان يجب أن تلحق بأي شأن حتى لو كان دينا ؛ إذا كانوا يصرون على سبق أسمائهم بالألقاب العلمية ؛ و هو ما يشكك في نظامنا التعليمي كله . <O:P></O:P>

إن نظام الرق كان يجرد الإنسان المستعبد من إنسانيته فيصبح مثل بقية السوائم أو الأدوات التي يتم بها إنجاز الأعمال ؛ وله قواعد وقوانين تليق بالبهائم لا بالبشر ؛ فالعبد لا يمكن أن يتزوج إلا بمشيئة سيده ؛ ولسيده أن يطلقه من زوجته عندما يريد ؛ أو أن يركب زوجته عندما يريد لأنها بالضرورة أمه لزواجها من عبد ؛ أو أن يمنحها لأحد أصدقائه ترطب عليه ليله و تلين له جسده . و العبد غير مقبول الشهادة ؛ و هو غير مثله من البشر ؛ فإن سبه أحد لا يقام عليه حد القذف ؛ ولا يقتص من الحر لأجل العبد ؛ ودية العبد نصف دية الحر ؛ و كذلك المرأة حتى لو حرة ؛ وإن كان مسلما تسقط عنه الواجبات الدينية مثل صلاة الجمعة و الحج و الجهاد في حال احتياج سيده له .<O:P></O:P>

هذه قوانين تقرأها في كتب أزهرية يدرسونها لأبنائنا و بناتنا في كتب الفقه على المذاهب السنية الأربعة ؛ فكيف ألغى الإسلام الرق؟! بينما كان الفقهاء يقننون للعبيد فقها خاصا بهم !!( أرجع لهذا في دراستنا المنشورة روزاليوسف من 2000-98 ؛ و إلى كتابين لنا هما : الفاشيون و الوطن ؛ و شكرا بن لادن ) .<O:P></O:P>

ألا تلحظون كلما واجههم فارق بين قواعد القرن السابع وقواعد القرن الحادي: والعشرين ؛ يقولون لك إنها فلسفة التدرج في التشريع؟! <O:P></O:P>

تتساءل هنا شبكه (تنوير) : هل كانت العبودية أكثر استحكاما في المجتمع العربي من الوثنية؟ وهل كانت قضية الوحدانية و القضاء على الوثنية أهم من الحرية و الكرامة الإنسانية؟ <O:P></O:P>

فلماذا حسم الموقف من الوثنية دون تدرج؟ وتدرج في شأن هو أهم الشئون : هو الحرية؟ <O:P></O:P>

إن سادتنا من الذين يعيشون بيننا لكنهم من القرن السابع لا يلحظون أن النبي كان له عبيده و إماءه و أن الصحابة كلهم قد امتلكوا العبيد و الغيد الحسان بالعشرات قادمات بالسلاسل من مصر أو العراق أو فلسطين ...لا فرق . ولماذا ظل العبيد في بلادنا حتى الستينات في السعودية بعد أن ألغته أمريكا العنصرية بأزمان وقررته مواثيق دولية؟؟ <O:P></O:P>

أما ما رسخ نظام الرق في الإسلام فهو قوانين الحرب الإسلامية التي نشطت عمليات الاستعباد بضخ المزيد دوما إلى أسوق العبيد ؛ قادمين من البلاد المفتوحة. بتحويل أبناء الشعوب الحرة إلى سلع . أن فقهنا أباح للعرب الفاتحين وسوغ لهم استعباد كل الشعوب المفتوحة للإسلام ؛ بالاستيلاء على الأرض ومن عليها . <O:P></O:P>

الملحوظة الصارخة هنا هي أنه كان بإمكان الجيوش العربية وهى تفتح البلاد حولها و تسقط إمبراطوريات ؛ لتنشر الإسلام الأرقى من تلك الإمبراطوريات ؛ أن تقدم أدلة واضحة ملموسة على هذا الرقى بتفعيل قاعدة أن الناس سواسية كأسنان المشط ؛ كما قرر لهم نبيهم ؛ كان بإمكانهم أن تصدروا قرارات بإعطاء الحرية لجميع العبيد في البلاد المفتوحة ؛ وما كانت ستخسر شيئا لأنهم لم يكونوا عبيدا عندهم بل هم عبيد عند غيرهم .<O:P></O:P>

الملحوظة التي تستصرخنا هي أن العبد الإسبرطي ؛ (سبارتاكوس) لم يكن يعرف إسلاما ؛ فلم يحضره ليتعلم منه المبادئ ؛ ولم يكن صاحب الرسول ليستمع منه ؛ إنه لا فضل لعربي على أعجمي ؛ كان سابقا لكل هذا ؛ كان في القرن الأول الميلادي ؛ لكنه عرف أن للإنسان كرامة ؛ أولها الحرية ؛ فقام بثورة لتحرير العبيد سجلها تاريخ النضال الإنساني بالاعتزاز و الفخار بهذا البطل الإنساني الرفيع ..<O:P></O:P>

فأيهما أرقى !العبد الإسبرطي أم من ألقوا بحديث نبيهم عن المساواة خلفهم ثم نسوه؟؟ ولا يتذكروه إلا عند الموعظة الحسنة .<O:P></O:P>

أبدا لم تطلق الفتوحات عبيد البلاد المفتوحة ؛ بل هي زادت و أضافت لأسواق الرقيق عددا لا ينفذ بتحويل أحرار البلاد المفتوحة إلى عبيد للعرب هم و عبيدهم.<O:P></O:P>

لقد بذل العرب الفاتحون دماءهم في سبيل الإسلام ؛ وأيضا لإسقاط النظم و الدول الاستعمارية لكن ليأخذوا مكانها و ممتلكاتها من بلاد بكاملها بما فيها و ما عليها . <O:P></O:P>

إن المطالع لتاريخ الخلافة بعين محايدة سيجده صحيفة سوابق لها ملفات كبرى موثقة و مدموغة بخاتم المؤرخين الإسلاميين الثقات ؛ سيجده مجموعة وثائق وسجلات آثام و استعباد وظلم و دمار وخراب للشعوب المقهورة المفتوحة ؛ <O:P></O:P>

وهنا لابد أن يقفز السؤال المندهش : كيف جاز لأتباع دين جديد و ساغ لهم أن يمارسوا ما مارسوا من وحشية مع الشعوب المفتوحة ؛ بينما الدين أول ما يقوم ؛ يقوم على رقي الحس الإنساني ورهافة الضمير؟ <O:P></O:P>

أيضا الحياء المفترض في الدعاة إلى النعمة المهداه للبشرية ؛ وهو أمر لا تجده مطلقا فيما مارسوه من ركوب للنساء في ساحات المعارك وقبل أن تهدأ أجساد ذويهم المذبوحة .ثم إرسالهن بعد ذلك ليتم تفريقهن علي عرب الجزيرة حتى وصلت نساء مصر اليمن قبل أن يكتمل فتحها .<O:P></O:P>

قبل الفتح كان الرق فرديا ؛ لكن بعد الفتح أصبح الرق الجماعي هو سيد الموقف ؛ استرقاق شعوب بكاملها بحجة نشر مبادئ الإسلام ؛ فجعلوا من البلاد المهزومة إرثا لهم و لنسلهم من بعدهم ( على ذات السنة الإبراهيمية و الوعد الإلهي له بوراثة الأرض و من عليها من نهر مصر إلى نهر الفرات أنظر سفر التكوين) ؛ بل و تصارعوا على من يحق له هذا الميراث ؛ ما إن كنا ميراثا لأولاد فاطمة أو ميراثا لقريش على المشاع .<O:P></O:P>

لا يمكن لأحد هنا أن يفهم أغاني مشايخنا حول العدل و المساواة ؛ اللهم إلا إذا كان العدل و المساواة يحق تطبيقه بين العرب و حدهم ؛ ولا يحق لغيرهم من أبناء البلاد المفتوحة .<O:P></O:P>

إنه حق ممنوح من السماء بفريضة من السماء بفريضة الجهاد المستمرة حتى قيام الساعة ؛ حتى يتم فتح كل بلاد العالم لنور الإسلام كما تم فتح بلادنا من قبل لهذا النور . إن العربي ذبح من ذبح و أحرق ما أحرق و أغتصب من أغتصب وفق قانون خاص تشريعي سماوي ؛ وهو يراه أرقى القوانين ؛ لذلك أبدا لم يستح و أبدا لم يجد في ذبح من ذبح أي إحساس تجاهه ؛ لأنه إنسان آخر ؛ إنسان غير مقدس ؛ ليس إنسانا ؛ بل هو عبد مملوك ؛ يمكن تقديمه قربانا للرب .<O:P></O:P>

<O:P></O:P>

نشرت فى شبكة شفـاف 29/5/2005<O:P></O:P>

<O:P></O:P>


<O:P></O:P>

حكومة المتطرفين الخفية !<O:P></O:P>

هناك في مصر شيء ثمين لا نعرف هل هو الهرم أم هو النيل أم هو التاريخ أم هو اسم مصر يلقي في الروع مهابة التقديس والإجلال في البلاد المتقدمة الحرة ، لكنه لشديد الغرابة يلقي في الروح العربية الكأبة وربما الكراهية التي تنضح في قنوات الخليج الذي لم يحسم أمره حتى الآن : هل هو عربي أم هو فارسي؟ <O:P></O:P>

متناسين فضل مصر وفي أحلك ظروفها وكيف قدمت بنيها شهداء على مذبح العروبة ، فكانت حصناً كف إسرائيل عن التهام بلاد العرب جميعاً رغم معاناتها ومعاناة شعبها عقوداً تنوء بها الجبال الرواسي ، وهو ذات القدر الذي اختارته للدفاع عن الأمة فدفعت فاتورة الغزو الصليبي ، ودفعت فاتورة الغزو التتري وإعادته من حيث جاء كافة شره عن العالم أجمع ، ثم كان لها فضل كتابة الفصول الأولى في التنوير العربي ، وفتح أول نوافذ النهضة الموءودة بانقلاب 1952 العروبي .<O:P></O:P>

منذ فتح مصر دفعت مصر فواتير غير مستحقة عليها للعربان وعواصم الخلافة المتعاقبة ، ثم وفي التاريخ المعاصر دفعت من دماء أولادها عشرات الألوف ولاء للأخوة المغدورة لأن هابيل ظل يثبت كل يوم أنه راع بدوي يكره قابيل لأنه ينتج ويعرق ويزرع ويبني .<O:P></O:P>

ثم دفعت مصر فواتير الفكر الإسلامي المراوغ المدمر القادم مع رياح العائدين من الخليج في العباءة الوهابية ، حتى خسرت مزيدا من الشهداء في حربها مع الإرهاب ، ومزيدا من الدمار الاقتصادي مع كل ضربة إرهابية ، فخسرت مداخليها التنموية التي كانت مرجوة بالسياحة ، وحتى المداخيل التي كان بإمكانها كفالة الاستقرار والعيش الكريم لكل مواطن ، لأن مصر تملك وحدها دون العالمين أكبر منجم كنوز أثري وأعظم مجمع للآثار في العالم كله ، فهي تملك ثروة لا تنفد ، فقط تحتاج إلى الاستقرار والأمان لصناعة سياحة متقدمة تكفي أبناء الوطن ما هم فيه من عوز.<O:P></O:P>

لماذا دفعنا كل هذه الفواتير ؟ وماذا جنت مصر منها؟ ومع دفع القواتير من دمنا كانت أسعار البترول ترتفع عند إخواننا فيتعالى البنيان بالثروات الخيالية وجيرانهم الذين قدموا أبناؤهم لتتراكم هذه الثروات على مرمى حجر منهم .. ويحدثوننا عن العروبة والوحدة الإسلامية ؟! <O:P></O:P>

لقد دفعت مصر فواتير أدت إلى تخلفها ، لأنها عندما دفعت ، دفعت أيضاً من مساحة الهيبة المفترضة للدولة ، ، فعاد الغازي الفاتح في أشكال أمراء للجماعات ومرشدين ودعاة ، ليفتحوا سلة علاء الدين وما فيها من ماض اندثر ومات وتعفن ، ليستولوا على ما يمكن الاستيلاء عليه من سيادة الدولة . مما أدى لردة ثقافية وطائفية انتكس فيها المصري عن الولاء لوطنه الذي اعطاه مجده وكان هو صانعه على التبادل ، إلى الولاء لوطن معنوي ديني لا علاقة له بأرضه الأم الجليلة ، ومنذها ونحن من منحدر إلى منزلق الى هاوية بلا قرار .<O:P></O:P>

لكن الصورة لا يجب أن تكون شديدة القتامة ، لأن في بلادنا لازال المصري المرتبط بالأرض وإنتاجها يعلو عنده الحس الوطني واضحاً ، فيرى ما حدث في طابا جريمة كبرى في حق الوطن ، ويستهجن فعل الدمار والموت لأنه لا يتفق وفطرته المصرية ، لذلك يحاول أن يتبرأ من فعل كهذا ، ولا يرى أبداً أن بإمكان أي مصري أن يقوم بفعل كهذا ، لأنه يثق في إخلاص المصري لوطنه ، ولا يتصور مصريا قادرا على الإقدام على هذه الجريمة المزدوجة ، لأنها ضد الإنسانية ، ولأنها ضد الوطن ، ولأنه حتى لو فعل ذلك ، فإنه لا يصبح مصريا .. هكذا كان القانون منذ الفراعين .<O:P></O:P>

وهذا المصري البسيط الطيب ، يجد نفسه من يتبنى هذا الفكر البسيط ويعبر عنه في كتابات بسيطة لها مدخل واحد ومخرج واحد ، فهو أيضاً يحب دينه ، ويحب أبناء طائفته من مسلمين مصريين وغير مصريين ، ومن ثم يقوم بإسقاط الشر على رمز الشر المتفق عليه كحامل لتعليق كل المصائب : إسرائيل ، وببساطة تتم تبرئة المحبوب الإسلامي ، وتبرئة المصريين ، وتبرئة النا س الطيبة المتطهرة من الشر بلفظه عنها ولو اعتسافاً .<O:P></O:P>

هذا موقف متكرر ومعتاد لا يحتاج تعقيبا لشدة وضوحه ووضوح اغراضه التي هي في النهاية غسل اليد من فعل مشين ، ولو لم تكن إسرائيل موجودة بالجوار لاخترعوها لتحمل اوزار هذا اللون ، هو غسل وبغرض النظافة من فعل لم يشتركوا فيه ، لكن هناك غسلاً آخر لا يبتغي النظافة بقدر ما هو مسح للخنجر من دماء اليوم وتلميعا ، من أجل دماء الغد ، هناك من يغسل والدماء تتقاطر من سطور مقالاته ، وتلمح وراء كل سطر رشاشاً وخلف كل فقرة تلمح الخناجر والسيوف .<O:P></O:P>

هؤلاء يعرفون أن من ضرب طابا هو القاعدة أو فرخا من فروخها ، وهم أيضا يعلمون أن الضربة قصدت أحد أعمدة السياحة في مصر ، وهم أيضا يعرفون أن السياحة في كل الدراسات هي الحل الأكيد كمدخل أول وعامل تنموي متصاعد لحل مشاكلنا الاقتصادية ، ويعلمون أيضاً أن السياحة صناعة تتطلب كفالة كل الأمان والراحة للزبون لتلبية كل طلباته لا خضوعه لطلباتنا وقيمنا ومعاييرنا .<O:P></O:P>

المهم أنه موقف صريح أكثر تعقيداً من الموقف البسيط سالف الذكر، لأنه لا يتبرأ من الفعل ولا يجزع من الحدث ولا ينسبه لإسرائيل لأنه منح حق الفخر لمن لا يستحق ، بل ولا يستنكر الفعل من باب الوطنية ، بل إنه على العكس تماماً ، يدافع عن الجريمة في كبرى صحفنا الأهرام في صفحته الأسبوعية ، إنه الموقف الذي يمثله الشيخ فهمي هويدي إذ يقول : "إن جميع ملابسات الحادث تشير إلى أن الإسرائيلييين هم المستهدفون وليس الأقتصاد المصري"؟!<O:P></O:P>

إذن يا أهلي وناسي يقول لنا هويدي أن الهدف هو الإسرائيليون ، وعلينا في هذه الحال أن نتخلى عن قيمنا في تراثنا المصري الإنساني الرفيع لنرى في قتل المدنيين الإسرائيليين هدفاً نبيلاً شريفاً كما لو كنا في حال حرب يقودها هويدي وإخوانه .<O:P></O:P>

حتى ولو أخذ هذا الهدف النبيل في طريقه الاقتصاد المصري نحو الخراب ، فسيكون الاقتصاد المصري إن شاء الله شهيداً في جنة الخلد ، قياسا على فتوى قرضاوي الديمقراطي أنه لو حدث ومات في العمليات الإرهابية مسلمون فإنهم سيدخلون الجنة شهداء ، دون أن نستأذنهم إن كانوا يحبون أن يكونوا شهداء من عدمه ، ودون أن نسأل أسرهم وأطفالهم وأحلامهم المقبورة عن مدى رغبتهم في إرسال ولدهم او رجلهم إلى الجنة .<O:P></O:P>

وهكذا عرف سيدنا هويدي نية الإرهاب وأنه لا يقصد مصر بأذى ولا اقتصادها عمداً، إنما هو يقصد الإسرائيليين . ولا بأس عند صديقه قرضاوي إن تمزقت اشلاء بنينا ليس بيد الإسرائيليين ، ولكن بيد المسلمين ، ولا بأس إن ذهبت كرامة مصر وسيادتها على أرضها – مع التفجير القذر – التي انتهكها الإرهابيون دون استئذاننا على الأقل لنبحث مدى ضرر الضربة على اقتصادنا وأن نسأل من يريد الشهادة ممن لا يريد ، حتى نضعه هناك على سبيل الاحتياط لوضع الرجل المناسب في المكان المناسب .<O:P></O:P>

وهكذا يشرع الشيخ هويدي ضرب مصر مادام الهدف النهائي هو تمزيق أشلاء الشيوخ والأطفال والشباب اللاهي من إسرائيل ، ويشرع قرضاوي أمام الموظفين المصريين والعمال أبواب الجنة بعد أن يستشهدوا رغم أنوفهم ، ولا نعلم مصير باقي الجنسيات الذين ماتوا في الحادث ، هل سيبقون في الأعراف ، أما سيذهبون إلى الجحيم فوراً بحسبانهم غير مسلمين .. وقضايا عديدة تافهة يثيرها السدنة غباراً في وجوهنا .<O:P></O:P>

هل من الممكن أن يكتب مصري شيئا كهذا رغم أنه يدين بمنصبه وعيشه وما هو فيه من بلهنية الجاه والنعمة والنعيم لوطنه مصر ؟ يشرع ضرب وطنه انتقاما لطفلين فلسطينيين استدعاهم ليبكي عليهم في مقاله ليبرر بهم ضرب مصر ، دون أن يذرف دمعة واحدة بين كلماته تشير إلى وجيعته على مصري مكافح من أجل لقمة العيش ، انتزعه الموت في طابا من أسرته وأولاده .<O:P></O:P>

مع تبرير آخر أكثر صدمة إذ يقول : "إن إسرائيل هي التي بادرت بانتهاك قواعد اللعبة حينما بادرت باغتيال عضو حماس عز الدين خليل في دمشق ، الأمر الذي يثير سؤالاً هو : إذا كانت إسرائيل قد فعلتها في دمشق ، فلماذا نستغرب أن يرد عليها في طابا "؟!<O:P></O:P>

إن الشيخ هويدي يريدنا أن ندفع فاتورة ما يحدث في دمشق ، وفاتورة ما حدث في فلسطين ، بعد أن سددنا للمجموعة العربية استحقاقات نقبض عليها أبد الدهر ، إن الشيخ هويدي يشرع حق ضرب طابا في مصر ردا على اغتيال الشيخ خليل في دمشق ؟! لأي انتماء يدين هذا الموقف بالولاء ؟ هذا الموقف الذي لا يرى بأسا في فتح مصر ساحة معارك للهاب والداب وكلاب جهنم ، لتخليص ثاراتها على ردم من عمارنا وسيادتنا وكرامتنا ودمائنا وهيبة بلادنا ؟<O:P></O:P>

يبدو لي أن الشيخ هويدي مصاب بما يمكن أن نسميه "الخلل في الولاء" وهو مرض معد بشدة بل يصيب مخترعه ومكتشفه أول ما يصيب ، فيبدو هويدي غير معنى إلا بالولاء لسلطة لا يشغلها الوطن ، بقدر ما يشغلها التبعية لهذه السلطة والعمالة لها وتكريسها في الأذهان ، إزاء معنى السلطات المعلوم في دولتنا الحديثة . إنها سلطة تغطي المنطقة وتربط بين ما حدث في دمشق وما يحدث في مصر ، باعتبارها ساحة واحدة لتمارس فيها هذه السلطة العربدة كيفما شاءت . ألا ترونه يقول إن إسرائيل هي التي بادرت بقتل خليل ، لذلك لا بأس وفق ثقافة هذه السلطة ان يأتوا ليقتلونا هنا ، وهذه بتلك ، لذلك من المفيد هنا إلقاء الضوء على هذه السلطة غير الخفية ، التي تسحب الولاء عن الوطن ، لنحاول تحديد ولاء الشيخ هويدي وأمثالة ، حتى يستبين لنا الخط الأسود من الخط الأكثر سواداً .<O:P></O:P>

كعادته في الاستثمار يستغل هويدي حماقة إعلامنا التي أعيت من يداويها ، والذي بدلآً من أن يبرز حجم الكارثة ، ويجعل من المكان احتفالية دولية للحزن والعزاء ، واحتفالية مصرية بإعادة التعمير والبناء بمشاركة وطنية ودولية بطوابع بريدية (مثلاً) مرفوعة الثمن ،للمساهمة تذكر الناس بالإرهاب وكوارثه وإصرار الشعوب على الحياء والبناء ، وبدلا من أن يبرز الناس في الداخل كم أثر هذا الحدث على مصادر رزقهم ودخل وطنهم ، نجد صحيفة قومية كبرى (الأهرام ) في 10 / 10 / 2004 تبشرنا بأن ضربة طابا قد انعشت السياحة والحمد لله وأن السياح القادمون للموت أفواجاً ، وهنا يقتضي هويدي الفريسة الغبية السهلة ليبني عليها تساؤله : "فلماذا إذن يصر البعض على أن الهدف هو ضرب مصر باستقرارها واعتدالها واقتصادها؟" .<O:P></O:P>

وهكذا في حوار كاذب مع إعلام هو الأكذب نصبح نحن واقتصادنا وكرامتنا وسيادتنا على ارضنا بل وأرضنا نفسها معنا مجرد "البعض" ، اعتمادا على إعلام يصر أن يعطي تمام الجندية اليومي : كله تمام يا فندم . لأن هويدي عالم خبير بسياسة إعلامنا فهو علم فيه ، ومع هذا العلم يستثمر الموقف بكل خبث طوية ليبرر تفجير البشر والوطن بجرة قلم .<O:P></O:P>

وينقل لنا عن كاتب بوكالة نوفوستي الروسية "إن الأعمال الإرهابية التي شهدتها طابا في مصر مرتبطة بممارسات إسرائيل الأخيرة في قطاع غزة وبأعمال أمريكا في العراق" .<O:P></O:P>

هويدي يسافر بين الأقوال باحثا عن مرجعية فيجدها عند "ناعومكين " المعلوم الشأن بحسبانه مصدراً معتمداً يركن إليه ، ليذهب إلى النتيجة وهي وجوب فتح بلادنا بكل رضا ساحة لكلاب جهنم تدمر وتقتل وندفع نحن الفواتير .<O:P></O:P>

وهناك رؤية أخرى تبز الجميع في صدمتها ، رؤية ترى أن ما حدث في طابا يجب أن يجلب لنا السعادة والفرح لما حققناه ، فهذا الشيخ مجدي أحمد حسين يهلل في عدد 8/10/2004 في صحيفة الشعب الإليكترونية ، معلنا بكل صرامة بدء الحرب على إسرائيل منادياً : "الله أكبر ، مصر تتحرك أخيراً وتنتقم لشهداء الانتفاضة" .<O:P></O:P>

لم أفهم الشيخ مجدي وكيف تم الانتقام ؟ <O:P></O:P>

وهل الانتقام للفلسطينيين بموت العباد وخراب الديار ؟ ولماذا ينتقم المصريون للفلسطينيين داخل بلادنا ؟ ولماذا يموت المصريون انتقاماً للفلسطينيين ؟<O:P></O:P>

وبحسبان الشيخ مجدي عضواً في الخط النظري للسلطة الخفية ، فقد أصدر قراراً بإلغاء معاهدة كامب ديفيد التي عقدتها الحكومة الشرعية ، فيقول : إن الفاعلين في طابا "اختاروا ذكرى حرب أكتوبر ليؤكدوا أن حرب أكتوبر ليست آخر الحروب" . ألا ترون ...؟ هذا إعلان حرب صادر عن سلطة تسرى مع الفتوى بين المسلمين ؟<O:P></O:P>

والسؤال الذي عادة ما يتبادر إلى الذهن هو لماذا لا يلبس هويدي ومجدي وقرضاوي الديمقراطي وغيرهم ، من دعاة الشبق إلى الموت والحرب ، أحزمة ناسفة ويذهبون إلى إسرائيل أو إلى العراق ، أو إلى حيث ألقت ، ليكونوا قدوة لشباب الأمة وتأكيداً لهم على أن في الجنة ما هو أعظم من قصورهم التي يعيشون فيها في الدنيا الفانية ؟ لقد سأل سائل قرضاوي بالفعل الأسبوع الماضي مثل هذا السؤال على قناة الجزيرة ، فأجاب فضيلته قائلاً : "يعني علشان أمريكا تقتلنا كلنا ، دفعة واحدة ، تقتل شيوخ وآئمة الأمة"!!<O:P></O:P>

إن قرضاوي الديمقراطي يرى نفسه نوعاً أعلى درجة منا ، فهو والسدنة من رفاقه في الاشتغال بالدين على الناس ، هم نوع مميز لأنهم قادة لا يدخلون تلك المغامرات ، إنما هم يديرونها عن بعد محافظة على أرواحهم ، لأنهم يتعطفون علينا بقيادتهم لنا حتى لا تضيع أمتنا بدونهم ، لذلك هم على قلوبنا "قاعدين واكلين حاكمين مفتين" ، يركبهم وهم غريب أنهم هم سند الأمة ، إنهم ممثلو السلطة الخفية ، التي أصبحت موهما بأنها الحكومة اللاهوتية المشروعة دينيا ، وأن قوانينهم غير قابلة للاستئناف ولا النقض بل هي ملزمة لكل مسلم ، وأن هذه القوانين تسري في شكل فتاوي تعارض قوانين الدولة وتنتقص منها وتعرض بها علناً ،. إنهم حكومة عينوا أنفسهم بقرار يبدو في الظاهر متسقاً مع الدين ومطالبيه ، حتى يبدون كما لو كانوا من الماضي مع تركه ذلك الماضي الثقيلة ، أو أن الله اختارهم حكومة نقيض للحكومة الشرعية كما اختارهم للحياة فيها في نعيم الدنيا وزخرفها ، واختارنا نحن وأولادنا ومستقبلنا للموت شهداء رغم أنوفنا .<O:P></O:P>

إن هؤلاء يابني وطني لا يغارون مثلنا على مصرنا ولا يحن كبدهم إليها ، ولا تنفطر قلوبهم لأوجاعها ولا يرون لمصر عليهم جميلاً وفضلاً ، لأنهم يحتقرون الوطن ودولته فيقيموا الدولة البديلة الفعالة بين الناس في شكل تفاسير وفتاوي وأدعية عابرة القارات ، وعلى الناس أن تدين بالولاء لدولة الخلافة الوهمية تلك ، التي بلا حدود ، ولا معالم ، التي تمتد إلى حيث يعيش آخر مسلم على البسيطة . إنهم مازالوا يعيشون زمن الخلافة والحكومة العالمية والدين العالمي ، وهي أوهام زمن مضى وانتهى ليظهر مكان الوطن والمواطنة ، لذلك هم ينكرون علينا حب الوطن والإخلاص له لصالح وهم سبق أن قضت عليه أوهامه .<O:P></O:P>

والآن سادتي ما موقفكم ، وما موقفك يا حكومة يا شرعية من تلك الحكومة الموازية ، التي تفشت في اجهزتنا الإعلامية ومعها كل المساجد والزوايا والمدارس والجامعات والجمعيات ، لتشكل في الوعي الجماعي سلطة مستقلة ذات النظام خاص يختلف بالمرة عن نظام الدولة ، ولها قوانين تختلف بالمرة عن قوانين الدولة ، مما أحدث شرخاً في الولاء ما بين الولاء للوطن بدولته ودستوره ، وقانونه ونظمه ، وما بين الولاء لدولة السدنة الموازية ، وهو الشرخ الذي أدى إلى اختلال الولاءات وفقدان الهوية ، إلى اختلال الوعي ما بين الوطن والدين والعنصر والجنسية ، فيتأرجح المواطن بين أكثرها جذباً وتأثيراً ، مما كاد أن يقضي على الولاء للوطن لصالح الولاء للحكومة الإسلامية الموازية ، حتى أمكن للمواطن أن يغدر بوطنه ويهاجمه لصالح الدفاع عن حكومته الخفية العالمية . وأن يقتل أهله وناسه انتقاماً لما جرى في أي بلادستان ، لذلك لحظت الدنيا كلها باستغراب شديد عدم انشغال المصريين بمخطوفيهم في العراق ، لأن ولاية الحكومة الخفية في العراق هي من قرر و هى من أدانهم بالتعاون مع الأمريكان ، ودون أن يلتبس الشبيه بالشبيه مرة فيسألوا أنفسهم عن المسلمين المهاجرين إلى بلاد الغرب وهل ندينهم بالتعاون ؟ وعن الفلسطينيين الذين يعملون في إسرائيل طلباً للقوت ، وهل ندينهم بدورهم .<O:P></O:P>

إن الوطن يفر من أيدينا ليتحول إلى شيء كالظل ، إنه يتحول إلى حمى قبلي تابع كولاية لحكومة إسلامية عالمية خفية ، لها هنا فرع واضح في حكومة موازية تصدر التشريعات والقوانين تعلن الحرب وتفك التحالفات والمواثيق الدولية. دون اى اعتبار لقانون أو دستور ولا لوجود مواطنين مصريين لا ينتمون إلى حكومتهم ولا إلى دينهم ولا إلى أفكارهم ، وأن هؤلاء مصريون لحماً ودماً وقلباً وعقلاً ، وأن هؤلاء يفهمون أن الوطن ليس حكراً على طائفة ولا لفريق دون فريق ، ولا للإسلام وللمسيحية ولا لأي ملة و لا أي رأي ولا أي مذهب ، ولا (بالطبع) لسلطان الحكومة الموازية التابعة للحكومة العالمية الخفية .<O:P></O:P>

إن هذا الوطن ملك كل مواطن مصري ، والمصرية هي مدى الولاء لمصر ، وفي ضوء ذلك نتحاكم إلى قاضينا شعب مصر : هل آراء وفتاوي قرضاوي وهويدي ومجدي وأمثالهم تحقق المصلحة العليا للمصريين . <O:P></O:P>

<O:P></O:P>

نشرت فى روزاليوسف
__________________

رد مع اقتباس