
06-01-2012, 11:39 AM
|
 |
من انا؟: متأمل فى حال الدنيا
التخصص العملى: مدير فرع بشركة مطاعم بابا جونز
|
|
تاريخ التسجيل: Oct 2009
الموقع: القاهره- النزهه الجديده
المشاركات: 4,061
|
|
إصلاح ذات البين
اخوتي الأحبة :

هذه دعوة أوجهها ابتغاء مرضاة الله تعالى
إلى كل المتخاصمين لكي يصلحوا ما بينهم
" والصلح خير " النساء
128 ولكي ينتزعوا ما في قلوبهم من شحناء وبغضاء وغل ، وأن يزرعوا بدلاً منها المودة والرحمة والمحبة والتسامح . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يحَلُّ لمسُلمٍ ، أنْ يَهجُرَ أخَاهُ فوقَ ثلاثِ ليالٍ، يلتَقِيان فيَعُرِضُ هذا ويُعرِضُ هذا،وخَيرُهُمَا الذي يبَدأُ بالسَّلامِ ".رواه مسلم . يهجر: يقاطع ، فيعرض ( بوجهه وينصرف )، خيرهما : أفضلهما وأكثرهما ثوابا . قال ابن عبد البر ،رحمه الله : قيل للإعراض مُدابرة لأن من أبغضَ أعرضَ ومن أعرض ولى دبره والمحب بالعكس . وقال صلى الله عليه وسلم: "من هجَرَ أخاهُ سَنةً فهُو كَسَفكِ دَمَهُ" رواه أبو داود, وصححه الألباني . وقال صلى الله عليه وسلم: "سِبَابُ المسْلِم فُسُوقٌ وقِتَالهُ ُكُفْرٌ" رواه البخاري ومسلم
لذلك أخي الكريم بادر بالصلح واعلم أن :
1- خَيرُ المُتَخَاصِميَن هُو الذي يَبدأُ بالسَّلامِ ،كما أخبرَ بذلكَ صلى الله عليه وسلم "وخَيرُهُمَا الذي يبَدأُ بالسَّلامِ " .
2- قال الإمام عليٌ رضي الله عنه "السلامُ سبعونَ حسنةً تسعةٌ وستونَ للمُبْتَدِئ وواحدةٌ للرَّاد ".
3- من مكارم الأخلاق : أن تَعْفُو عن منْ ظلَمَكَ وتُعطِي من حَرَمكَ وتَصِلَ من قَطَعَكَ. لما نزلت هذه الآية " خُذ العَفوَ وأمُرْ بالعُرِفِ وأعْرِضْ عن الجَاهِلِينَ " الأعراف: 199، قال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل : ما هذا يا جبريل ؟ فقال جبريل : إنَّ الله يأمُرُكَ أن تَعْفُو عن منْ ظلَمَكَ وتُعطِي من حَرَمكَ وتَصِلَ من قَطَعَكَ .رواه بن جرير .
4- إنَّ اللهَ تعالى عَفوٌ كريمٌ يُحِبُّ العَفوَ . عن عائشةَ رضي الله عنها قالت : قُلت يا رسول الله أرأيتَ إن علمتُ أي ليلةٍ ليلةُ القدر ما أقُول فيها ؟ قالَ : " قُولي اللهُمَّ إنَّكَ عَفوٌ تحبُ العَفوَ فاعْفُ عنِّي .رواه الترمذي.
وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم :" اللهُمَّ إنَّكَ عَفوٌ كريم ٌتحبُّ العَفوَ فاعْفُ عنِّي " .رواه الترمذي.
5- ألا تحبُ أن تكونَ من أحبابِ اللهِ ورسوله ؟ قال الأعرابيُ : أحبُ أن أكونَ من أحبابِ اللهِ ورسولهِ .فقال صلى الله عليه وسلم أحبَّ ما أحبّهُ اللهُ ورسولهُ تكنْ مِنْ أحبابهم . واللهُ تَعالى يُحِبُّ العافينَ عن الناسِ وكَذا رَسُولُهُ.
6- بعَفوِكَ عن أخِيكَ يَعفُو الله ُعَنكَ ويَغفِرُ لكَ . قال صلى الله عليه وسلم " ارحموا تُرحموا ، واغفروا يُغفر لكم "رواه أحمد . وفي الحديث القدسي "إذا أردتم رحمتي فارحموا خلقي" . رواه البخاري 1224 ، ولفظه" يرحم الله من عباده الرحماء "
وفي قصة أبي بكر رضي الله عنه مع ( مصطح ) ا بن خالته موعظة وعبرة ، حيث كان أبوبكر رضي الله عنه ينفق عليه لأنه كان فقيراً .فلما تكلم مصطح بما تكلم به عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك ، قطع أبوبكر رضي الله عنه النفقة عنه وقال له : والله لن أنفق عليك بعد اليوم ، فلما نزلت هذه الآية " ولايأتل أولي الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله ، وليعفوا وليصحفوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم، والله غفور رحيم "22 النور . دعاه النبي صلى الله عليه وسلم وقرأ عليه الآية : فقال أبوبكر رضي الله عنه : بلى والله أحب أن يغفر الله لي وأن يعفو عني .وبلا تردد أو نقاش ردَّ أبوبكر النفقة على مصطح وعفا عنه رغم ما كان منه ، فهذا دأب الصديق رضي الله عنه لأنه يعطي لله ويمنع لله . وما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل . عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى عليه وسلم " مَنْ أحبَّ لله وأبغضَ للهِ ، وأعَطَى للهِ ، ومَنَعَ للهِ ،فَقد اسْتَكْمَل الإيمان "رواه أبوداوود بسند حسن .
7- يغفر الله سبحانه وتعالى لجميع المؤمنين في ليلة القدر، وليلة النصف من شعبان ويومي الاثنين والخميس إلا للمتخاصمين حتى يصطلحا، فلا تحرم نفسك من مواسم المغفرة . قال صلى الله عليه وسلم " تُعرضُ الأعمالُ في كلِ يوم إثنين وخميس، فيغفِرُ اللهُ في ذلكَ اليوم لكل امرئ لا يُشرِكُ باللهِ شَيئاً إلا امرءا كانتْ بَينَهُ وبينَ أخَيهِ شَحناء فيقولُ اتْرُكوا هذين حتى يَصطَلِحَا" رواه مسلم .
8- ألا تحب أن تكونَ آمناً من سخطِ الله يومَ القيامة ؟! قال الأعرابي : أحبُ أن أكونَ آمناً من سخطِ الله يوم القيامة. فقال صلى الله عليه وسلم: لا تغضب على أحدٍ من خلقِ الِله تكن آمناً من سخطِ اللهِ يومَ القيامة " رواه أحمد. وذكر ابن كثير رحمه الله من صفاتِ أصحاب الجنة عند تفسير قوله تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ) إلى قوله: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ) فقال: إذا ثارَ بهم الغيظُ كَظَمُوه بمعنى كتموه فلم يعملوه، وعَفوا مع ذلك عمن أساء إليهم .قال النبي صلى الله عليه وسلم " من كَظَمَ غَيظاً وهو قادرٌ على إنفاذِه دَعَاهُ الله ُعلى رؤوسِ الخَلائقِ يومَ القيامةِ حتى يُخَيّرَهُ من الحورِ العينِ يُزوِّجَهُ اللهُ مِنها ما شَاء " رواه أحمد .
9- إن أعظم حسنة عند الله سبحانه وتعالى هي حسنُ الخلق والتواضع والصبر على البلاء، واعلم أنه لن يزداد الذنب عظماً إلا ازداد العفو فضلاً ، ويأتي الأجر على قدر المشقة. قال صلى الله عليه وسلم " من تَركَ شيئاً للهِ عَوَّضَهُ اللهُ خَيراً مِنْهُ "
10- المبادر بالصلح والعفو هو الأقوى لأن المبادر متسامح ، والتسامح سمة الأقوياء . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما نقصتْ صدقةٌ من مالٍ ، وما زادَ اللهُ عبداً بعفوٍ إلا عزاً ، وما تواضعَ أحدٌ لله إلا رَفَعَهُ " رواه مسلم . قال الله تعالى :" إِن تُبْدُواْ خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوَءٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا ".النساء : 149 .ولا تتحجج بأنَّ أخاكَ هو الذي أخْطَأَ ويجبُ أنْ يعتَذِرَ أولاً أو أنْ يُبَادرَ هو بالصلح ، فهذا من تكَبُّر النفس " إنه لا يحبُّ المسْتَكْبرِين " النحل : 23 .وقال النبي عليه الصلاة والسلام" لا يَدْخل الجنةَ مَن كانَ في قَلبهِ مِثْقَال ذرةٍ مِن كِبْر" .
11- لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم هيناً ليناً سَمْحاً ، يعفُو عن المُسيئين ويَصْفحُ صَفْحاً جميلاً لا عتابَ فيه ، وما انتَصَرَ لنَفسِه قَط .عن عائشةَ رضي الله عنها قالت: ما رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم مُنتَصِراً من مَظْلَمة ٍظُلِمها قَط ما لم تُنتَهك مَحارمُ اللهِ ، فإذا انتُهِكَ مِنْ محارمِ اللهِ شئٌ كانَ أشدَّهُم في ذلكَ غَضَباً " الترمذي وكان هذا الخلق حتى مع الكافرين ، ولعلك تذكر قولته المشهورة لكفار قريش في يوم الفتح (( يا مَعشرَ قريشٍ ما تظُّنُونَ أنِّي فاعلٌ بكم ؟)) قالوا: خيرا، أخٌ كريمٌ وابن أخٍ كريمٍ ، قالَ: "فإني أقولُ لكم ما قالَ يُوسُف لاخوته " لا تَثرِيبَ عَليكُم اليوم " يوسف 92 " اذهبُوا فأنُتم الطُّلقَاء ".
12- روى البخاري في صحيحه أنَّ رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصِني قال: لا تَغْضَب ، فردَّدَ مِرارا قالَ : لا تَغْضْب .بمعنى أنه إذا حصل لك الغضب فلا تعمل بما تحدثك به نفسك في وقت الغضب ، بل جاهدها في ترك ذلك . قال صلى الله عليه وسلم " ليسَ الشديدُ بالصُرعةِ، إنما الشديدُ الذي يَملكُ نَفْسَهُ عندَ الغَضَب " متفق عليه.
أما بخصوص التسامح وتأثيره على صحة الإنسان بشكل عام،
فقد نصح باحثون أمريكيون بالصفح والتسامح مع الآخرين إذا أردت أن تقلل ضغط دمك والقلق وتخفف التوتر في حياتك... وفق الحكمة القائلة «العفو عند المقدرة».وقد أظهرت دراسة عرضت في اجتماع جمعية الطب السلوكي في ولاية تينيسي الأميركية أن العفو والتسامح يساعدان في تخفيض ضغط الدم والتوتر النفسي والقلق. ويقول علماء النفس إن التسامح عبارة عن استراتيجية تحميل تسمح للشخص بإطلاق مشاعره والسلبية الناتجة عن غضبه من الآخرين بطريقة ودية .
13- اصبر على أذى الناس واعف عنهم واحتسب الأجر عند الله تعالى" وجزاء سيئةٍ سيئةٌ مِثُلها فمن عَفا وأصْلَحَ فأجْرُهُ على الله إنَّهُ لا يحُبُّ الظَّالمين" 40 الشورى . وإن كان يحق لنا أن نعاقب بالمثل إلا أن الله سبحانه وتعالى جعل العفو والصبر خير من ذلك " وإنْ عاقَبتُم فَعاقِبُوا بِمثلِ ما عُوقِبتُم بِه ولئنْ صَبرتُم لَهُو خَيرٌ للصَّابِرين " النحل : 126فإن صبرت وعفوت وأحسنت فتأمل فيما ورد عن جزاء ومكانة المحسنين من الله سبحانه وتعالى :
- معية الله سبحانه وتعالى للمحسنين " واللهُ مع المحسنين " .
- محبة الله سبحانه وتعالى للمحسنين " " واللهُ يحب المحسنين " 143آل عمران.
- ُقربُ المحسنين من رحمة الله سبحانه وتعالى " إنَّ رَحمَت اللهِ قَريبٌ مِن المُحْسِنينَ " 56 الأعراف .
- سوف يجازيك الله سبحانه وتعالى على إحسانك حتى إن قابله أخاك بالإساءة " إنِّهُ من يتَّقِ ويَصْبِر فإنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أجْرَ لمُحْسِنينَ " 90 يوسف .
يتبع ...
|