رد: امريكى اتصل على برنامج ريشارد بورنيش....
بعد تفسير لهذه الأيات الذى اتمنى ان يقرأه كل من يريد أن يعرف ماذا يقرأ المسيحيون... ندخل للسؤال الأهم.
هل يجوز أن تذكر مثل هذه الألفاظ في الوحي؟
هذا هو لب الاعتراض. وللإجابة على ذلك نقول أننا لا نستطيع أن نحكم على أي نص إن لم ندرس ملابساته وظروفه واللغة المستعملة في زمانه وتقاليد وعادات الشعوب في ذاك الزمان. فدعنا نوضح الأمور التالية:
(1) هذه الألفاظ كانت وصفا للشرور التي كانت تمارس فعلا في طقوس وشعائر عبادة الأوثان آنذاك. وقد ورد ذلك في دائرة المعارف البريطانية [Encyclopaedia Britannica Vol. 12 P.782]التي تقول: أن من شعائر الانضمام إلى عبادة الأوثان أنهم كانوا يمارسون الجنس في دعارة فاضحة كعلامة لاتحاد عبدة الأوثان في كيان واحد. [وهي نفس الصورة التي أشار إليها الرب بفم حزقيال النبي هنا موبخا ومعاقبا على ارتكابها!]
(2) هذه الشعائر الداعرة الفاضحة لم تكن في نظر فاعليها خزيا وقباحة وإلا لما مارسوها، ولكنها كانت لهم فخراً ومجداً، ولهذا يقول الكتاب عنهم "مجدهم في خزيهم" (فيلبي3: 19) فأراد الرب أن يفضح قبح ما يرتكبون وخزي ما يفعلون.
(3) إن كان ذكر هذه الأمور هكذا قبيحا كما قال الكتاب "لأن الأمور الحادثة منهم ذكرها أيضا قبيح" (أف5: 12) فكم وكم كان خزي فعلها. أما كان ذلك يستحق الفضح والتوبيخ والعقاب.
(4) الواقع أن الله ذكر هذه الرذائل ليعاقب الأمة عليها ولهذا جاء في هذا الجزء من حزقيال حكم الرب بإدانتها، يتضح ذلك من قوله: "لأجل ذلك هاأنذا أهيج عليك عشاقك … فيأتون عليك بأسلحة ومركبات … فيحكمون عليك … أفعل بك هذا لأنك زنيت وراء الأمم لأنك تنجست بأصنامهم". (حز23: 22ـ 31)
(5) علاوة على ذلك نري في ساحة القضاء أن النيابة تطلب من المجرمين تمثيل الجريمة مهما كانت بشعة بكل تفاصيلها المخزية. فهل في ذلك غضاضة وقباحة؟ أو ليست كلمات الوحي في حزقيال هي من هذا القبيل، أفلست إثباتا لجريمة الزنا الروحي في بشاعتها ونجاستها. فلماذا يعتبر ذلك غير لائق في حين أنه لا اعتراض على ما تمارسه النيابة العامة لفضح الجريمة؟؟
(6) بقيت نقطة أخيرة أرجو أن يتقبلها السائل بحسن نية، عالما أننا نحترم الأديان جميعا وعقائد الآخرين كل الاحترام. أقول أن مثل هذه الألفاظ قد وردت في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة الصحيحة. ولا تعتبر غير لائقة أو مستهجنة. بل كما يقول المثل العربي "لا حياء في الدين"
وهنا نسأل هل القرأن والأحاديث لم يتأتى بمثل هذه الكلمات على الإطلاق؟ نورد هنا بعض الأمثلة للطلاع.
1-بعض الألفاظ من القرآن
(1) إن لفظة ترائب التي وردت في حزقيال وهي موضوع الاعتراض قد وردت بذاتها في القرآن الكريم في سورة (الطارق الآيات من 5 إلى آية 7) حيث يقول "فلينظر الإنسان مما خُلق، خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب"
(2) ونفس لفظة المنيَّ التي في حزقيال هنا قد وردت بذاتها في القرآن الكريم في سورة (القيامة الآيات من 36 ـ 39) حيث يقول: "أيَحسَبُ الإنسانُ أن يترك سُدى، ألم يك نطفة من منيِّ يمنى، ثم كان علَقة فخَلق فسَوَّى، فجَعَل منه الزوجين الذكر والأنثى"
(3) ومن هذه الألفاظ أيضا ما ورد في سورة (الأحزاب آية 50) "وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي، إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة له من دون المؤمنين … لكيلا يكون عليك حرج"
(4) وأيضا ما جاء في سورة (النور آية 31) "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن"
(5) وكذلك في سور (الطور والواقعة والإنسان) ما جاء عن وصف الجنة وما فيها من خمر وحوريات وولدان مخلدون:
ـ ففي سورة (الواقعة 16 ـ 25) "يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين … وحور عين … فجعلناهن أبكارا"
ـ ويوضح في سورة (الإنسان 19 ـ 23) "وزوجناهم بحور العين … يتنازعون فيها كأسا لا لغوٌ فيهاولا تأثيمٌ ويطوفعليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون"
وإليك تعليقات بعض علماء المسلمين الأفاضل:
+ الأستاذ محمد جلال كشك: يقول: "إنه ثابت بنص القرآن أن حور العين هن للاستمتاع الجنسي" (خواطر مسلم في المسألة الجنسية ص 202)
+ ويقول الشيخ الغزالي: في (كتاب إحياء علوم الدين) "والجنة مزينة بالحور العين من الحسان، كأنهن الياقوتُ والمرجان، لم يطمثهن (أي لم يجامعهن ) إنس قبلهم ولا جان، يمشين في درجات الجِنان، إذا اختالـت إحداهن في مشيها حمل أعطافَها (أي رداءها ) سبعون ألفا من الولدان، غانجات، (أي مدللات) عطرات، آمنات، من الهرم"
+ ويعلق الأستاذ محمد جلال كشك أيضا: على هذه اللذة والمتعة قائلا: "لا مجال لأي خجل أو استخذاء من ناحية المطالب الحسية للجسد" ويكمل قائلا: "فليس في الجسد عيب أو قباحة، ولا في تلبية احتياجاته وشهواته المشروعة في هذه الدنيا، ولا في التطلع لمتعة الجسد بلا حد في الآخرة")
(خواطر مسلم في المسألة الجنسية ص211)
هل يجرؤ أحد أن يقول إن هذا كلام فاضح ومبتذل؟؟!! فلماذا يتجرأ المعترض على كلمات سفر حزقيال
2- بعض الألفاظ من الأحاديث الشريفة
ولقد ورد في الأحاديث الصحيحة المحققة ألفاظٌ من هذا القبيل ولا تعتبر مستهجنة أو قبيحة عن: الجماع وما يصاحبه من مشاعر وأحاسيس وكيفية استمتاع كل عضو من أعضاء الجسد. وأيضا الأحاديث التي قيلت عن علاقة الرسول الكريم مع أمهات المؤمنين وخاصة السيدة عائشة. فمن يريد معرفة ذلك فليقرأ المراجع التالية:
(1) صحيح البخاري.
(2) صحيح مسلم.
(3) كتاب الإسلام والجنس للدكتور عبد الوهاب بوحديبة الذي قدمت له الأستاذة هالة العوري.
(4) كتاب نساء النبي للدكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ.
(5) كتاب خواطر مسلم في المسألة الجنسية للأستاذ محمد جلال كشك نشر مكتبة التراث الإسلامي .
------------------------------------------------------------------------------------------
للأمانة هذا الرد منقولز وأعتذر إذا كان فيه بعض الكلمات التى قد لا تعجب البعض.
التعديل الأخير تم بواسطة tham1010 ; 13-11-2011 الساعة 12:10 AM
|