<TABLE class=contentpaneopen><TB ODY><TR><TD class=createdate vAlign=top colSpan=2></TD></TR><TR><TD vAlign=top colSpan=2>
من أول السطر
إبراهيم عيسي
بذمتك ما المخالف لقِيَمِنا العربية والإسلامية فيما حدث في لبنان وإيران حتي يتمطع ويستنطع بعض مسئولينا في مصر ويردون علي كل مطلب بإجراء انتخابات حرة نزيهة وديمقراطية حقيقية وإصلاح سياسي بقولهم «إننا لا يجب أن نخالف قيمنا؟»
أي قيم يا أبو قيم؟!
ما الذي يضير قيمنا (التي لا نعرف هيه إيه بالضبط؟) أن تشهد مصر انتخابات رئاسية رائعة ومدهشة وحرة ومفتوحة وبلا تزوير ولا تزييف وبين مرشحين محترمين بجد أمام رئيس جمهورية حالي بلا تمثيل ولا تدجيل ولامشاركة أحزاب تافهة شكلية فيها رائحة القمامة السياسية، ولا شغل أمن دولة ولا ترخص إعلامي منافق وواطي مهنيًّا مهمته التسبيح بحمد الرئيس الحالي وتقديسه وتمجيده ورفعه إلي درجة الأنبياء والأولياء، وبلا تزوير لإرادة الناس يمارسه ضباط شرطة ولواءات فخورون بالتزوير وسعداء بمهمتهم غير الشريفة، «مفيش كلب منهم ح ياخد صوت وح نربيهم يا باشا»، عمداء وعقداء يعتقلون العشرات والمئات من الشباب وكوادر كفاية والإخوان كل يوم وليلة قبيل الانتخابات وأثناءها، ويطلقون آلافا من فرق الكاراتيه والسوابق ومسجلي الخطر لانتهاك حرمات بنات المعارضة ونسائها وضرب المتظاهرين والمعارضين ومنع الناخبين من دخول لجان الانتخابات، بينما داخل اللجان تزوير من موظفين مرضي بالرعب والذعر من أوامر الحكومة، ويفقدون أي ضمير ولا تتحرك ذرة شرف في صدورهم لمنع هذا التزوير أو التوقف عن ارتكاب معصية وجرم تزييف إرادة المواطنين، طينة من البشر تحتقر نفسها وشعبها وتري أن من حق الرئيس ورجاله وحزبه أن يفعلوا بهم ما يشاءون ويستقرون علي مقاعدهم مدي الحياة ويحتكرون الحكم للأبد!!
كل هذا يحدث في بلدنا الذي يزعم حكامه أنهم لا يريدون ديمقراطية وإصلاحًا سياسيًّا يتنافي مع قيمنا!!
وحياة النبي حد يقول لنا ما الذي يتعارض مع قيمنا لو ترشح محترمون أمام الرئيس وفازوا عليه؟! هل من قيمنا التي أنزلها الله سبحانه وتعالي علي نبيه الكريم - صلي الله عليه وسلم - أن يحكمنا الرئيس للأبد وأنه يترشح للأبد ويفوز للأبد، وإن تخلي عن الحكم بإرادته أو بإرادة الله يبقي لازم يحكمنا ابنه مثلا؟! هل هذه قيمنا؟!
هل قيمنا أن يقبض الحزب الوطني علي حكم مصر بالتزوير العلني الفاضح السافر وأعلي ما في خيلنا نركبه؟ هل الحزب الوطني مكتوب في القرآن؟! هل ورد حديث نبوي يوصي فيه الرسول العظيم - صلي الله عليه وآله وسلم - بأن نلزم جماعة الحزب الوطني ونزور ضد جماعة الإخوان؟!
ما حدث ويحدث في لبنان وإيران من انتخابات في مجتمعات عربية وإسلامية إنما يضرب نموذج مصر ويعريه ويفضحه، نموذج التزوير والحكم الأبدي والديمقراطية المزيفة ولعبة الثلاث ورقات والنصب السياسي، بل الديني الذي يمارسه نظامنا بدعوي أن إجراء إصلاح سياسي وديمقراطية في مصر يجب أن يتماشي مع خصوصية مجتمعنا وقيم بلدنا!
ضبطتْكم عرايا تمامًا انتخابات إيران ولبنان يا سادتنا الأعزاء.
كشفتكم بطنًا وظهرًا ووجهًا وقفا؛ ها هي مجتمعات عربية إسلامية تجري انتخابات حرة بلا تزوير ويختار فيها الشعب من يريد ولا يملك بني آدم في لبنان أو إيران طولا وعرضا، شمالا وجنوبا أن يسكت عن تزوير ورقة تصويت واحدة لمواطن واحد، لاحظ أنني أتكلم عن انتخابات استمر فيها الحزب الحاكم حاكمًا والرئيس الحالي رئيسًا ومع ذلك لم تشهد هذا التزوير الجماعي الفاضح في مصر!
كلنا مزورون وكلنا مزيفون من الإسكندرية لأسوان!
صحفيون منافقون وضباط كبار وصغار ووزراء ومحافظون ومديرو أمن وأعضاء حزب وطني وقضاة وموظفون ومواطنون، كلنا نمارس التزوير وكأنه حاجة طبيعية جدًّا ولا كأن فيه نقطة دم في عروقنا، نمارسه بأيدينا وبأوامر حكامنا ومسئولينا وبسكوتنا وتواطؤنا وخنوعنا.
- آلو قفلوا دائرة فلان لصالح الست فلانة.
- بس يا أفندم دي النتيجة أعُلنت وهي سقطت.
-جري إيه يا فلان إنت ح تناقشني، بأقولك هي اللي تفوز، مين رئيس اللجنة اللي عندك؟
- علان بيه
-خلاص هوه فاهم ح يعمل إيه
- تمام يا أفندم
هي الجملة الأفدح والأخطر والأقبح والأسوأ والأسود في حياة مصر والمصريين، تمام يا أفندم.
- بيع شرفك ضميرك ناسك قانونك وطنك!!
- تمام يا أفندم
- نافق وافق
- تمام يا أفندم
كله أخرس أبكم لا يواجه تزوير إرادته، بل يرضي به ولا يحس أنه مهان ومحتقر ومذلول أمام حكومة مزورة مزيفة وانتخابات لم تشهد في يوم من الأيام لحظة حرية وديمقراطية، في الدول العربية والإسلامية تنتصر أحزاب وتنهزم أخري ويسقط مرشحون وينجح آخرون ويمضي رؤساء ويأتي رؤساء، أما مصر فهي وطن وشعب «تمام يا أفندم»، فلا يستحق إلا أن يزور الأفندم انتخاباته ويملك من التجرؤ علي الحق والقدرة علي الكذب أن يزعم أنه يرفض أي ديمقراطية لا تتوافق مع قيمنا وخصوصيتنا بينما قيم وخصوصية لبنان والكويت والسنغال وإيران تسمح بالديمقراطية، لو كان التزوير هو خصوصية مصر، تغور خصوصيتنا في ستين داهية ولا تغور مصر أبدًا!!
<SCRIPT language=Javascript> function x () { return; } function ac_smilie(thesmile) { document.akocommentform.c omment.value += " "+thesmile+" "; document.akocommentform.c omment.focus(); } function validate(){ if (document.akocommentform. comment.value==''){ alert("من فضلك أضف تعليق يتناسب مع المقال!"); } else if (document.akocommentform. acname.value==''){ alert("تأكيد الإسم"); }else { document.akocommentform.a ction = 'index.php'; document.akocommentform.s ubmit(); } }</SCRIPT><TABLE cellSpacing=0 cellPadding=2 width="100%" align=center border=0><TBODY><TR><TD class=sectiontableheader colSpan=2>الدستور</TD></TR><TR><TD colSpan=2>
</TD></TR></TBODY></TABLE>
</TD></TR></TBODY></TABLE>