الموضوع
:
الوقاية من الازمات والفتن
عرض مشاركة واحدة
#
1
11-10-2011, 10:52 AM
د.هبه77
تاريخ التسجيل: Apr 2011
المشاركات: 1,565
الوقاية من الازمات والفتن
مقتبس من موضوع سابق مع الاختصار
حينما تدور رحي الفتن تعصف بالمجتمع فتختلط الأوراق, ويصبح كل شخص معجب برأيه يدفع الغالي والرخيص في سبيل الانتصار لمبدأ أو فكرة طرأت عليه دون التفات إلى الوسائل المتاحة وغير المتاحة الكل ناله من هذه الأزمة ما أقض مضجعه، فمنهم من فقد عزيزا، ومنهم من فقد ماله أو جزءا منه، ومنهم من خسر تجارته، ومنهم من فقد بيته، ومنهم من لم يستطع التمتع بماله لعدم وجود ما يرغب في وجوده والحصول عليه، وأشد هذه البلايا والمحن هو سفك الدماء، بل وصل الأمر ببعض القادة إلى الاستهانة بسفك الدماء والتعطش لها؛ لأنها في نظرهم تضحية مقبولة في سبيل الحصول على مكاسب تجعل منهم زعماء ورواد إصلاح،
عدت كثرة الفتن علامة وشرطا من أشراط الساعة، قال صلى الله عليه وسلم:
«يتقارب الزمان، وينقص العلم، وتظهر الفتن، ويلقى الشح، ويكثر الهرج، قيل: يا رسول الله! وما الهرج؟ قال: القتل»
.
فمن الوقاية والعلاج ما يلي:
1- التثبيت ومحاولة بث الاطمئنان من خلال مسلكين رئيسين:
أ- التأكد التام من أن هذه الفتنة هي المعنية بذاتها في النصوص الشرعية، أو أنها من جملة الفتن التي يجب الحذر منها،
:
{وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}
[الإسراء:36]
، ويكون التأكد بالرجوع الى أهل العلم،
:
{وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ}
[النساء:83]
.
ب-
كف اللسان في الفتنة
2- الثبات
هذه الدار دار ابتلاء وامتحان؛ ففي القرآن الكريم
{أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ}
[العنكبوت:2]
،
3- الصبر على شدة الفتن:
قال تعالي
{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}
[البقرة:1
55]
،
4- مراقبة القلب:
جاء في الحديث الشريف:
«ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب»
.
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يكثر من قول:
«يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك»
5- الوقوف ضد المندسين في الصفوف:
وهؤلاء خطر جسيم يدب في جسم الأمة ، ويثبط من معنوياتها وعزائمها وهم اليد الطولى لأعداء الأمة الظاهرين الذين يمدونهم بكل ما يحتاجون إليه من إمكانات مادية ومعنوية وكل ما هو سبب في الفرقة والاسترخاء
،
في وصفهم:
{لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ}
[التوبة:48]
، وهكذا هم في كل زمن ومكان أداة طيعة في يد الأعداء توجه لمسخ هوية الأمة تحت شعارات براقة وأساليب ماكرة ينكشف عوارها في كل مناسبة،
:
{هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ}
[المنافقون:4]
.
6- التوبة والاستغفار وصدق اللجوء إلى الله:
{وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ}
[ص:24]
،
{فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
7- العبادة والعمل الصالح:
قال صلى الله عليه وسلم:
«العبادة في الهرج كهجرة إلي»
.
قال النووي رحمه الله: "المراد بالهرج هنا الفتنة واختلاط أمور الناس، وسبب كثرة فضل العبادة فيه: أن الناس يغفلون عنها وينشغلون عنها ولا يتفرغ لها إلا أفراد".
والاعتصام بكثرة العبادة والاستعانة بالله سبيل للنجاة والفلاح:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ}
[البقرة:153]
.
8-
التسلح بأخلاق الفتن:
ومنها:
أ- الرفق والحلم.
ب- الصبر.
قال صلى الله عليه وسلم:
«إن من ورائكم أيام الصبر للمتمسك فيهن يومئذ بما أنتم عليه أجر خمسين منكم، قالوا: يا نبي الله أو منهم؟ قال: بل منكم»
.
ج - العدل والإنصاف في كل الأمور
ويتأكد ذلك في العدل مع الخصوم فإن النفس أمارة بالسوء داعية إلى الفجور في الخصومة، والمسلم من طبيعته حب الخير للجميع وعدم ال
شماتة بأحد ولو كان ألد خصومه،
:
{وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى}
[الأنعام:152]
،
9-الثقة بان فرج الله آت والتبشير بذلك:
{حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ}
[يوسف
:110]
.
10-التعوذ بالله من الفتن الظاهرة والباطنة:
قال صلى الله عليه وسلم:
«وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون»
.
والدعاء هو افتقار وذل من العبد إلى خالقه الذي بيده ملكوت كل شيء، وقد تكون الفتنة ظاهرة يعرفها كل أحد، وقد تكون خفية لا يفطن إليها إلا من وفقه الله، ولهذا قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:
«تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن»
.
11- النظر في عواقب الأمور ومآلاتها:
وهذه نظرة العقلاء الذين يزنون الأمور بموازين دقيقة ولا يغترون بالظواهر دون اكتراث بالعواقب والنتائج ولا يستفزون من خلال شعارات براقة وجمل تستهوي الضعفاء والبسطاء، بعيدة عن الحكمة والمنطق والتصرف السليم
12- الحذر من الإشاعات والأكاذيب:
فإن اليقظة والحيطة في التلقي توجب الحذر مما تتداوله الألسن دون أن يكون له رصيد من الحقيقة، ففي الحديث:
«بئس عطية الرجل زعموا»
، وتتبع الغرائب والأكاذيب دليل الإفلاس وضياع الحجة، ومن نتائج نشر الإشاعات والكذب فقد ثقة الناس بمصادرهم وخسارة جسيمة يجنيها أصحابها لاسيما إن كان مصدر هذه الإشاعات والأكاذيب أصحاب قضية عادلة فإن خسارة القيم لا يوازيها أي خسارة
:
{فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ}
[محمد:21]
.
1
3- العلم بمخططات الأعداء ومواجهتها:
وهذا يتطلب يقظة تامة لأهل الحق ويتوجب عليهم كشف مخططات الأعداء بخطوات متأنية وفهم عميق لهذه الخطط،
:
{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}
[الأنفال:60]
..
14- البعد عن مواطن الفتن:
من باب لا تتمنوا لقاء العدو، وقد جاء في الحديث النبوي:
«إن السعيد لمن جنب الفتن، ولمن ابتلي فصبر فواهًا»
وهذا
15- دور شباب الأمة ودعاتها:
- الإغاثة بكل معانيها وصنوفها.
- إسعاف المصابين والمرضى.
- وعظ الناس وإرشادهم وحثهم على الخير.
- ضبط الأمور وكبح جماح الانفعالات غير المنضبطة.
- بث روح التفاؤل بين الناس.
- حفظ الأمن ونشر الطمأنينة والسكينة.
- إدارة الحرب الإعلامية بمهنية واحتراف بعيداً عن الكذب والإشاعات.
اذا ضاقت بك الدنيا ففكر في الم نشرح * فعسر بين يسرين متى تذكرهما تفرح
و لا تنسى دائما أن مع العسر يسرين و ليس يسرا واحدا
__________________
بسم الله الرحمن الرحيم
وما كان ربك نسيا
صدق الله العظيم
د.هبه77
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى د.هبه77
البحث عن المشاركات التي كتبها د.هبه77