عرض مشاركة واحدة
  #14538  
قديم 19-09-2011, 06:46 AM
الصورة الرمزية hannibal
hannibal hannibal غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 95
hannibal has much to be proud ofhannibal has much to be proud ofhannibal has much to be proud ofhannibal has much to be proud ofhannibal has much to be proud ofhannibal has much to be proud ofhannibal has much to be proud ofhannibal has much to be proud ofhannibal has much to be proud of
افتراضي الدور الأخضر

الدور الأخضر
سيظل الدور الأخضر في لعبة الشطرنج يبهرني دائما... للدقة اسمه "الدور دائم الاخضرار" وهو عبارة عن مباراة شطرنج عالمية دارت بين البروفيسور "أدولف أندرسون" والصحفي "جين ديفرسون" منذ ما يزيد عن المائة والخمسين عاما، ويبدأ الدور بهجوم من اللاعب الأسود ودفاع من اللاعب الأبيض، ثم يتطور هجوم اللاعب الأسود برعونة ليخسر اللاعب الأسود الفيل ثم الوزير ثم يليه الفيل الثاني والطابيتين، وهكذا يكتشف اللاعب الأبيض أنه على وشك الفوز بالبطولة عندما ينظر إلى دفاعاته المحكمة التي تحيط بملكه والى القطع القليلة المتبقية للاعب الأسود، ثم في النهاية يقوم اللاعب الأسود بنقل القطعة الأخيرة المتبقية لديه وهي الحصان هاتفا (كش ملك) ليكتشف اللاعب الأبيض في النهاية أن دفاعاته التي حافظ عليها هي نفسها التي قيدت حركة ملكه وبالتالي قتلته...
عندما انقشع غبار الثورة وهمدت قليلا هتافات جمهور التحرير المنتصر، كان يمكن القول أن مصر تنهض من جديد كالعنقاء من تحت رمادها هادمة كل الأساطير التي قيلت عن الشعب المصري الذي قالت عنه وكالة البي بي سي أنه يثور أبو الهول أولا ثم يثور الشعب المصري.... بعدها نشأت الأحزاب بأعداد غريبة جدا وكأن كل واحد "فاضي" في مصر هذه الأيام لا يجد ما يشغله يقوم بإنشاء حزب جديد هذا غير الأحزاب القانونية التي كانت مجمدة النشاط بسبب النزاع على رئاستها مثل حزب العمل وحزب مصر الفتاة وحزب العدالة الاجتماعية وحزب الشعب الديمقراطي إضافة إلى الأوجه الجديدة التي ظهرت على الساحة منها، على سبيل المثال وليس الحصر، حزب الحرية والعدالة، حزب الوسط المصري، حزب النور، حزب الفضيلة، حزب العدل، حزب الكرامة وحزب الإصلاح والتنمية الذي يرأسه محمد أنور عصمت السادات، وبغض النظر عن اتجاهات هذه الأحزاب يمكن القول دون خطأ كبير أن عددا كبيرا منها، إن لم يكن كلها، تحاول بالفعل التقدم بهذه البلد العجوز ولكن كما يقولون "كل شيخ وله طريقة".
ومع دعاية كل حزب لنفسه يظهر لك المصري الأصيل حقا... كل حزب يتهم الآخر بالعمالة هكذا "عيني عينك" وكأن البلد فجأة صارت كلها جواسيس ولا يوجد بها شريف واحد سوى الحزب الفلاني وكأن الأمر لا يتعلق بمصلحة بلد له ثقل مصر، بل بمشاجرة في الحارة بين "أم آية" و "أم ولاء" وكل واحدة تكيد للأخرى بضربات غبية غير مسئولة، ولم يحاول أي حزب تقديم أي شيء للمجتمع المصري المنهك سوى برامج دعائية وشعارات براقة اعتدنا دائما أنها لا تساوي أكثر من الورق أو اللافتات التي تكتب عليها.
يمكنك أن تنتقل من هنا إلى مرشحي الرئاسة الأعزاء... عندما يظهر الشيخ "الجليل" حازم أبو إسماعيل في
هذا الفيديو مصرحا ببجاحة غريبة يا أخي أن الوقاية الوحيدة لرقاب من قاموا بالثورة هو أن ينجح في انتخابات الرئاسة ... ليه يا عم الشيخ؟ لأنه الحاكم العادل الوحيد بين مرشحي الرئاسة وهو الأمر الذي يتضمن اتهاما ضمنيا لكل مرشحي الرئاسة الآخرين ولست أدري لماذا أتذكر الآن أبو بكر الصديق (بجلالة قدره) عندما تولى الخلافة قال للمسلمين (لقد وليت عليكم ولست بخيركم).... هذا طبعا ما لا يراه الأخ أبو إسماعيل.

من جديد يظهر لك الأخ العبقري توفيق عكاشة متهما البرادعي بالعمالة من جديد ومتهما إياه بما يطلق عليه "الغباء السياسي"، وبغض النظر عن الفارق المرعب بين الطرفين لكن هذا يدلك على الحالة التي وصلنا إليها فعلا رغم أن العقل في كل الأوقات يقضي بطرح الخلافات – حتى ولو كانت عقائدية – بين الجميع في ظل الأزمة التي تتراجع بالبلاد كل يوم ألف خطوة للوراء ومن جديد تظهر لك تيمة "أم آية" و "أم ولاء" وربما تظهر لك "أم كوثر" أخرى لتحدثك عن تزغيط البط يا عم توفيق.
انتقل هنا من فضلك لحالة الشعب المصري المتفاقمة كل يوم... أنصار الرئيس المخلوع يتراشقون بالحجارة مع أسر شهداء الثورة وكل فريق يتم الآخر بالعمالة من جديد... هل تقول لي أن هذا هو الشعب المصري العظيم الذي يظهر معدنه الأصيل في الأزمات؟ لا وحياتك... تعال نلق نظرة على الشارع المصري وحاول أن تحصي عدد مخالفات المرور في شارعك... هل سمعت عن أحد أحداث الانفلات الأمني؟ طبقا للايكونوميست يقول المقال بالحرف الواحد: "ووفقا لإحصائيات مصلحة الأمن العام التابعة لوزارة الداخلية في شهر فبراير ومارس الماضيين ارتفعت معدلات الجريمة بنسبة 200 % بالإضافة إلى 973 جريمة سرقة تحت الإكراه لمحلات تجارية" ثم تقول "هذا وقد بلغت معدلات الجريمة 300 % في شهر ابريل مقارنة بالشهر نفسه في عام 2010"
حسنا... تعال نجرب أن ننتقل بالكاميرا إلى الوضع الاجتماعي والتعليمي في مصر وحاول أن تفهم قرار الحكومة بتأجيل الدراسة بالجامعات حتى 1 أكتوبر القادم لتدرك أن الحكومة عاجزة بالفعل عن تدارك الوضع وتحقيق أدنى معدلات الأمان بين الشارع والطلبة بل بين الطلاب أنفسهم حتى أنك لتجد السؤال الرهيب يطرح نفسه عليك دون تأخير "ما الذي تفعله الحكومة المصرية بالضبط؟ ما هو دور المجلس العسكري أصلا وأين ذهب مرددو هتافات الجيش والشعب إيد واحدة؟"
عندما تقدم الإخوان المسلمون في الاستفتاء منادين بمقولة "لا" للتعديلات الدستورية، هل كانوا يعلمون تبعات ذلك؟ هو نص العمى ولا العمى كله يا جدعان؟ وإذا لم يكونوا يعلمون فهذا يدلك بحق على العبقرية السياسية التي نتمتع بها، ومن الغريب بحق أن تجد الجميع قد صاروا كلهم عباقرة في السياسة ولم يعد غبي في الكون سوى الشعب المصري المطحون الذي قتلته حكوماته المتعاقبة والمنافقين من ذوي اللحى والإعلام الكاذب، اللهم إلا من رحم ربي.... تعال معي إلى المستوى السياسي العربي... ما الذي تهدف إليه العروض السعودية والكويتية من محاولة إنقاذ الرئيس السابق أو من محاولات الدفاع عنه؟ عهدنا دائما في عهد الرئيس السابق أن تجد من يتحدث عن كون السادات خائنا بسبب اتفاقية كامب ديفيد وهو رأي له معارضوه ومؤيدوه، وعهدنا دائما أن تجد من يصف الرئيس السابق بـ "الخنزير" الذي لم يكف عن حماية إسرائيل طوال فترة حكمه، فلماذا صار مبارك ملاكا فجأة يسعى البعض لإنقاذه ودفع تعويضات بينما يحاول البعض الآخر الدفاع عنه ورشوة أهالي شهداء الثورة؟
لست أدري لماذا اذكر الآن بيت شعر لمظفر النواب عندما أرى المحامين الكويتيين أو أقرأ عن محاولات السعودية لإنقاذ حسني مبارك من المحاكمة عندما قال:
"أعرف من يرفض حقا...
من لون الغربة في عينيه
من لون الجوع...
وأعرف أمراض التخمة"....
حسنا... هناك سيناريو معقول لهذه الأوضاع ولا أدري لماذا أراه السيناريو الوحيد المنطقي لهذه الأحداث التي تمر بها مصر... سيأتي اليوم الذي تخنقنا في وطنيتنا ومدعي الثورة والأحزاب المتناحرة ليقول لنا اللاعب الأسود في هدوء وهو ينقل حصانه "كش ملك" مات يا مصر... وانتهى الدور الأخضر.
__________________

أي كلام
رد مع اقتباس