رد: توهان فى دنيا النسيان
-3-
واستمر مخلوف طيلة اليوم فى الغباء والعناد والرفس والوقوف المتكرر تعبيرا عن غضبه واحيانا امعانا فى اذلاله
وفى كل مرة يتجاوز توهان عن هذه الافعال من الحمار اللئيم ودخل فى معركة لم يرد ان يخسرها ويستسلم لحمار!
صبر عليه حتى يمل منه الحمار ويتخلى عن هذه الافعال التى لو استمر عليها لانقطعت لقمة العيش وعاد الى التشرد واستجداء اللقمة بعد ان طرده ابوه!
وعندما كادت الشمس ان تغرؤب كان قد جمع بين يديه اكثر من الخمسين جنيها التى جعلها المعلم حدا أدنى لرحلة الشقاء اليومية00
كاد ظهره ان ينقسم وهو يحمل ويفرغ وساقيه لا تحملناه00
كانت اول مرة فى حياته يعمل بهذا الشقاء والبؤس ويعانى هذه المعاناة التى أدمته جسديا ونفسيا وهو يدعو الله ان لا يلتقى بأحد من الزملاء او الاصدقاء ويرونه فى هذا الحال المزرى!
وفى عودته استمر الحمار الملعون فى التكاسل والوقوف المتكرر ولم تعد به صحة لان يجره00
امسك بالعصا وضربه على مؤخرته بعنف وغل تعب اليوم باكمله00
وبحركة بهلوانية قام الحمار بلف جذعة وطار بنصفه الخلفى بمنتهى الرشاقة ليرفس توهان فى صدره ويطيح به فى الهواء كورقة شجر جافة تسقط فى الخريف!
وانتهت المسألة عندما تجمع الناس وعلى ظهر الكارو اقتادوه للمستشفى 00
الغريب ان الحمار اللعين كان يجرى ويرمح كما لم يفعلها من قبل !
وفى المستشفى اكتشفوا اصابته بكسر فى ضلعين!
عاد للمعلم وصدره مجبر يئن من الالم !
كان المعلم فى انتظار والشرر يتطاير من عينيه
قال:
-ايه اللى أخرك ياد؟
-حمارك كسرلى ضلوعى يامعلم
-تستاهل00أكيد ضربته
فين الايراد ياد؟
ألقى له توهان بالنقود فى وجهه وقال:
- فلوسك معاك00وحمارك عندك00وشكرا
-قصدك ايه يا دهول؟
-مفيش شغل تانى 00شطبنا
-ف داهية00فلوسك أهى00مع انك ملكش حاجة عندى 00بس عشان ظروفك00
خد وما أشوفش وشك تانى
انصرف توهان من عنده وهو يتألم ويئن 00لقد رضى باحقر الاعمال 00وقبل السب واللعن وتبعثرت كرامته بعد ان مزق شهادته والقى بها تحت قدميه ولكن لم ترض عنه الدنيا !
ذهب لبيت صديقه نبهان 00وكانت حالته مزريه وعندما رآه صديقه00اندهش لحاله00
تركه ملقى على الفراش وذهب لوالد توهان يخبره بما حدث ويرقق قلب الاب فيه 00
ذهب الرجل ليحضر ابنه وهو يستعوض فيه الله
تتبع
__________________
|