[د0تامر محمد]

احتضار الفكر فى زمن العولمة
---------------------------------
بقلم د0تامر محمد
(ممنوع النشر خارج الموقع)
********************
نعيش فى عصر متابين الآفاق فلم يعد الافق ممتدا امامك فى ذات الاتجاة!
لم يعد الغموض يكتنف ما خلف مرمى البصر ولكن انفتح العالم واصبحت الدول بيوت صغيرة متراصة فى قرية أصغر يعرف ما بشرقها فى الغرب باسرع من ارتداد الصوت صدا !!
وفى عالم اصبح يتيح لك المعلومة جاهزة ومهيّأة للمعرفة او الاكتساب تعلم العقل التكاسل وكادت ملكة البحث والتنقيب والتحليل ان تتلاشى فاعمال العقل اصبح ترفا لدى الكثيرين واصبحت وجهة النظر المستقاة هى اداة الفهم والتعبير وربما التشدد لماهيتها!
فقد العقل الفكر الذى ينمو ليكون الشخصية الخلابة واصبح سطحة مرآة ينعكس عليها الافكار دون الخروج بفكرة محددة او تسيير وتعويد العقل على الابداع والتخيل وربط الافكار والخروج بمولود فيه جديدية وابهار خلاّق نابع من تركيب وبناء متقن لصانع ماهر هو عقل مفكر
بمعنى آخر ستجد فرق بين الصانع المبرمج الذى تلقى صنعته دون زيادة ونفذها كما تعلمها او اكتسبها دون الانطلاق فى رحابة الخلق المبدع
وستجد صانع مبتكر تعود على التجديد وتطويع مهاراته لخلق منتج غير مسبوق يمتاز بالابتكار والعبقرية الفريدة فى التصميم والتى تأتى بعد سلسلة من تطويع هذه المهارات وتجويدها مع التجديد للخروج بهذا
اذن فهناك فرق كبير بين المكتسب وبين المبتكر
وهذه آفة العصر الحديث
آفة الاعتمادية دون الابتكار فى الفكر
وقديما وحتى وقت كبير كان المفكر ذو حظ عظيم ومكانة لاتضاهى والناس تتعلم وتبنى فكر متميز مردود الى عقل واعى يعرف كيف يتألق فى التفكير اما الان فالاعتمادية وتبنى الافكار اصبحت السمة المهيمنه على اغلب العقول واصبحت الفكرة تنتشر كالنار فى الهشيم تنقاد وراءها القطعان وتندفع وقد تقود الى هاوية ومعها تنتشر مقولة من يفكر يتعب
لاننا آثرنا اراحة العقول وفى هذا ما يقتلها
ومع قلة المفكرين وسطحية افكار الجيل التى اكتسبوها مع العولمة المهيمنة بدأت العقول تفقد بريق التميز وتتلاشى وظائفها!
أصبحت عقول مستوردة للافكار التى يختلط فيها المتميز الجيد مع الغث الردىء
ان احتضار الفكر للافراد وفى المجمل شعوبها تؤدى الى هاوية من الضياع والتردى وطمس للمعالم والسمات تؤدى فى النهاية الى الاندثار والاختفاء من على خريطة العالم
اى تصبح فريسة لعولمة لن ترحم ولن ينجومنها الا العقل المفكر المدرك