عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-07-2011, 05:58 AM
الصورة الرمزية دينا نبيل
دينا نبيل دينا نبيل غير متواجد حالياً
التخصص العملى: ليسانس آداب وتربية لغة إنجليزية
هواياتي: القراءة _ الكتاب _ الرسم
 
تاريخ التسجيل: Jun 2011
الموقع: الأسكندرية
المشاركات: 29
دينا نبيل is a jewel in the roughدينا نبيل is a jewel in the roughدينا نبيل is a jewel in the rough
جديد روبابيكيا ...... قصة قصيرة

روبابيكيا

" غدا ... غدا ... إن شاء الله !"
سكت الجميع هنيهة من دهشة .. وتبادلوا النظرات فيما بينهم .. ثم سريعا انفجروا في الضحك
--" أنت ! .... غدا !"
-- " نعم ، وما المانع ؟ ... سأضع إعلانا على الفيس بوك الليلة ... ألن تأتوا معي غدا ؟ "

تعالت الضحكات حتى ذرفت الأعين وصفقت الأكف وأخذ أحدهم يستند إلى صاحبه وآخر يخبط بكفه على جبهته وثالث يلوح بكفه في الهواء ثم يهوي بها على فخذه ... أصبح الضحك مدمعا .. وموجعا ، فقد جاوز حدوده .. هكذا صار مهينا .. جارحا !
جاشت مراجله : -- " أنا ذاهب !"

نهض مسرعا من بينهم يسب " سلسفيل " جدودهم ويلعن اليوم الذي عرفهم فيه ، فتجاذبته الأيدي محاولة إقعاده ... أخذ يخلص ثيابه العالقة في قبضات أيديهم وسط قهقهتهم التي لا تتوقف ونظرات الاستهجان التي ما فتئت تسف ماء وجهه .. وما بين شد وجذب ضعفت القبضات فخرج لا يلوي على شئ تتعقبه نظراتهم المرسلة ملاحقة عبوس وجهه لتستزيد من التهكم والتندر عليه

-- " .... مسكين !!"
ثم سكتوا هنيهة .. وتبادلوا النظرات .. وسريعا ما انفجروا في الضحك مجددا
انطلق نحو بيته تطوى الأرض من تحته وتئن تحت وقع ضرب قدميه
-- " مسكين ! ... ولاد ال ....!!"

وصل بيته الكائن في " العزبة الجديدة " .. كان قد حل الظلام إلا أنه لم يحل دون عادة العزبة في موعدها الليلي من السهر " الصبّاحي " ..فما كان الظلام ليمنع اهل كيف من تحين ساعة حظ لهم فيها نشوة وعربدة ولا أهل سمر من تصيد سقط الكلام والنكات وبناء فحش الروايات .. ولا ان يشق صوت رجولي البيوت المترنحة فيعقب تلاشيه صراخ نسائي ... فيأخذان يتعاقبان بين كرّ وفرّ !

مر بكل هذا ولم يلحظه فهو يسمعه ويراه كل ليلة ويرى ويسمع أضعاف أضعافه كل صباح .. ولكن " للعزبة الجديدة " قوانين للمرور ..
--" مئة مساء ... يا عم عطية !"
لم يلتفت .. ولم ينتبه أصلا أن أحدا يكلمه فقد كان مشغولا عن عالمهم بعالم الإفتراض ناظرا إلى الأرض يفكر في ديباجة لإعلانه على الفيس بوك
-- " يظهر أن الرجل جنَّ !... ما حكايته ؟ ... هل طلبت زوجته الطلاق أخيرا ...فهو ... وهي .... "
ويبدأ التشخيص النفساني من خبراء النفس في " العزبة الجديدة "بدءا من معرفة الداء ثم عمل نشرة بحالته النفسية وكيفية التعامل معه وانتهاء بما يجب عمله لتفادي الوقوع فيما وقع فيه !

-- " لم لا تأكل ، يا عطية ؟! "
قالتها مستغربة ويحق لها ذلك ، فما كانت تضع أمامه الطعام حتى يقبل عليه سفّا وفتّا وتفصيصا وتمصيصا وكأنه أمام شاة وليس صحن فول وبصل وخبز يابس وما ينتهي حتى تبدأ جولة الثلاثة أكواب من الشاي " أبي نعناع "
لكن ما به هذه المرة شارد الذهن تائه العينين ... هو حتى لا ينظر إليها ولا ينكت معها كعادته ...
--" ما لي نفس !"

وانطلق نحو الحاسوب يشغله ... بدأ يفرك جبهته وينظر إلى السقف شاخصا لا يحرك طائرا .. ثم أخذ يطقطق أصابعه وبدأ الكتابة على لوحة المفاتيح :
" أنا عم عطية ... سأمر عليكم غدا مثل كل أسبوع وأجمع منكم الروبابيكيا التي كانت سببا في انهزامنا وسط الشعوب .. غدا قبل صلاة الظهر سأجمعها منكم وأدفنها تحت سفح الجبل الكبير في الصحراء ..." ثم اخذ يضع بعض التفاصيل حول نوعية الروبابكيا المراد بها ....
-- " استعنّا على الشقاء بالله !"

استيقظ باكرا جدا وأسرع نحو حماره يسقيه ويطعمه ما بقي من وجبة الأمس ... ثم جهز عربته وزوادته وانطلق ...

هذه " الإصطباحة " ليست كسابقاتها .. فلأول مرة ينهض جم النشاط ويخرج مسابقا الطيور من أعشاشها كأنه على موعد مع غنيمة لا يعرف مسالكها إلا هو .. لم يدرك ان عمله مهم إلا لتوه فمن غيره لهذه المهمة الجليلة التي لن يتنعم في الخير الحاصل منها أبناء جيله فحسب وإنما أبناء الأجيال اللاحقة ..



......................... ........يتبع ....................زز
رد مع اقتباس