*»المفتش كرومبو*« يكشف أفلام قراصنة التأمين
ش د*. عادل منير ود*. محمد البلقينى وربيع عبد الخالق وعلاء الزهيرى خلال اللقاء الذى نظمهالمعهد المصرى للتأمين
محمود سالم
مؤلفو أفلام الأكشن يقفون عاجزين امام هذه الافلام*!
انها دعوة مجانية لتعلم اصول النصب والغش والاحتيال علي اموال شركات التأمين*.. وفي نفس الوقت دعوة لفك شفرة قراصنة ومافيا الغش*!
صاحب الدعوة هو د*. محمد البلقيني عميد المعهد المصري للتأمين الذي اشعل فتيل التفكير لدي العديد من خبراء التأمين في مصر والعالم خلال لقاء استمر يومين وشارك فيه د.عادل منير رئيس هيئة الرقابة علي التأمين ود.حاتم قابيل استاذ ادارة الاعمال بجامعة المنصورة و»توليفة*« من المخضرمين في هذا القطاع الذي يعاني من ظاهرة قرصنة خطيرة تسبب خسائر بالمليارات وتخرج شركات تأمين كبري من الاسواق*!
تقمص د.علي الكفراوي مدير عام شركة مصر للتأمين والمسئول عن الادارة الطبية بها دور المفتش كرومبو طارحا نماذج صارخة من حالات الغش في التأمين بمصر*!
اما جورج اومين المدير التنفيذي لمركز دبي الدولي للتأمين فقد كان طلبه الاول ان يزور* »مشرحة*« ويري الجثث التي تمتليء بها*!
سيناريوهات القرصنة
وقبل الخوض في سيناريوهات هذه القرصنة الامر يحتم الاشارة لكلام د.عادل منير الذي اخبرنا بانه تم انشاء ادارة خاصة لمكافحة حالات الغش في التأمين داخل الهيئة التي يرأسها وهي هيئة الرقابة علي التأمين وذلك في اطار عملية اعادة هيكلة للهيئة*. وهو هنا يشير إلي ان الظاهرة ـ وان كانت ليست جديدة ـ فإنها بلاشك خطيرة لدرجة ان *٠٣٪* من شركات التأمين الامريكية علي سبيل المثال خرجت من السوق نتيجة عمليات الغش خلال السنوات الثلاثين الماضية*.
وببساطة شديدة يشير جورج اومين إلي ان الغش في التأمين ينشأ عندما يحاول المؤمن عليهم الحصول علي تعويض لا يستحقونه أو يبالغون في هذه المطالبات أو تقديم تقارير خاطئة عن اوضاعهم الصحية قبل التوقيع علي وثيقة التأمين*. والاخطر من هذا وذاك تلك الحالات التي يلجأ فيها البعض إلي تعمد حرق سياراتهم أو مصانعهم للحصول علي تعويضات بالتدليس*!
جورج يبشرنا بانه من المستحيل القضاء علي الغش في التأمين لكنه يري امكانية تقليل حجمه بالتعرف* علي اساليب الغش التي برع مرتكبوها في اختراع العديد من الحيل للكسب* غير المشروع لدرجة ان البعض في الهند يلقون بالركاب من القطارات للحصول علي تعويضات من وثائق تأمين اكتتبوا فيها*! اما الكارثة الكبري فهي تلك الخاصة بفقراء الهنود الذين يلقون بأنفسهم ـ انتحارا من القطارات ـ حتي يحصل ورثتهم علي هذه التعويضات*!
وهنا يشير جورج اومين إلي انه عندما كان بالهند في زيارة عمل طلب زيارة* »مشرحة*« ورؤية جثث الموتي اصحاب الوثائق*.. وقتها ذهل زملاؤه في الشركة وقالوا انه مجنون*! لكنه صمم علي رأيه وكان يرغب في التعرف علي اساليب كشف حالات الموت للتأكد من كونها طبيعية ام* غير ذلك حتي يتم صرف التعويضات علي اساس سليم بعد التعرف علي حقيقة الجثث بالمشرحة وهل هم فعلا الذين ماتوا ام اخرون*!
ماڤيا منظمة
باختصار يريد جورج القول ان هناك مافيا خطيرة تمارس هذه الاساليب القذرة بالتواطؤ مع بعض المسئولين في الشركات ووسطاء اشد قذارة وهو ما يؤدي إلي خسائر بالمليارات*.
وماذا عن الوضع في مصر؟
سؤال اجاب عنه د.علي الكفراوي مشيرا إلي انه لا توجد احصائية دقيقة عن الغش في التأمين علي الحياة علي مستوي الجمهورية ولذلك فانه من الصعب التعرف علي حجم الخطر المتوقع حدوثه وتأثيره علي شركات التأمين*.. ورغم ذلك فالمؤكد هناك حالات* غش* .
ميت علي قيد الحياة*!
وعلي سبيل المثال ـ لا الحصر ـ* تلك عينة يطرحها مدير عام الشئون الطبية بشركة مصر للتأمين د.علي الكفراوي*.
*< وثيقة تأمين بـ *٥ ملايين جنيه باسم احد العملاء وعمره *٠٥ سنة قامت شركة التأمين باجراء الكشف الطبي عليه من رسم قلب وفحوصات وتحاليل وغيرها*. وبعد عامين تقدم الورثة بشهادة وفاة للعميل لصرف التأمين ولكن عند فحص الشهادة حدث اشتباه فيها وبالفعل اثبتت التحريات ان شهادة الوفاة لا يوجد لها اصل وان العميل مازال علي قيد الحياة*!
*< وثيقة اخري صادرة بالولايات المتحدة لعميلة أجنبية عمرها *٠٦ سنة*.. والوثيقة قيمتها *٢ مليون دولار*.. وقدم الورثة شهادة تثبت ان الوفاة نتيجة هبوط بالدورة الدموية وحدث الموت بمستشفي خاص بالقاهرة*.. ولكن الشركة ارسلت محاميا للتأكد من الحقيقة حيث ثبت عدم وجود سجلات تشير إلي دخول المريضة لهذا المستشفي وانما هناك زيارة منزلية لشقة كانت بها مريضة فلسطينية في ذات اليوم*. وقد انكر* المستشفي صدور شهادة وفاة عنه*!
الطريف ان تصريح الدفن الذي استخدمه الورثة كان صادرا من محافظة بورسعيد ولكن بعد حصر تصاريح الدفن في ذلك اليوم لم يتم العثور علي اي تسجيل أو تصريح دفن للمرحومة*!
زي الفل*!
*< حالة* غش اخري عبارة عن وثيقة تأمين بـ *٥٧ الف جنيه اقر صاحبها انه* »زي الفل*« ولا يعاني من اي امراض حدث ذلك في يناير *٨٠٠٢ لكن صاحب الوثيقة توفي بعد *٨ شهور فقط لتكشف التحريات كذبه وتحصل شركة التأمين علي تقرير من احد المستشفيات يقول ان العميل كان يعاني من ورم سرطاني بالكبد والقولون والقنوات المرارية مع ارتفاع نسبة الصفراء بالدم*!
*< حالة اخري توفيت صاحبتها بعد *٣١ يوما فقط من بدء التأمين*.. وقد كشفت التحريات ان المرحومة كانت تمت بصلة قرابة بموظف بشركة التأمين التي اصدرت الوثيقة*! واتضح انها كانت تعاني من امراض القلب والكبد بعكس ما كانت تقوله نتيجة الكشف الطبي*!
*< وثيقة اخري حصل عليها صاحب ورشة احذية قدم الورثة شهادة وفاة بسبب هبوط احتقاني بالقلب مع ارتجاع بالاورطي*. ولكن التحريات اثبتت ان العميل كان يعاني من شلل اطفال بطرفيه السفليين ولا يستطيع الحركة بمفرده وكان يعاني من ارتجاع شديد بالصمام الاورطي*! وهو ما يؤكد ان العميل أخفي هذه المعلومات عن شركة التأمين بالتواطؤ مع موظف بالشركة*!
*<< نصب في نصب من جانب عملاء شركات التأمين اتجه مؤتمر المعهد المصري للتأمين إلي التركيز عليها في محاولة لتعريف مسئولي شركات التأمين بألاعيبهم حتي لا يقعوا فيها مرة اخري لا هم ولا موظفو الشركات*..ربما*!!
من اخبار اليوم