لم يدر بخلد الرئيس السابق حسني مبارك قبل أقل من أربعة شهور من الان أنه سيحتفل بعيد ميلاده الثالث والثمانين الذي مر بالأمس بينما هو محتجز حاليًا داخل مستشفى شرم الشيخ ويتم التحقيق معه بتهمة التحريض على قتل المتظاهرين والتورط في الفساد، في أعقاب الإطاحة به على نحو غير متوقع من في 11 فبراير تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية.

وقال سليم سويلم حميد، المنسق العام لجمعيات حقوق الإنسان بسيناء، إن أحدًا لم يتخيل أن يحين عيد ميلاد مبارك هذا العام وهو محبوس على ذمة التحقيقات لمستشفى شرم الشيخ ونجليه علاء وجمال مبارك محبوسين بسجن طرة.

ويرى أن محاكمة مبارك هي "أجمل هدية" يمكن أن تقدم إليه في عيد ميلاده، نظير ما اقترفت يداه خلال سنوات حكمه، وبعد أن استشرى الفساد في أوصال مؤسسات الدولة، وامتد من قصر الرئاسة إلى الوزراء والمحليات، واستبيحت مصر في عهده لحكم مجموعة من الفاسدين.

وعلمت "المصريون"، أن مبارك الذي كان عيد ميلاده مناسبة يحتفل بها الإعلام كان يعاني من حالة نفسية سيئة، حيث لم يزره أحد غير زوجته سوزان مبارك ولم يكن هناك اهتمام إعلامي كما جرت العادة طوال سنواته الثلاثين من وجوده بالحكم، وحيث كان التليفزون الحكومي يذيع في مثل هذا اليوم فيلمي "عنترة" و"الناصر صلاح الدين".

وبادر عدد من العاملين بمستشفى شرم الشيخ إلى تقديم الورد لمبارك احتفالاً بعيد ميلاده ولمحاولة إخراجه من حالته النفسية، قائلين، إنه "رغم ظلمه لنا طوال 30 عاما، لكن هو إنسان في المقام الأول وإدخال السرور على مريض مطلوب طبيا وإنسانيا".

كما قرر عدد من أنصار الرئيس السابق التظاهر أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون بماسبيرو للاحتفال بعيد ميلاد مبارك والمطالبة بعدم محاكمته، باعتباره رمزًا وطنيًا قدم لمصر الكثير سواء أثناء وجوده بالحكم أو خلال عمله بالقوات المسلحة، ودعوا إلى تنظيم مظاهرة مليونية.

في سياق متصل، صرح الدكتور عاصم محمود عزام رئيس الفريق الطبي المشرف على متابعة حالة مبارك بمستشفى شرم الشيخ، أن حالة الرئيس السابق مستقرة وأنه في تحسن ملحوظ والحالة النفسية أفضل، وذلك لعدم تأثره وتفاعله مع الأحداث الجارية وعلمه بها، فهو لا يقرأ الصحف نهائيا، واستنكر الأخبار غير الدقيقة التي تنشر عن مبارك بوسائل الإعلام المختلفة.

وأضاف أن مبارك عند وقوفه على قدميه يشعر بالدوار وبدوخة، لكنه عند سؤاله حول ما إذا كانت حالة مبارك الصحية تسمح بنقله لأي مستشفى عسكري، أجاب بأن هذه المسألة لا يستطيع أن يقول فيها كلمة، وتابع: أنا طبيب معالج ولم يأخذ رأيي في هذا الشأن وهناك جهات أخرى منوط بها اتخاذ هذا القرار.
منقول