[الدملاوي]

ذكرت مصادر قضائية أن التحقيقات التي أجريت مع جمال وعلاء مبارك في سجن مزرعة طرة، أمس الأول (الأحد)، واستغرقت نحو ٣ ساعات بتهمتي استغلال النفوذ وإسناد أعمال بالأمر المباشر لشركات أجنبية، انتهت بأمر النيابة باستمرار حبسهما على ذمة التحقيقات.

وقد تمّت التحقيقات -التي أوردتها جريدة المصري اليوم- في غرفة مأمور السجن، واستُدعي جمال أولاً وبدا شاحباً، وسألته النيابة عن وظيفته، فأجاب أنه كان أمين السياسات في الحزب الوطني، ولديه أعمال خاصة وشراكات مع رجال أعمال مصريين في مجالات الاستثمار العقاري والبورصة والتصدير والاستيراد والحاويات، وأنه بدأ بأسهم قليلة واستغل أرباحه في زيادة مساهماته، وأضاف أنه كانت له أسهم في شركة بقبرص وتركها في ٢٠٠٢ ليستثمر أمواله في مصر، وحاجته إلى مال للإنفاق على جمعية جيل المستقبل.

ونفى جمال تهمة إسناد مشروعات حكومية لشركات أجنبية بالأمر المباشر، وقال إن الوزراء موجودون في السجن على بُعد أمتار ويمكن استجوابهم، وأضاف: "أتحدى من يقول إنني طلبت منه شيئاً".

وسألت النيابة علاء مبارك عما إذا كان استغل نفوذه للحصول على منافع خاصة، فأجاب بأنه لم يستغل يوماً سلطات أبيه، وأن الجميع يشهد بأنه لم يكن على صلة بأبيه أو سياساته، ولم يكن مهتماً بالشأن العام، بل كان يركّز فقط في عمله وأسرته، واتهمته النيابة باستغلال نفوذه والحصول على أموال من بعض رجال الأعمال لاستثمارها في شركة إيطالية على أن يردّ إليهم الأموال بعد سنوات دون فوائد، مقابل مساعدتهم في التقرب من الوزراء.

في سياق آخر، تلقى المستشار عاصم الجوهري -مساعد وزير العدل لشئون الكسب غير المشروع- تقارير من الرقابة الإدارية تفيد بتضخم ثروات مبارك وعائلته بطريقة غير مشروعة، وامتلاكهم ٢٧ حساباً بنكياً تحتوي على مليارات الجنيهات.

كما تلقى جهاز الكسب غير المشروع إخطاراً رسمياً، أمس، من الاتحاد الأوروبي بتجميد حسابات رشيد محمد رشيد وصفوت الشريف وزكريا عزمي وأحمد فتحي سرور وأحمد المغربي وأمين أباظة وفاروق حسني.

وواجه محقق جهاز الكسب غير المشروع أنس الفقي -وزير الإعلام السابق- بتقارير وحدة غسل الأموال وهيئة الرقابة الإدارية عن وقائع فساد في اتحاد الإذاعة والتليفزيون، كما واجهه بدخله الذي لا يتناسب مع راتبه كوزير، وأقر الفقي بامتلاكه حساباً بنكياً في سويسرا بـ٢ مليون دولار، إلا أن المحقق قرر إعادته إلى محبسه في سجن مزرعة طرة.

وأمر المستشار عاصم الجوهري باستدعاء سامي مهران -أمين عام مجلس الشعب السابق- بعد غد (الخميس)، لسماع أقواله في بلاغات تتهمه بتحقيق كسب غير مشروع، كما أرجأ التحقيق مع مفيد شهاب إلى جلسة ٢ مايو، ويستمع محققو هيئة الفحص والتحقيق اليوم إلى أقوال عائشة عبد الهادي وحاتم الجبلي، كما بدأت الهيئة مناقشة ضباط الرقابة الإدارية حول ثروات أحمد المغربي وأمين أباظة وفاروق حسني ورشيد محمد رشيد.

وقالت مصادر أمنية إن سوزان ثابت أحضرت لزوجها حسني مبارك ٣ حقائب، مساء أمس الأول، رجّحت أن تكون مليئة بملابس، تحسباً لنقله إلى مستشفى عسكري بالقاهرة. وأضافت أن سوزان وخديجة الجمال وهايدي راسخ، زوجتي جمال وعلاء مبارك، قضين ليلة أمس الأول بصحبة مبارك في مستشفى شرم الشيخ الدولي.

وأكدت مصادر طبية تحسن الحالة الصحية والنفسية لمبارك، وأنه للمرة الأولى منذ دخول المستشفى تريّض صباح أمس لمدة ٥ دقائق، وكانت ترافقه هايدي راسخ، وأضافت أنه امتنع عن قراءة الصحف، وطلب من أفراد أسرته عدم إحضارها مجدداً.


يُذكر أن النائب العام قد أمر بالتحقيق مع الرئيس السابق محمد حسني مبارك ونجليه علاء وجمال الأسبوع الماضي، حيث قضى بعدها بحبس كل منهم 15 يوماً على ذمة التحقيق ورحل علاء وجمال إلى سجن طره، بينما بقي مبارك الأب تحت التحفظ بمستشفى شرم الشيخ.