رد: حكايه صديقى والسياره الملعونه-2 روايه رعب واثاره وتشويق
-26-
ونحن مازلنا نجلس على الجسر نسترجع الذكريات 00كان قارب صغير يمر امامنا به رجل عجوز حفر الزمن أخاديد على وجهه لكن كان ينطق بالبشر والسعاده الهادئه وجه جميل ومشرق فيه عبق الماضى يدفع اى فنان لرسمه او نحته!
اشار الينا بالتحيه فرددناها00
توقف امامنا وهو يلقى بشبكته 00
تأملت الرجل الصبور وهو يجمع قوة الجسد الضئيل ويسحب شبكته بعتاء وجهد فتخرج منها بضعه سميكات00
حياة تخرج من الماء لتموت وحياة تستمد وقودها من الماء!
كادت الشمس ان تغيب قبل ان يشير لى هشام بالانصراف
قلت:
--نقعد شوية كمان يا هشام
تابعت الرجل وهو يخرج سمكاته ويلقى بالصغيرة منها فى الماءثم يلقى بالشبكه00مرة اخرى00
شىء جميل ان تلقى بها الى المجهول وتنتظر فى ترقب وامل ان تعطيك ما تصبو اليه0
وفى اثناء استغراقى فى التأمل 00
اذ بصوته يقول:
-عاملين ايه ياشباب؟
التفتنا الى مصدر الصوت غير مصدقين00
قبل ان يتبع:
-والله وحشتونى يا ولاد الايه
نظرت اليه فى دهشه وقد خرس لسانى من الفرحة
قمت منتفضا وكذلك هشام00قبل ان يقول:
-أغيب عنكم شويه أرجع آلاقيكم زى ما انتم
التفت الىّ هشام وهو يقول:
-معقول
تقدمت اليه واحتضنته بشدة وفرحة هائله
قال هشام:
-حمد الله على السلامه يا راجل
قلت :
-عرفت مكاننا منين؟
قال:
-رحت لك البيت ما لاقيتك00
الحاجه قالت لى على ها المكان00 بقالى ساعه بدور عليكم واضرب عل المحمول ما يرد
نظرت لهاتفى وكان مغلقا 00قلت:
-حمد الله على سلامتك انت جيت فى وقتك 00بس المرة دى تقعد معانا كتير
-ان شاء الله شهر ها المرة
وأخذنا صديقنا الغالى بسّام وانطلقنا الى بيتنا ونحن نحكى فيما حدث لرشدى ومصيره الذى لم يكن له!
كنا سعداء بزيارته لنا فى مثل هذا التوقيت الحزين
فبسام لم يكن مجرد صديق دراسه ولكنه أخ شقيق بمعنى الكلمه00كان بسيطا فى تصرفاته00جميلا فى افعاله00حميما فى صداقته00 صادقا مع نفسه ومع الآخرين00شخصيه يغمرها البشر فوق حزن دفين00والسعادة تملؤه بالتغريد رغم الألم الصامت!
كان بسام حزينا بعد ان سمع ما حدث لرشدى
قال بسام:
-الوباء اللى ربنا ابللانا بيه فى جسمنا العربى00سرطان بيقتل كل فرحه ويغتال كل عزيز
قال هشام:
-صدقت 00شوف طالنا ازاى وفى مين
قال بسام:
-الله يرحمك يا رشدى 00كنت أجدع انسان وأطيب قلب الواحد عرفه
وسمعت جرس الباب فاستئذنت وذهبت لأفتح الباب
وعندما فتحت الباب 00شعرت بدوار شديد وأخذت الارض تميد بى حتى بدأت اتهاوى 00 وانا أخرج من عالمى الى عالم آخر من الفراغ00
وفقدت الوعى ولم أدر بما حولى!
(تتبع بأذن الله)
__________________
|