[د0تامر محمد]

-21-
ذهبت لرؤيه رشدى الذى انقطع عنا يومين كاملين رافضا الخروج او السهر معنا!
طرقت الباب ففتح لى شقيقه00سررت جدا برؤيته معافى وابتسامه مشرقه تغطى وجهه00
حمدت الله على سلامته وشفاؤه وعودته لمنزلهته عن رشدى فأخبرنى انه ماكث فى غرفته منذ الصباح لم يغادرها!
طرقت الباب فلم يجبنى 00
قتحت الباب ودخلت00
كان جالسا على سجاده الصلاه يتلو فى كتاب الله00شعر بوجودى00 نظر الىّ وانا أجلس على طرف الفراش00ثم اتم قراءته00
نظر الىّ مره أخرى وكأنه يقول لى ما الذى اتى بك
00قلت:
-أخبارك ايه يا رشدى؟
رد باقتضاب:
-الحمد لله
-مالك يابنى؟
ايه اللى جرى؟
-ولا حاجه00حبيت أختلى بنفسى شوية00
حسيت انى مقصر مع ربنا00قلت أرجعله يمكن تتعدل
-مش عوايدك!
-الواحد ساعات بيجيله أوقات بيبقى عايز يراجع نفسه ويشوف هوه ماشى ازاى ورايح فين
-ربنا يهديك00
مش ناوى تخرج معانا الليله
-مش عارف 00لكن يمكن
-مفيش يمكن00انت لازم تخرج معانا الليله
-ربنا يسهل
-انا الحمد لله اطمنت عليك لكن لازم نتجمع الليله
تركته وانا اتعجب من تغير حاله وطبيعته ولهجته!
عندما جاء فى المساء كان على نفس الحاله00ليس هو رشدى الذى نعرفه بمرحه والقاؤه الدنيا خلف ظهره حتى فى اوج ازمته00
كان متجهما جادا فى كل كلماته00لا يضحك بضحكنا ولا يعلق حتى على سخافات هشام!
استوقفتنى عبارته:
-انتو عارفين 00والدى الله يرحمه كان دايما يقولى يا رشدى عيش واضحك يمكن ييجى بكره ماتعرفش تضحك!
قلت:
-حكمه والله00الله يرحمه
قال رشدى:
-امبارح بالليل شفته فى الحلم وكان زعلان قوى
قال هشام:
-اكيد زعلان لزعلك
قال رشدى:
-كان نفسى يكلمنى00لكنه طبب على كتفى ومشى من غير ولا كلمه
قلت:
-هوه كده بيقولك أجمد يا بطل
-كان حزين يا أجمد وعينيه مدمعه
صمت رشدى وشرد00فاحترمنا صمته
قلت:
-انا ح أتصل بالدكتور أحاول أعرف منه تفاصيل عن حكايه حسن
قال رشدى:
-متشغلش بالك00الظاهر انها قفلت على كده
قال هشام:
-ايه يابنى اليأس ده؟
-أنا سلمت أمرى لله
هشام:
-ونعم بالله بس اللى اسمه حسن ده مش لازم نسيبه
قلت:
-هوه وعادل سبب كل اللى احنا فيه00قدام عينينا ومش عارفين نمسكهم00
بس أكيد فيه طريقه
قال رشدى:
-انا نازل السوق بكره يمكن أبيع العربيه
قال هشام:
-نروح معاك
-لا00 ح أروح لوحدى
-نروح معاك بكرة اجازه
-لا00الصراحه بتشائم منكم وحاسس انكم نحسنى

وضحكنا 00واخيرا عاد الينا رشدى الذى نعرفه
وافترقنا على موعد الغد فى المساء بعد عودة رشدى من سفره