[فادى]

من قال ان ايران و أمريكا أعداء, هذا الظاهر, انما الباطن شىء أخر,
من ساعد أمريكا فى غزو العراق؟! من دعم الحكومة العراقية الشيعية التى جاءت على أسنة الرماح الأمريكية؟! ايران احتضنت قائدى العراق الحاليين.
أنا اعرف أن القيادة السياسية الامريكية ساذجة الى حد كبير فى معظم الأحيان, لكن هل وصلت بهم السذاجة الى تدمير القوة القومية العلمانية فى العراق و التى كانت تقف بوجه التطرف الشيعى فى ايران؟! و تدمير القوة السنية فى أفغانستان؟!
لو كان واحد ايرانى على رأس السلطة فى الولايات المتحدة, ما كان فعل أكثر ما فعلته الولايات المتحدة لايران.
ايران دولة تحلم باعادة مجدها الفارسى القديم, بينهم و بين العرب أحقاد قديمة, فمنذ أن فتح العرب بلاد الفرس, و هم يتوقون للانتقام و السيطرة على العرب.
هناك تحالف صهيو أمريكى صفوى على العرب, فايران تقوم بتدمير الدول العربية من الداخل, فهى تتلاعب بالشيعة فى دول الخليج, و تدعم الحركات المتطرفة فى فلسطين, و تقوم بقلب لبنان رأسا على عقب بواسطة حزب الله, و تدعم التطرف فى مصر و تسيطر على السودان لمحاصرة مصر, و تشترى سوريا الدولة التى باعت الجولان لاسرائيل.
كل ذلك بالترافق مع الجعجعة ليلا نهارا ضد امريكا لتغطية التعاون الذى يتم فى الباطن.
بينما تحقق لاسرائيل كل ما تريده, فقد انتهت الدولة الفلسطينية تماما, و أمريكا أصبحت تسيطر على معظم منابع النفط فى الخليج, و لولا الدور الايرانى لما استطاعت الولايات المتحدة ان تتحكم فى دول الخليج بهذا الشكل.
فى المقابل فان مصر تقوم بادارة اللعبة بطريقة السياسة القذرة, فهى توهم أمريكا أنها حليف وفى, و تقوم الولايات المتحدة بدعم مصر اقتصاديا و عسكريا, لكنها سرعان ما تتخلى عنها فى المواقف الصعبة, فلم تستجب مصر مثلا لطلبات الأمريكيين فى دعم الحرب على أفغانستان, و تحجج الرئيس مبارك بأنه لا يستطيع ارسال الجيش الى الخارج دون موافقة البرلمان, كما تركتها فى العراق, و وقفت مع عرفات عندما رفض اتفاقية كامب ديفيد الثانية, و كانت داعما له.
لذا فان السفير الأمريكى السابق فى مصر, قال فى محاضرة له ان مصر خدعت الولايات المتحدة, مصر أخذت كل شىء من الولايات المتحدة, و لكنها لم تعطى شىء فى المقابل.
مصر تلعب دور الدولة الفقيرة الماكرة, فهى لا يهمها شىء من كل هذا سوى تحصيل ما تستطيعه من مكاسب اقتصادية من الولايات المتحدة, لكنها سرعان ما تتخلى عنها فى الاوقات الصعبة, و تعمل مصر على قضيتين شديدى الأهمية بالنسبة لها, الأول هو حماية اتفاقية حوض النيل, و تقوم بذلك اما عبر تهديد الدول الواقعة فى حوض النيل, أو عبر مساعدتها ماليا فى اقامة مشروعات تنموية, و لحد الأن هذه السياسة ناجحة, فقد نجح التهديد بالتدخل العسكرى فى غينيا بايقاف مشروع السد هناك, بعد أن هدد وزير الحربية لديهم بالاستقالة لأنه لا يستطيع مواجهة الجيش المصرى.
المهمة الثانية هى مقاومة النفوذ الايرانى فى المنطقة, و كشف مخطات حزب الله فى مصر هى جزء مهم من هذه العملية, و هى كشف يجب أن نهنىء عليه اجهزة الامن المصرية.
فى النهاية فان السياسة ليست أبيض و اسود كما يتصور معظم الناس, فليس هناك أسود (أشرار) هم امريكا و اسرائيل, و أبيض (ايران و حزب الله), بل انها الوان متعددة و مصالح متشابكة و "ملعبكة", و فك طلاسمها صعب و يعتمد على التخيل و الاستنباط أكثر من التأثر بالخطب الحماسية و المشاعر الانسانية.