كان في مشاهد كثيرة رائعة
كان البنات بينقلوا المياة والطوب للصفوف الامامية دون خوف وبشجاعة
تم عمل مستشفي ميداني سريع ومنظم عند المتحف
ناس بتكسر البلاط وناس بتنقل البلاط المكسر للشباب في الصفوف الامامية
شباب بيخطط ازاي يكسب ارض ويجيب من اين متاريس ويتعاونوا ازاي علي وضعها لحماية الميدان
شباب استخدموا اليات القوات المسلحة المنسحبة من عربيات وغيره لجعلها متاريس لحماية الميدان كانوا بيزقوا العربيات العسكرية لجعلها متاريس
شباب بيلبس كفن يكتب عليه اسمه ويدخل للدفاع عن الميدان
وانا حصلي موقف غاية في الغرابة ولن انساه ما حييت
مع كثرة الاصابات وخصوصا مع صعود البلطجية الي سطح احد العمارات وقذف المولتوف والطوب علينا بشكل مكثف
قام احد الشباب كان يلبس خوذه اعطاها لي واعطاني ورقة وقال لي خذ دي
لو متنا خلاص ولو عيشنا رجعلي الخوذة دي في العنوان ده وسابني وجري بيحاول يطلع يسيطر علي العمارة اللي فيها البلطجية وقدرهو ومجموعة تانية انهم يقلبوا الموقف ويسيطروا علي العمارة ويغيروا الموقف تماما
وانا الحمد لله رجعت الخوذة لصاحبها وماكنش مكتوب فيها غير عنوانه بس
وللاسف ماكنش موجود علشان اتعرف عليه فسيبتهالوا في البيت
الموقف ده اثر فيا جدا واستعملت الخوذة دي بعد كده وكانت السبب في اصعب موقف اعيشه في الثورة
بعد السيطرة علي العمارة الوضع هدأ تماما والبلطجية هربوا ورحت نمت والناس فضلت صاحية وبتحرس المداخل كلها
كان الساعة 12.30 لما نمت والساعة اتنين سمعنا خبط وكله يصحي البلطجية رجعوا تاني
رحت واخذ الخوذة وكان بي بعض الاصابات وقلت توكلنا علي الله
لقيت اعداد البلطجية اقل ولكن مجهزة بالمولوتوف
قعدوا يحدفو المولتوف ويتحصنوا ويقربوا مننا ويصيبوا تاني ناس مننا
الموضوع ده خذ ساعتين في محاولة صدهم
واخيرا مجموعة مننا قررت انها تعمل هجوم كاسح لمنعهم من الاقتراب
وبما اني معايا الخوذة كان لازم اكون منهم فخرج تقريبا عشرين شاب في هجوم منظم وفعلا كان معانا ناس ملهاش حل
عارفين الافلام الصيني والناس اللي بتطير في الهواء والله ناس طارت في الهواء وهدت حصونهم وخليناهم يجروا زي الفيران
وبدأنا نطلب من الناس انها تطلع بالسواتر ونخلص الموضوع وفي اللحظة دي اصيبت بطوبه في رجلي من بلطجية من فوق الكوبري قعدت ولسه هاداوي جرح في رجلي لقيت بعض الشباب حاول يخلص الموضوع ويطلع للي فوق الكوبري من البلطجية وكانت لحظة هي الاسوء في حياتي ضرب نار فوق الكوبري وعلينا تحت الكوبري نار حي لم اتعرض له طوال ايام الثورة وبدأ سقوط اعز الشباب واغلي الشباب علي قلبي شباب زي الورد شباب قمة في الشجاعة
اعداد لم استطع عدها ولا رفعها طلقات مباشرة في الراس والصدر موت مباشر لناس حبايبك قدامك والرصاص الحي حواليك من كل مكان والصراخ لطلب الاسعاف يعلوا بشكل هيستيري منظر بشع لا يمكن وصفه
ولا استطيع ان افعل شيئا بقدم يداويها المسعفين مما بها من دماء
لحظة انكسار لما تحدث معي طوال الايام لحظات لم اقم بشئ فيها سوي البكاء
بعد هذه الاحداث طلع الفجر فجر اليوم وفجر الحرية بدماء هؤلاء الشهداء
رحمهم الله وندعوا الله ان يلحقنا بهم علي الايمان
كان الهتاف صباح هذا اليوم هو الشعب يريد اعدام السفاح والشعب يريد محاكمة السفاح
كان هذا باختصار شديد ملخص ما حدث يوم الاربعاء الدامي
اطول واصعب ايام الثورة
وساكمل معكم ان شاء الله