الرد على من يقول العيب في الشعب وإحنا شعب فاسد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
في ناس للأسف مش قليلة بدأت توجه انتقاداتها للشعب، وكأن الفساد في الأصل جاء من الشعب، وكأن الشعب المصري بطبيعته محب للفساد عاشق له، وكأنه هو من أفسد النظام، وغير ذلك من هذا الكلام، وأرد:
الصورة الأولى:
عندما تذهب لوحدة المرور أو أي مصلحة خاصة بالنظام، تجد بعض السمات المميزة:
أولا الشبابيك الغير حيوية والتي لا يزدحم حولها الناس في العادة تجد أكثر من موظف يعمل عليها، وتجدهم في العادة يمضون أوقاتهم فيما لا يفيد من مزاح أو أكل أو شرب أو ما شابه. أما الشباك الحيوي الذي يتدافع عليه الناس عادة لا تجد عليه سوى موظف واحد كسول يأتي دائما متأخرا لتجد أمامه العشرات من الناس، والسؤال هل هناك عجز في الموظفين؟ بالطبع لا فهناك زيادة رهيبة، بل هو اتفاق ضمني بين الموظفين للتضييق على الناس لكي يتسرب إليهم الإحساس بالضيق واليأس فيقدموا الرشوة للموظف الذي بدوه يتقاسمها مع زملائه.
ناهيك عن المعاملة الغير آدمية للناس، فتجد دائما هذه الأماكن قذرة ومتسخة، وفي أوقات الحر لا تجد حتى مروحة رخيصة تعمل على إطفاء نار الناس، وفي العادة لا تجد كرسي واحد لتستريح عليه، فهي خطة شبه منظمة للتضييق على الناس لدفعهم لتقديم الرشوة.
والسؤال: هل لو عاملت الناس بما يستحقونه من آدمية سيقدمون هذه الرشوة؟ بالطبع لا، لو عاملتهم كما تعامل البنوك الخاصة عملاءها، فأعطيتهم أرقاما فور دخولهم من الباب تحدد أدوارهم ، ثم أجلستهم على كرسي محترم يحفظ لهم آدميتهم، وكلفت أكثر من موظف بخدمة الناس، فلن تجد شخصا واحدا يقدم رشوة أن يحاول أن يأخذ دور أخيه.
الصورة الثانية:
التضييق على الناس في رواتبهم بحجة العجز في الميزانية والزيادة السكانية التي عايرنا بها مبارك طوال سنوات حكمه. والسؤال: هل لو أعطيت للموظف ما يوفر له حياة كريمة سيقدم على الرشوة أو السرقة؟ بالطبع لا.
ولا تقول لي: إن الميزانية لا تسمح؛ لأن الميزانية سمحت بسرقة مئات المليارات من مال هذا الشعب المسكين، والشعب أولى بماله.
الصورة الثانية:
هل لو المسئولون شرفاء كان سيقدم البسطاء على الفساد؟
إذا سألت أي موظف بسيط أو حتى الشخص الذي يتهرب من دفع تذكرة المترو: لماذا تأكل هذا الحرام؟ هيرد عليك ببساطة: يعني هي جت علي ، ما كل الكبار بيسرقوا، يعني جت على الجنيه ولا العشرة جنيه بتاعتي، ده الكبار بيسرقوا بالملايين يا عم.
ببساطة في حد يقدر ينكر إن كل الرؤساء والمسئولين والمديرين مدركين تماما للفساد الحاصل بين الموظفين، طبعا عارفين، لكن ساكتين لأن فساد الموظف ليس شيئا بجانب فسادهم هم.
إخواني الكرام:
بلاد الكفر والإلحاد يقل فيها الفساد، ليس لأنهم مؤمنون بأن الله سيحاسبهم، بل لأنهم يعاملون بآدمية وبكرامة وبعدل. فما الداعي أن أسرق أو أفسد ما دامت دولتي توفر لي الحياة الكريمة بالطرق المشروعة.
إن شعب مصر شعب متدين محب لله سبحانه وتعالى، وإذا فتحت له بابا شرعيا مهما كان ضيقا فلن يقدم على باب الحرام ، هذه ثقتي في هذا الشعب، ولن يخيب الله أملي بإذن الله.
|