عرض مشاركة واحدة
  #51  
قديم 25-01-2011, 11:18 PM
cars admire
Guest
 
المشاركات: n/a
افتراضي رد: ورقة بمائة جنيه


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د0تامر محمد مشاهدة المشاركة

ورقة بمائة جنيه
---------------
نزل من الحافلة بصعوبة بالغة وسط زحام شديد فى نهار حارق00 تصبب منه العرق غزيرا وهو يلملم جسده المبعثر ليكمل المسير لبيته 00
دلف فى شارع جانبى دائما ما يتمنى أن يصل لآخره بعدها رحلة قصيرة فى شارع ضيق حتى يصل إلى البناية التى يقطن بها مهدودا !
اثناء سيره كانت عينه تحط على بضاعة البائعين وهو يتحسس جيبه شبه الخاوى سوى من جنيهات معدودة00
تمنى أن يحمل فاكهة لولديه وصوت أحدهم يتردد فى أذنيه 00 فالولد الصغير يشتهى المانجو منذ عدة أيام وعجزه يمنعه !
كيف له أن يشترى حتى كيلو واحد وما معه لا يكفى ؟!
موعد قبض الراتب على بعد ثلاثة أيام لا يدرى كيف سيدبر مأكلها ومشربها !

ضاق صدره هذه المرة كما لم يضق من قبل 00
ربما من تراكم الأيام والسنوات التى إنقضت فى شقاء لم ينّفّض وعذاب لم ينته !
توقف عند أحد البائعين ليسأل عن سعر كيلو المانجو وهو بالأساس يعرفه ولكنه يمنى النفس 00وما بين الرغبة والإحباط قرر الحفاظ على الجنيهات الزهيدة التى فى جيبه والإنصراف00
لكن وسط الزحام على البائع رصدت عينه ورقة من فئة المائة جنيه تسقط من الرجل الذى يجاوره - وهو يخرج النقود من جيبه - عند قدمه !
انحنى ليلتقطها ويده تقبض عليها بقوة 00
عندما إعتدل وزّع عينيه على الناس 00كل منصرف إلى حاله وقد تيّقن أن أحدا لم يره خاصة صاحبها الذى لم يلتفت إليها ولم يشعر بفقدانها00
كيف يلتفت إليها ومعه منها العديد ؟
كأنها لا تعنيه ولن يؤثر فقدانها فى ذرة منه !
وكان قراره فى المضى بها غير آسف على ما سيفعل ولكن تسمرت ساقاه 00جاهد فى جرهما 00وبصعوبة تقدم وهو غير راض عن نفسه 00
يوّد الرجوع ليردها 00
توقف عن المسير مشتت الذهن 00
إذ بالرجل قادم نحوه !
تسمر فى خوف وهو يترقب الرجل الذى مرّ من أمامه ولم يعره إلتفاته 00
وجد نفسه يتبع الرجل من على البعد 00
توقف عند جزار ليحمل لفافة كبيرة ويمضى بها 00
ظل خلفه حتى صعد لبناية وهو يعطى حارسها -الذى إنتفض لمقدمه مرحبا- نقودا
عاد أدراجه 00
حدثته نفسه بالرجوع وإعطاء الورقة لصاحبها لكن حاجته إليها تقهره 00
إعتبرها سلفة يردها عند اليسر فقد عرف مكان الرجل ويمكنه العودة فى وقت لاحق00
مضى وهو يبشر نفسه بإنفراجة ولم يعد إلى بيته إلا وقد تبخرت الورقة !
جلس وسط أسرته الصغيرة يتناولون الطعام وهو يرقب بهجتهم بوليمة قالما تكرر ولطالما إفتقدوها !

تتبع
رد مع اقتباس