عرض مشاركة واحدة
  #451  
قديم 14-01-2011, 11:28 PM
الصورة الرمزية gadix
gadix gadix غير متواجد حالياً
التخصص العملى: مهندس برمجيات
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
الموقع: شارع الهرم
المشاركات: 501
gadix has much to be proud ofgadix has much to be proud ofgadix has much to be proud ofgadix has much to be proud ofgadix has much to be proud ofgadix has much to be proud ofgadix has much to be proud ofgadix has much to be proud ofgadix has much to be proud ofgadix has much to be proud of
افتراضي إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر (الشاعر التونسي ابو القاسم الشابي)



(الشاعرالتونسي ابو القاسم الشابي)

إرادة الحياة - لأبي القاسم الشابي

إذا الشّعْبُيَوْمَاًأرَادَ الْحَيَـاةَ
فَلابُدَّأنْيَسْتَجِيبَ القَـدَر

وَلا بُـدَّلِلَّيـْلِ أنْيَنْجَلِــي
وَلابُدَّللقَيْدِأَنْ يَـنْكَسِـر

وَمَنْلَمْيُعَانِقْهُشَوْقُالْحَيَـاةِ
تَبَخَّـرَفيجَوِّهَـا وَانْدَثَـر

فَوَيْلٌلِمَنْلَمْ تَشُقْـهُ الْحَيَاةُ
مِنْ صَفْعَـةِالعَـدَمالمُنْتَصِر

كَذلِكَقَالَـتْلِـيَالكَائِنَاتُ
وَحَدّثَنـيرُوحُـهَاالمُسْتَتِر

وَدَمدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجَاجِ
وَفَوْقَالجِبَالوَتَحْتَ الشَّجَر

إذَا مَاطَمَحْـتُإلِـىغَـايَةٍ
رَكِبْتُ الْمُنَىوَنَسِيتُ الحَذَر

وَلَمْأَتَجَنَّبْوُعُـورَالشِّعَـابِ
وَلا كُبَّـةَاللَّهَـبِ المُسْتَعِـر

وَمَنْلايُحِبّصُعُودَالجِبَـالِ
يَعِشْأَبَدَالدَّهْرِبَيْنَ الحُفَـر

فَعَجَّتْبِقَلْبِي دِمَاءُ الشَّبَـابِ
وَضَجَّتْبِصَدْرِيرِيَاحٌ أُخَر

وَأَطْرَقْتُ ، أُصْغِي لِقَصْفِالرُّعُودِ
وَعَزْفِالرِّيَاحوَوَقْعِالمَطَـر

وَقَالَتْ لِيَ الأَرْضُ - لَمَّاسَأَلْتُ :
" border="0" alt="" />"أُبَارِكُ في النَّاسِ أَهْلَ الطُّمُوحِ
وَمَنْ يَسْتَلِـذُّ رُكُوبَ الخَطَـر
وأَلْعَنُ مَنْ لا يُمَاشِي الزَّمَـانَ
وَيَقْنَعُ بِالعَيْـشِ عَيْشِ الحَجَر
هُوَ الكَوْنُ حَيٌّ ، يُحِـبُّ الحَيَاةَ
وَيَحْتَقِرُ الْمَيْتَ مَهْمَا كَـبُر
فَلا الأُفْقُ يَحْضُنُ مَيْتَ الطُّيُورِ
وَلا النَّحْلُ يَلْثِمُ مَيْتَ الزَّهَــر
وَلَـوْلا أُمُومَةُ قَلْبِي الرَّؤُوم
لَمَا ضَمَّتِ المَيْتَ تِلْكَ الحُفَـر
فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الحَيَـاةُ
مِنْ لَعْنَةِ العَـدَمِ المُنْتَصِـر!"
وفي لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِي الخَرِيفِ
مُثَقَّلَـةٍ بِالأََسَـى وَالضَّجَـر
سَكِرْتُ بِهَا مِنْ ضِياءِ النُّجُومِ
وَغَنَّيْتُ لِلْحُزْنِ حَتَّى سَكِـر
سَأَلْتُ الدُّجَى: هَلْ تُعِيدُ الْحَيَاةُ
لِمَا أَذْبَلَتْـهُ رَبِيعَ العُمُـر؟
فَلَمْ تَتَكَلَّمْ شِفَـاهُ الظَّلامِ
وَلَمْ تَتَرَنَّـمْ عَذَارَى السَّحَر
وَقَالَ لِيَ الْغَـابُ في رِقَّـةٍ
مُحَبَّبـَةٍ مِثْلَ خَفْـقِ الْوَتَـر
يَجِيءُ الشِّتَاءُ ، شِتَاءُ الضَّبَابِ
شِتَاءُ الثُّلُوجِ ، شِتَاءُ الْمَطَـر
فَيَنْطَفِىء السِّحْرُ ، سِحْرُ الغُصُونِ
وَسِحْرُ الزُّهُورِ وَسِحْرُ الثَّمَر
وَسِحْرُ الْمَسَاءِ الشَّجِيِّ الوَدِيعِ
وَسِحْرُ الْمُرُوجِ الشَّهِيّ العَطِر
وَتَهْوِي الْغُصُونُ وَأَوْرَاقُـهَا
وَأَزْهَـارُ عَهْدٍ حَبِيبٍ نَضِـر
وَتَلْهُو بِهَا الرِّيحُ في كُلِّ وَادٍ
وَيَدْفنُـهَا السَّيْـلُ أنَّى عَـبَر
وَيَفْنَى الجَمِيعُ كَحُلْمٍ بَدِيـعٍ
تَأَلَّـقَ في مُهْجَـةٍ وَانْدَثَـر
وَتَبْقَى البُـذُورُ التي حُمِّلَـتْ
ذَخِيـرَةَ عُمْرٍ جَمِـيلٍ غَـبَر
وَذِكْرَى فُصُول ٍ ، وَرُؤْيَا حَيَاةٍ
وَأَشْبَاح دُنْيَا تَلاشَتْ زُمَـر
مُعَانِقَـةً وَهْيَ تَحْـتَ الضَّبَابِ
وَتَحْتَ الثُّلُوجِ وَتَحْـتَ الْمَدَر
لَطِيفَ الحَيَـاةِ الذي لا يُمَـلُّ
وَقَلْبَ الرَّبِيعِ الشَّذِيِّ الخَضِر
وَحَالِمَـةً بِأَغَـانِـي الطُّيُـورِ
وَعِطْرِ الزُّهُورِ وَطَعْمِ الثَّمَـر
وَمَا هُـوَ إِلاَّ كَخَفْـقِ الجَنَاحِ
حَتَّـى نَمَا شَوْقُـهَا وَانْتَصَـر
فصدّعت الأرض من فوقـها
وأبصرت الكون عذب الصور
وجـاءَ الربيـعُ بأنغامـه
وأحلامـهِ وصِبـاهُ العطِـر
وقبلّـها قبـلاً في الشفـاه
تعيد الشباب الذي قد غبـر
وقالَ لَهَا : قد مُنحـتِ الحياةَ
وخُلّدتِ في نسلكِ الْمُدّخـر
وباركـكِ النـورُ فاستقبـلي
شبابَ الحياةِ وخصبَ العُمر
ومن تعبـدُ النـورَ أحلامـهُ
يباركهُ النـورُ أنّـى ظَهر
إليك الفضاء ، إليك الضيـاء
إليك الثرى الحالِمِ الْمُزْدَهِر
إليك الجمال الذي لا يبيـد
إليك الوجود الرحيب النضر
فميدي كما شئتِ فوق الحقول
بِحلو الثمار وغـض الزهـر
وناجي النسيم وناجي الغيـوم
وناجي النجوم وناجي القمـر
وناجـي الحيـاة وأشواقـها
وفتنـة هذا الوجـود الأغـر
وشف الدجى عن جمال عميقٍ
يشب الخيـال ويذكي الفكر
ومُدَّ عَلَى الْكَوْنِ سِحْرٌ غَرِيبٌ
يُصَـرِّفُهُ سَـاحِـرٌ مُقْـتَدِر
وَضَاءَتْ شُمُوعُ النُّجُومِ الوِضَاء
وَضَاعَ البَخُورُ ، بَخُورُ الزَّهَر
وَرَفْرَفَ رُوحٌ غَرِيبُ الجَمَالِ
بِأَجْنِحَـةٍ مِنْ ضِيَاءِ الْقَمَـر
وَرَنَّ نَشِيدُ الْحَيَاةِ الْمُقَـدَّسِ
في هَيْكَـلٍ حَالِمٍ قَدْ سُـحِر
وَأَعْلَنَ في الْكَوْنِ أَنَّ الطُّمُوحَ
لَهِيبُ الْحَيَـاةِ وَرُوحُ الظَّفَـر
إِذَا طَمَحَتْ لِلْحَيَاةِ النُّفُوسُ
فَلا بُدَّ أَنْ يَسْتَجِيبَ الْقَـدَرْ




منقول

__________________

سبحان الله و الحمد لله و لا اله الا الله و الله اكبر و الحمد لله علي نعمة الاسلام و رضيت بالله ربا و بالاسلام دينا و بمحمد صلي الله عليه و سلم نبيا و رسولا

اكتب ان شاء الله ولا تكتب انشاء , بارك الله فيكم

التعديل الأخير تم بواسطة gadix ; 14-01-2011 الساعة 11:49 PM
رد مع اقتباس