[ahrambc]

(1)


كان تجمعنا يوم الجمعه 14 يناير للتوجه كمجموعه واحده الى المطار حيث وصلنا فى الثامنه مساء و كانت رحلتنا الى المدينه المنوره تقوم فى الساعه 11:30 على مصر للطيران حيث توجهنا لصالة الحجاج و التى هى عباره عن سرادق كسرادق العزاء حيث تجمعنا بانتظار دخولنا للمطار . دخلنا المطار وفى الجوازات نزعنا صفحه من وثيقة السفر المسلمه لنا بدلا عن جواز السفر العادى و قمنا بوزن الأمتعه الشخصيه و دخلنا الى صالة السفر حيث واجهتنا أولى المفآجات و هى تأجيل قيام الطائره لساعتين مبدئيا .

تقبلنا الموضوع بصوره مرحه فليس فى امكاننا أى شيىء و بعد أن تناولنا كوبا من الشاى ثمنه 4.5 جنيه لكوب بلاستيك به باكيت شاى و بضع ملاعق سكر مما يمكن اعتباره نوعا من قطع الطريق على الماره المسالمين تلقيت مكالمه تليفونيه اصابتنى بالذهول : السعوديه تقدم يوم الوقفه من الخميس للأربعاء .

حدث هرج و مرج فى المطار فمعنى ذلك ضغط برنامج الرحله المضغوط أصلا و دربكة فى مواعيد حجز الفنادق و الأتوبيسات و الطيران و كل شىء . المهم استسلمنا للأمر و قلنا : اللى يسرى على الحجاج يسرى علينا و لله الأمر من قبل و من بعد. كان معنى هذا اننا سنختصر يوما من المدينه و سنذهب لمكه بدون أى راحه و ربما لن نقوم بأداء العمره قبل الذهاب لعرفات حيث اننا كنا سنذهب من المدينه لجده بالطائره و منها لمكه و احتمال كبير ان تتغير المواعيد و تتلخبط الدنيا .

بدأت اتوجس خيفه من ان يكون الراجل اللى انا طالع احج له ليس مكتوبا له أن يحج . لكنى كتمت مخاوفى عن رفقائى .

فى الثانيه صباحا اقلعت طائرتنا الى المدينه المنوره التى وصلناها فى الثالثه و النصف أى الرابعه و النصف بتوقيت السعوديه . و بعد انهاء اجراءات الجوازات توجهنا لاستلام الحقائب فوجدنا حصارا حول الحقائب من عمال المطار الذى كانوا يمنعون الركاب من أخذ حقائبهم بانتظار انزال كل الحقائب .

عندما انتهت عملية انزال الحقائب اختلط الحابل بالنابل و بقت هيصه فجميع الركاب يبحثون عن جميع الحقائب و اذا ذكرنا ان الشركه المنظمه سلمت لحجاجها و عددهم 174 حاجا نوعا واحدا من حقائب الهاند باج المتشابهه ندرك حجم الكوميديا فى أن كل واحد عليه أن يبحث عن حقيبته وسط 174 حقيبه متشابهه تماما و لذلك قلت انها كانت هيصه .

كان الراكب الذى يعثر على حقيبته يطلق صيحات النصر و اهازيج الفرح وسط المطار مختلطة بنظرات الحسد و الحقد من بقية الركاب كمن نجح فى فتح القسطنطينيه أو غزو عكا و القدس و بعضنا كان يطلق زغاريد الفرح

بعد ان عثرنا على حقائبنا ببركة دعاء الوالدين توجهنا الى التفتيش الآلى للحقائب و التفتيش الشخصى لنا و عندما انهيناه توجهنا لاستلام الحقائب ففؤجئنا المسئولين يخبرونا بأن الحقائب ذهبت خارج المطار تيسيرا للحجاج

هرولنا للخارج حيث صدمنا بأنهم اعادوا تجميع كل الحقائب فى مكان واحد و أن علينا ان نعيد ما حدث داخل المطار من بحث عن الحقائب و لكن هذه المره فى الظلام .

اصابتنى نوبة ضحك هيستيريه وسط صراخ باقى الركاب .

من الصعب تماما وصف ما حدث لكن يمكن تقريب الصورة بذكر صيحات الحرب عند الهنود الحمر مختلطه بصراخ ضحاياهم من البيض اثناء عمليات سلخ الشعر .

توجهت لمشرف الرحله حيث عرفت ارقام غرفنا فى المدينه و كنا الرجال الثلاثه نقيم فى غرفه واحده و السيدات منا اثنتين تقيمان فى غرفه أخرى مع صديقة لهما . ثم ركبنا الأتوبيسات متوجهين الى الفندق .

مطار المدينه من المطارات الداخليه صغيرة الحجم و اسمه مطار الأمير محمد بن عبد العزيز . و الأمير محمد من الأمراء الذين يحظون بتقدير كبير سواء بين أوساط الأسره المالكه أو أوساط الشعب و ذلك لتنازله عن دوره فى الحكم و ايثاره عدم التمسك بالسلطه و منصب الملك .

دخلنا الفندق و كان موفينبيك و هو فى المنطقه المركزيه مواجها للحرم فى حوالى السادسه صباحا لنفاجىء بأن مواعيد ادخالنا للغرف هى الثانيه ظهرا و معنى هذا ان اعملوا ماشئتم خلال الثمانية ساعات القادمه. كانت هذه الساعات من أصعب الساعات فى الرحله فقد كنت فى اشد حالات الحاجه للنوم و الدش الصباحى و تغيير الملابس التى أصبحت ترابيه اللون بعد أن كانت بيضاء تسر الناظرين. المهم قضيت الوقت بين التسكع حول الفندق و بين النوم على أحد الكراسى فى اللوبى متخذا الوضع القرفصائى .

يتبع