رد: ورقة بمائة جنيه
قام وإرتدى ملابسه 00نزل من بيته لا يدرى لأين يذهب؟
بعد كل هذه السنوات التى مرت تنبّه إلى إفتقاره للأصدقاء 00
وحيدا بلا صحبة ولا رفقة00
ربما ضيق ذات اليد وحاجة المعيشة كانت تمنعه حتى من التفكير فى الجلوس على مقهى فالجنيهات أولاده أولى بها 00
بعد ست عشرة سنة قضاها فى وظيفته الحكومية مثالا للإحترام والإلتزام والشرف آل به الحال إلى ما وصل إليه !
يشعر بإن حياته تغيرت وتسير فى طريق مظلم لا يدرى إلى أين النهاية ؟
نفسه تحدثه بالرجوع إلى دربه ولكنها تعود وتسوق المبررات وتحور العبارات وقد سار فى الطريق ولن يعود بعد أن ذاق من الترف الذى كان يحلم به ومن حق أولاده أن تعيش مثلما يعيش ابناء الناس بسلاسة وبدون معاناة وعقد كما عاش فقيرا ولكنه لم يكن يوما قانعا إلا خلف زيف الشرف الذى يجب أن يحطم ما بقى منه من أغلال00
لم ينس يوم أشرف ولده الصغير على الموت لحاجته إلى جراحة عاجلة ولولا رحمة الله وعطف طبيب أجرى له العملية بأحد المستشفيات الحكومية لكان فقده إلى الأبد !
قادته ساقاه إلى أحد المقاهى التى يرتادها زملاء العمل وقد جالسهم فيها بضع مرة00
وجدهم فى مجلسهم كما هم وكأن الزمن لم يتغير !
رحبوا به بشدة وفى شىء المبالغة الزائدة وكل منهم يفسح له مكانا !
طلبوا له مشروبا وهو يتعجب من حفاوتهم الزائدة وكأنه بالأمس لم يكن غريبا بينهم !
قال أحدهم بخبث:
- ما هى آخر الأخبار يا أستاذ حمدى؟
قال فى تعجب:
- أخبار ماذا ؟
- الترقية يا كبيرنا
إزداد تعجبه:
- ترقية ؟!
لى أنا؟!!
- يا أستاذنا 00نحن سنفرح لك ولن نحسدك
قال بصدق:
- والله ليس عندى علم بهذا !
- عموما مبروك مقدما
تتبع
__________________
|