رد: ورقة بمائة جنيه
جلس وسط أسرته الصغيرة يتناولون الطعام وهو يرقب بهجتهم بوليمة قلّمّا تتكرر ولطالما إفتقدوها !
أمضى ليلته مؤرقا ولكن فى النهاية نام 00وفى يومه التالى شرد بمكتبه المتواضع بأحد المصالح الحكومية وهو يراجع أحواله وحاجته التى لا تنتهى للمال وما يناله منه لا يكاد يكفى نصف الشهر ولا حتى ثلثه مع الزهد الشديد والأولاد تكبر وحاجتهم تزيد !
أصبح اليأس يحلق به من كل جانب بعد أن أعيته الحيل فى أن يحسن دخله وفى المرة الوحيدة التى عمل فيها عملا أضافيا كان زميله الأقدم لصا يحرضه على الإشتراك معه فى سرقة المحل ولكنه أبّى وآثر أن ينسحب قبل أن يتم تقديمه ككبش فداء عند إفتضاح الأمر !
الزملاء من حوله يجنون ما يفوق راتبهم بأضعاف وهو يمتنع حتى لا يقع فى الحرام وإن كانت نفسه بين الحين والآخر تراوده00
وفى جهاده مع نفسه كان يضعف أحيانا ولكنه يرتد لعقله أو الباقى من عقله فى طاحونة لا ترحم الضعفاء00!
بالأمس من شدة الحاجة إغتصب ما لا ليس من حقه 00
جاءت اللحظة الفارقة التى إنهزمت فيها نفسه وقرر أن يصبح مثل الآخرين ينخرط بينهم !
صرخ فى نفسه 0000
من حق الجائع أن يشرق ليعيش وهو جائع يجر ثلاثة من الجوعى خلفه00
ومع دخول أول متردد عليه بالأوراق قام بتخليصها بعدها منحه الرجل ورقة لم ينظر فيها ولم يرفضها كالعادة أو ينهر صاحبها مما جعل الأنظار تتعلق به مشدوهة تلتها إبتسامات الرضا !
تناول الورقة فى هدوء ولامبالاة !
وعند إنتهاء العمل كان جيبه يحوى بضع ورقات تقترب من ثلث راتبه الشهرى !
تتبع
__________________
|