[خالدخليفة]

الأمـم المتـحدة

فى يوم خلصت شغل بالليل وركبت 10 وربع بالليل من اسكندرية وهو قطار اسبانى فاخر يقوم من اسكندرية الى الاقصر
وغالبية ركابه غالبا مايكونون فى حالة نوم او ارهاق او شىء يجعلهم هادئين بلا دوشة او حكايات وهيصة المصريين
وفجأة
قطع الهدوء صوت لهجة خليجى فى القطار
والتـفـتـنـا جميعا فأذا شاب من لهجته واضح انه خليجى واخر من شكله واضح انه آسيوى
الخليجى للاسيوى / أمك و ام الى جابتك انت .......وهات ياشتيمة
الأسيوى بالفصحى / انا مافعلت له شيئا ولا اعرف سر غضبه حتى الأن
لكن الخليجى استمر ولم يقل لماذ ا يشتمه
نازل شتيمة وخلاص لكن الواد خرم علينا كمصريين فى الكلام وقال انتو يامصريين بتيجو عندنا فى الكويت و....و......و.....
وعربة القطار كلها وقف على رجل واحد
وذهبت اليه فأمسكنى احد الركاب وضغط على يدى بقوة وقال /سيبهولى
فتوقفت
بلهجة آمرة وغاضبة / انت ياله تحترم نفسك وتتلم والا هلمك وهرميك من القطر ده
لكن الولد استمر /انت مصرى معفن ولاتسوى
انا هخرب بيت أ..... انت فاكر ايه
واحتدمت المناقشة بينها
وجاء مخبر القطار وهو عمك سيد راجل اعرفه من زمان وخبرة فى مباحث السكة الحديد اكتر من 30 سنة
وطبعا لابد ان يحل الموقف
ولكن فاجأ ته طبيعة الموقف
بطاقة سعادتك
انا ظابط شرطة
وانا كويتى
وانا اوكرانى
وانا ابتسمت
وقعت فى الأمم المتحدة ياعم سيد
ولمحت فى عينى الراجل الحيرة فهو موظف غلبان وقع فى 2 سفاراتهم ممكن يقرفوه وواحد مهنته تقرفه برضه لانه اعلى منه رتبة
لكن استجمع قواه
وسأل / أيه الحكاية
واستمع لهم جميعا وطلع الكويتى غلطان
والمهم طبعا اتحلت بس بعد عناء لان الكويتى كان رافض يعتذر لولا انى شفته بص بعينه للقطار اللى واقف كله ومتحفز
لم يكن واحد جالسا على كرسيه
وفهم انهم ممكن يفترسوه
فاعتذر على مضض
وفى القاهرة
انا / ابسط ياعم سيد كنت النهارده لابس جلابية كوفى عنان (أمين عام الامم المتحدة ايامها)
ضحك وقال / انا عذرته والله اذا كان هنا 3 متخانقين واتحلت بالعافية اومال الدول المتخانقة دى بيحلو فيها ازاى
وضحكنا
ومشيت
بعدها كام يوم جاى بالليل وقابلت هذا الكويتى على محطة القاهرة
واستوقفنى
يا استاذ
نعم
لو ركبت تاكسى للمظلات اديله كام
انت رايح فين فى المظلات
سينما مودرن
طيب تعالى معايا
فين
هتركب المترو بجنيه تنزل منه محطة المظلات تطلع بره هتلاقيها ادامك لكن لو ركبت تاكسى بلهجتك دى فيها 25 جنيه على الاقل
ضحك وقال اشكرك والله المصريين طيبين
ولما هما طيبين شتمت عليهم فى القطار ليه
فقال / اقوللك بصراحة ؟
قول
فقال شىء عجيب جدا....
قال / انا يومها كان اول يوم ليا فى مصروفكرتى عن المصريين
انهم شعب انتهازى مستعد يعمل اى شىء فى سبيل الفلوس ولو على حساب كرامته واخلاقياته وهم يأكلون بعضهم ويكرهون بعضهم ويتقاتلون من اجل الفلوس وكنا نبيع ونشترى فيهم ونهينهم ولاحد يتكلم
وانا اعتقدت ان دى طبيعة شعب لكن اول صدمة كانت فى القطار
ثم فوجئت بمعاملات الناس هنا وازاى بيخدمونى ويعاملونى كويس ولما عاملت واحد معاملة مش كويسة كاد ان يقتلنى
اومال المصريين اللى بشوفهم عندنا دول ايه ؟وهل فى مصر تانية غير اللى انا فيها دلوقت ؟؟؟؟
فقلت له / ببساطة لأ طبعا هيا مصر واحدة فقط بس الحكاية ان المصرى اللى مسافر الكويت دافع فـلوس ومش عايز يعمل مشكلة علشان ميخسرش الفلوس دى او مش عايز يرجع من غير م يعمل اى فلوس هيبقى محرج امام اهله (دى ناحية نفسية مش فاهم لها اى قيمة ولامعنى) علشان كده مهما عملت فيه بيمشى الأحوال وفى سبيل عدم الخسارة ده او احراجه امام اهله كمان ممكن يخطف شغلانة من زميله المصرى او يديلة بومبة عند رئيسه علشان يترفد ويشتغل مكانه لكن هنا كل الكلام ده مش هتلاقيه طبعا
لان هنا المصرى الحقيقى
قال / فعلا هنا المصرى الحقيقى وانا حبيت البلد دى فعلا فاشتريت فيلا فى اكتوبر علشان اجى مصر كل سنة
وسبحان مغير الاحوال