
مدرس ابتدائي بسيط بسوهاج. عمره لم يتجاوز40 عاما ولديه4 أطفال صغار.. كان يقف في أوائل يناير من عام2009 بين تلاميذه داخل الفصل حين داهمته آلام شديدة برأسه كادت تمزقه.
وكشفت أشعة الرنين المغناطيسي عن وجود ورم بالمخ يحتاج إلي جراحة عاجلة لازالته.
وفي مارس من نفس العام عثر احمد علي من توسط له لاجراء الجراحة التي ستخلصه من عذاب الألم اليومي.. ووافق علي شروط التأمين الصحي التي تمثلت في: اجراء الجراحة بكلية الطب بسوهاج, وأن يتحمل فرق سعر المبيت بالمستشفي.
أمام غرفة العمليات كانت دموع زوجته ونداءات ابنائه الصغار الذين لم يتجاوز عمر اكبرهم6 سنوات ترن في اذنيه وهو يخطو بقدميه نحو الغرفة, حيث احتضن أطفاله واوصي زوجته برعاية ابيه الطاعن في السن.
65 يوما أمضاها أحمد حبيس الفراش بالمستشفي خرج بعدها علي كرسي متحرك بعد ان دخله علي قدميه.. خرج فاقد النطق ولايستطيع تحريك قدمه أو ساقه.. واستسلم لقضاء الله وقدره.
خضع للعلاج الكيماوي عدة اشهر لان الورم كان خبيثا وبعد ذلك قرر الاطباء علاجه بعقار التريمادال100 ملجم بواقع3 علب شهريا. ولكن الدكتور صلاح المغربي مدير التأمين الصحي بسوهاج كان له رأي آخر.. رفض صرف العلاج للمريض.
ورغم ان الحالة لاتحتمل الانتظار خشية عودة الورم مرة أخري كما قال الاطباء إلا ان مدير التأمين تحت ضغوط من اهل الخير قبل عرضه علي لجنة داخلية قبل اقرار الصرف.
جاء قرار اللجنة التي ترأسها الدكتور علي عبدالرحمن استاذ ورئيس قسم الاورام بكلية الطب بسوهاج ورئيس قسم العيادة التخصصية بالتأمين الصحي مؤيدا للتوصية بصرف العقار, ولكن مديرة التأمين الطبي الدكتورة ايمان عبدالرحمن رفضت الاعتراف باللجنة الداخلية واصرت علي عرضه علي لجنة عليا بالقاهرة, وبعد مرور أكثر من3 أشهر كانت حالة أحمد خلالهاتزداد سوءا جاء قرار اللجنة العليا مطابقا لقرار اللجنة الداخلية ومؤكدا ضرورة صرف3 علب من عقار التريمادال100 ملجم شهريا.
واعتقد المسكين انه بهذا القرار قد انتهت رحلة العذاب والمعاناة التي لاتقل ربما عن آلام المرضي, ولكن المفاجأة ان مدير التأمين الصحي رفض صرف ثلاث علب وقال: سوف نصرف لك علبة واحدة فقط شهريا.. لو مش عاجبك بلاش!
الدكتور علي عبدالرحمن رئيس اللجنة الداخلية يقول: سعر العلبة الواحدة من عقار التريمادال100 ملجم.. نحو9 الاف جنيه والمريض يحتاج إلي ثلاث علب شهريا منها.
أحمد يمثل قصة من مئات القصص لمرضي يترددون يوميا علي التأمين الصحي بسوهاج ويقفون بالشهور الطويلة علي ابوابه في انتظار تلقي العلاج دون جدوي ما لم يكن معهم ما يسمونه الواسطة.
منقول من الاهرام
حسبنا الله ونعم الوكيل فى التمريض المصرى والتامين الصحى ومسئوليه