[فادى]

صحافة السيارات فى مصر هى جزء من منظومة الفساد المتوطنة فى بلادنا, بل هى لا يجب تسميتها بالصحافة, فهى مجرد مواضيع اعلانية تختبىء فى شكل مقالات صحفية,
الى حد هنا و عادى, فعلى الأقل يمكن استخدام ملحق الأهرام و الأخبار كنشرة بمواصفات السيارات الموجودة بمصر, مع استبعاد العبارات المفخمة من قبيل "الأوسع فى فئتها", "الأقوى فى فئتها", الى اخر هذا الهراء.
لكن للأسف صحافة السيارات وصلت الى مستوى من الاستهتار لا يمكن السكوت عليه.
بعد أزمة تويوتا الأخيرة, اتفقت كل صحف السيارات فى العالم على توجيه انتقادات حادة الى تويوتا, رغم سطوة تويوتا الاعلامية و نقودها و الدعم السياسى الهائل التى تتمتع به,
و كانت الصحافة اليابانية هى التى تتصدر الانتقادات, و اتهمت تويوتا بافساد سمعة الصناعة اليابانية و التركيز على الكم بدلا من الكيف.
تويوتا متهمة بالاستهتار بحياة البشر, فهى شركة ركزت كل جهودها و أموالها و قدراتها على نشر سيارتها حول العالم, و أهملت بالتالى الجودة و التطوير, و كانت النتيجة سيارات تعلق بها دواسة الوقود, و سيارات تتوقف بها دواسة الفرامل عن العمل,
و هو عيب لا يمكن السكوت عليه أو التجاوز عنه, فهو ليس "كاوتش" للباب غير ملتصق جيدا, أو حتى عيوب بالكهرباء أو المحرك. بل هو عيب قد يتسبب بموت محقق للسائق.

صحافتنا قررت الخروج عن القطيع, و فضلت أموال وكيل تويوتا على حياة المواطنين, و انبرت بسيفها تدافع عن تويوتا حتى الموت,
و تم قلب الحقائق بطريقة مضحكة,
فالخطأ الذى ارتكبته تويوتا فى حق زبائنها مغفور, و جل من لا يسهو!
و كتر خيرها تويوتا انها تكرمت و تفضلت و لملمت سياراتها المعطوبة! و كأن السارق يكافىء على رد ما سرقه؟!!
و تحدث ملحق الأهرام فى مقالة طويلة و مملة عن احترام تويوتا و كيف تفضلت و اعتذرت لزبائنها عن تهديد حياتهم بالخطر! و كأن القتل ينفع معه الاعتذار, فأين هو القانون الذى يعفى القاتل لدى اعتذاره؟!
وكيل تويوتا فى مصر قرر هو الأخر أن يتجاهل تماما ما فعلته الشركة الأم, و اكتفى باغراق و مكافئة الصحف المدافعة عنه بالاعلانات, لتعويض الضرر الذى أصاب سمعة تويوتا.
و تحدث كيف ان العيب بسيط و لا يؤثر فى بلادنا الحارة, لأنه يظهر مع استخدام المكيف الساخن, و كأن بلادنا لا يمر عليها فصل الشتاء, و أن عددا ليس بقليل يستخدم التكييف الساخن (و منهم أنا).
الخلاصة, تويوتا سيارات صيفية!!