رد: قصة عبد الله00 عفريت حقيقى من الجن
الميت الحى
________
كانت ليلة باردة ممطره فى أواخر يناير 00جلس خلف المدفأة يضم أجزاء جسده النحيل ويفرك يديه بشدة وهو يشعر بقشعريرة تسرى فى بدنه !
مالبث بعد دقائق أن شعر بالدفء وإسترخى متنهدا بعمق00
مرت السنوات وهو على نفس المنوال 00عمل بالنهار ووحدة بالليل !
لم تكن مشكلته هو من بدأ بصنعها ولكنها أمه الراحلة الت كان وحيدها وأغلقت عليها وعليه ولم تمنحه فرصة للشروع أو حتى التفكير فى الزواج فقد كان حبها له مرضيا وحبه لها أكبر من حبه لنفسه ولم يذكر فى يوم أنه شرع فى إغضابها أو معصية أمر لها 00
مضت حياته معها وهى كل دنيته حتى رحلت بهدوء فى العام الماضى ولم يبلغ الأربعين بعد !
طالما كانت فكرة الزواج تلح عليه بين الحين والآخر ولكنه كان يرى من مرض أمه عندما يلّمح لها فكان يؤثر الصمت وينسى الموضوع وظل فى صراعه بين رغبته ورغبة أمه حتى تسربت الأيام ورحلت !
حتى بعد أن تخطى آلام أحزان الفراق الذى مضى وقد طعنه فى قلبه لم تعد تلح عليه الفكرة وتستهويه كما مضى وكأنه فقد رغبته إلى الأبد!
حديث الزملاء فى العمل لا ينقطع وقد زاد بعد رحيل أمه وكان لا يجيب على سؤالهم له ويعتذر عن عروضهم له !
حصاد حياته 00حياة باردة كهذه الليلة بلا إنجاز بلا قيمة وبلا دفء !
بلا أصدقاء 00فالصاحب قد يجرك إلى السوء والهلاك
بلا أقرباء 00 فهم حاسدون طامعون
تنهد بعمق أكبر ثم زفر بحرارة وهو يشعر بصداع يجتاحه 00
سمع طرقات على الباب 00
تعجب من أن يزوره أحد خاصة فى ساعة متأخرة كهذه !
قام إلى الباب فى تثاقل وفتحه00
طالعه رجل كهل فى ملابس رثة !
أيقن على الفور أنه رجل مشرّد يريد حاجة00
قال الرجل بصوت متهدج:
- السلام عليكم يا بنى
- وعليكم السلام
- أنا رجل على باب الله
- ماذا تريد؟
- ابنى الوحيد مات
قالها الرجل ودموعه تتساقط وجسده يرتعش !
تفاجأ فقال:
- البقاء لله يا حاج
- ساعدنى يا بنى
وعلى الفور ذهب للداخل ليحضر مبلغا يعطيه للرجل00
عندما عاد وجد الرجل يجلس خلف المدفأة!
اعطاه ما جاد به فرد الرجل يده وقال:
- لست بحاجة للمال
إندهش وقال:
- ماذا بيدى أن أفعله لك ؟
تنهد الرجل بعمق:
- أريده أن يعود للحياة
ونزلت العبارة عليه كالصاعقة !!
- أستغفر الله العظيم
ماذا تقول ؟!
قال الرجل بثقة:
- ابنى يمكنه العودة إلى حضن أبيه وأمه ؟
أدرك أن الرجل مجنون ويجب عليه التخلص منه فقال:
- عليك الرحيل الآن وخذ هذا الملبغ
تعلّق به الرجل وقال من بين دموعه :
- أرجوك لا تخذلنى شفاء ابنى بيد الله ثم بيدك
ضرب كفا بكف وقال فى ضيق:
- قلت أنه مات والآن تتحدث عن الشفاء !
أصبحت لا أفهم شيئا !
تتبع
__________________
|