-5-
قام فزعا من رقدته عندما سمع صوت كلبه ينبح بصوت كأنه إستغاثة وكانت أول مرة يسمع فيها صوته هكذا !
إنطلق حتى بلغ مدخل الكهف وقد وجد الكلب وهو يتلوى وينتفض والدماء تنزف منه بغزارة وعلى قريب منه رجل يبدو من هيئته أنه صياد جبال00
تألم الفتى لرؤية كلبه على هذه الحال وهو يحتضر00
كان الرجل يقف بثبات وثقة وعلى شفتيه إبتسامة النصر !
صرخ الفتى:
- لما فعلت هذا؟!
قال الرجل بإستهزاء:
- من أنت أيها الفتى المشوّه
-أنا صاحب الكلب ولن أتركك تفلت بفعلتك
ضحك الرجل بسخريته :
- إقترب لو كنت رجلا أيها الطفل الدميم
نظر لكلبه وقد أصبح هامدا بلا حراك00
بكى بشدة وأخذ يتمتم بكلمات غير مفهومة والرجل ينصرف بهدوء !
مكث الفتى بجوار كلبه ينتحب وقد عاد الصيّاد مرة أخرى يركب حصانه ويحمل صيده وعندما مّر على الفتى توقف وركله فى ظهره بقسوة وهو يضحك بسخريته
ثم مضى يتبختر على ظهر فرسه!!
إستشاط الفتى غضبا 00
وقعت عينه على عصا غليظة بالجوار 00
حملها وإنطلق خلف الصياد وهوى بها على ظهره فسقط طريح الأرض !
قام الرجل لينال من الفتى فأوسعه ضربا وركلا بمنتهى القسوة والوحشية حتى أدماه !
قام الفتى يجرجر جسده مهزوما وإنطلق نحو الكهف هاربا وهو يسب الرجل ويلعنه فتبعه الرجل بإصرار00 دخل الفتى الكهف والرجل خلفه00
ما أن دخل الرجل حتى ناوله الفتى ضربة على رأسه سقط على أثرها مضرجا بالدماء التى باتت تنزف بغزارة من رأسه00
قام الرجل بنفس الإصرار وهو يحمل نصلا كالسيف يلمع فى الظلام وهو يحاول أن يطعن الفتى فناوله الفتى الضربة القاضية على رأسه وسقط هذه المرة ولكن بلا حراك!
فارق الرجل الحياة والفتى ينظر إليه فى رعب !!
إنطلق إلى داخل الكهف وأغلق الباب 00
مكث خلفه يبكى فى حرقه حتى مرت الساعات00
عندما خرج فى الليلة التالية تقدم إلى مدخل الكهف بتردد وحذر ممزوج بالخوف00
وجد الرجل راقدا فى مكانه !
أيقن أنه فارق الحياة من الليلة الفائتة00
جرّ الرجل إلى خارج الكهف حتى إبتعد عنه إلى الحافة وعندها ألقاه ليسقط الرجل إلى باطن الجبل00
عاد قافلا يجرجر ساقيه بصعوبة ونفسه يعتصرها الألم!
وهناك من بعيد كان رجلا من الصيادين يتابع ما يحدث مختفيا خلف صخرة!
مالبث أن هبط إلى القرية وقص عليهم ما رآه من أمر القتى القاتل
تتبع