رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
هرولت الحركات السياسية نحو الشيوخ للاستفادة من قدرتهم على التأثير فى الشارع، بل بعض الشيوخ أنفسهم قرروا استثمار نجوميتهم فى زيادة مساحة نفوذهم وتأثيرهم وسطوتهم وسلطتهم، فقرروا أن ينزلوا إلى ملاعب السياسة التى طالما حرمها بعضهم، وطالما حذر منها البعض الآخر، كان السيرك أكبر منهم، وكانت تقلبات الأوضاع السياسية أكبر من استيعابهم العقلى المبنى على النقل والحفظ، وكان الزمن قد تغير، وأصبح متاحا أن يرى الناس بأعينهم تسجيلا بالصوت والصورة للشيخ حسان وهم يدعو لمبارك ويحرم الخروج عليه فى المظاهرات، ثم يشاهدون تسجيلا آخر من نفس المنبر وعلى نفس الشاشة ولنفس الشيخ محمد حسان، وهو يبكى فرحا ويصف مبارك بالطاغوت، كان الزمن قد تغير والعقول تمردت بروح الثورة، وأصبح سهلا لشباب الدعوة السلفية والمفتونين بياسر برهامى والمقدم أن يقارنون بين فتاوى الدعوة السلفية القديمة التى تحرم الديمقراطية والأحزاب، وبين تحركات الواقع لشيوخ الدعوة السلفية وهم يؤسسون الأحزاب ويمدحون الديمقراطية بنفس حماس تحريمهم لها قبل ذلك.
كانت الأحداث سريعة وكاشفة ليشاهد الناس أكاذيب على ونيس وأنور البلكيمى، شيوخا وعظاة الناس ضد الكذب والتحرش، ضبط أولهم مع سيدة فى الطريق الزراعى بوضع مخل، وسقط الثانى فى فخ الكذب بشأن عملية تجميل بأنفه، طمع أن تتم فى السر لكى تناسب وضعه الجديد كشيخ تحول إلى عضو برلمان.كانت الوقائع سريعة ومدهشة تكفى لتعرية الإخوان المسلمين وجموع المواطنين يشاهدون الجماعة وشيوخها وشبابها وهم يكذبون بشأن كل شىء، يتحدثون عن العفة والأخلاق بينما يشرعنون الشتائم ويفتون بجواز القتل، طالما أن الأمر فى مصلحة الإرشاد، يحرمون القروض والبنوك، ثم يصدرون فتوى إباحتها بعد شهور طالما أن ذلك فى مصلحة محمد مرسى وحكومة هشام قنديل الإخوانية.كل شىء أصبح متاحا للمعرفة، وكل الأكاذيب أصبحت مفضوحة، انفجرت قنبلة تعرية الشيوخ، حينما اقترب البنزين من النار، كانت الشيوخ هم النار، والسياسة هى البنزين، وكان الانفجار هو الحقيقة، حقيقة كل هؤلاء الشيوخ الذين انتهى زمانهم حينما قرروا أن يلعبوا بنار السياسة، فلم تسعفهم بلاغتهم ولا قدراتهم على التلون أمام أحداث متسارعة كانت تطلب وضوحا وشجاعة ومواقف واضحة فى النور، وهم لا يحترفون العيش فى النور، النور كان مخصصا فقط للحظة التجلى السمحة فوق المنابر للاستحواذ على الناس وتعاطفهم، أما باقى حياتهم كانت فى الظلام، حيث مخالفة كل ما نصحوا به الناس، وحيث الحصول على التمويل اللازم للتلاعب فى الدين وفق هوى من دفع المبلغ الأكبر، لذا سقطوا جميعا فى الفخ وتعروا أمام الشعب، حينما أجبرتهم لحظة التمكين التى اعتقدوا فيها أن الوقت قد حان للظهور بوجههم الحقيقى كمتلاعبين بالدين وتجار للفتوى، وكان الناس لهم بالمرصاد، يمارسون لعبة الفضح والكشف لإنهاء حقبة سيطرة الشيوخ مستعينين عليهم بسلاح السياسة
كان للشيخ الشعراوى رحمة الله عليه مقولة يبدو استدعاؤها الآن صالحا، كان يردد دائما: «أتمنى أن لا يصل أهل الدين إلى السياسة»، كان يعرف أن السياسة كاشفة، وأن تلاعب الشيوخ بالسياسة سيكشف تلاعبهم بالدين، وبالتالى ستسقط هيبة رجل الدين، والناس فى مصر على غير ما يعتقد كثيرون طارت العصافير التى شكلت وشما فوق أقفيتهم منذ أزمنة طويلة، وأصبحت عقولهم أكثر قدرة على استقراء المشهد السياسى والتفرقة والمقارنة بين الشيوخ الذين يحرمون ويحللون وفق المصلحة السياسية وهوى الجالسين على مقاعد السلطة.
لا تحتاج إلى باحث لإدراك تلك الحقيقة، ما حدث فى زمن بعد ثورة 25 يناير يكشف لك كل شىء، مواقف سابقة مثل المظاهرات والانتخابات والترشح للمجالس النيابية وتأسيس الأحزاب كانت التيارات السلفية فى مصر وشيوخها يرفضونها ويعتبرونها فعلا من أفعال الكفر وتقليد الغرب، ثم تغير كل شىء بعد الثورة، ورأى المواطنون نفس الشيوخ والتيارات السلفية تعيد تزوير وتظبيط «وتأييف» الدين لإصدار فتاوى تحلل لهم تأسيس الأحزاب السياسية والمشاركة فى الانتخابات، بل وإتاحة مشاركة النساء والأقباط معهم، رغم أن مبررات التحريم لم تتغير بعد، وطرح هذا الأمر على عقول الناس إشكالية وإصدار الفتوى ومببرراته، هل هى علمية أم سياسية؟ لتأتى الإجابة أنها تصدر وفق هوى المصلحة، مصلحة الشيخ أو التيار الذى يستخدمه، فضاعت هيبة الشيوخ وضاع معها هيبة العلم الدينى، فمن من جيل متمرد بعد ثورة يمكنه أن يحترم علما أو شيخا يتغير طبقا لحجم المدفوع من أموال.
__________________
من مواضيع kj1 التاريخ الأسود لجماعة الأرهاب الأسود ليه لا وليس نعم مصر الجميلة الغائبة الأن
|