[kj1]

إبراهيم الجارحي
كلمتين بس في موضوع لبن العسكور:
كان ممكن طبعا في أزمة لبن الأطفال كل الانتقادات توجه لوزارة الصحة على اساس ان وزارة الصحة هي اللي مسؤولة اصلا عن توفير اللبن وهي الجهة اللي اللبن المتخزن عندها بيتباع لمصانع وورش الحلويات باعتباره لبن مجفف وبيستخدم في صناعة الحلويات عادي.. وكان ممكن تتهم الشركة المصرية للادوية بإنها شركة متخلفة بتروح تشتري علبة اللبن من برة ب 46 جنيه علشان توصل للمستهلك في الصيدليات بستين جنيه رغم انها ممكن تيجي من برة ب 25.5 زي ما الجيش جاب التلاتين مليون علبة علشان توصل للمستهلك بتلاتين جنيه.. كان ممكن يتوجه اللوم لوزير الصحة اللي طلع بيان بيقول فيه ان فيه تلاتين مليون علبة متخزنين مع ان الشحنة اصلا هتوصل يوم 15 او 16 سبتمبر.. كان ممكن ينتقدوا اي حد.. بس هماختاروا انهم ينتقدوا الجيش على المحاور التالية:
اولا ان الجيش بيتدخل في الانشطة الاقتصادية علشان الجنرالات يكسبوا ملايين.. مع ان المبلغ محسوب بالمليم.. علبة جاية من برة بخمسة وعشرين جنيه ونص وهتتباع في الصيدليات بتلاتين بهامش ربح هيروح للصيدليات اقل من هامش ربحها في العلبة اللي كانت بتبيعها بستين جنيه وبتكسب فيها تسعة جنيه او اكتر
ثانيا ان الجيش بيضارب شركة قطاع عام مع ان الناس كانوا في الشارع عاملين ثورة علشان الشركة قطاع عام دي فاسدة وبتتاجر في اللبن سوق سودا وعندها مخزون كبير ومع ذلك فيه ازمة
ثالثا ان الجيش بيتلاعب بسلعة استراتيجية رغم ان دور اي جيش في الدنيا انه يضمن ان مفيش نقص في اي سلعة استراتيجية لأن دي مسألة تخصه تماما كمسؤول عن الأمن القومي اللي بيتضمن الأمن الغذائي
رابعا ان الجيش مهمل في صناعة السلاح والابحاث العسكرية اللي مفروض يركز فيها ومفروض يسيب اي حاجة تانية للمحتكرين او للقطاع المدني الفاشل او لآليات السوق الحرة مع ان مفيش حد منهم عنده بيان بالصناعات العسكرية ومع ان اي حد فيهم سبق وانتقد ان الجيش اللي هو مفروض انه قوة مسلحة بيشتري سلاح!
كان ممكن الانتقاد يوجه لأي حد بس هم اختاروا الجيش طبعا لأن المسألة مش ان الجيش عمل تصرف غلط او صح.. لأن المسألة هي عداء مع الجيش نفسه كفكرة وكمؤسسة وكعقيدة مش خلاف على تصرف بعينه حتى لو كان صح.. هي دي الفكرة