رد: كلمات جافه
(نشرت من قبل على مصر موتورز )
_____________________
قسوة فى حضن البراءة
________________
عندمارأيتها لأول مرة كانت تمسك بكفها الصغيرة حزمة من الورود تطوف بها على الشاطىءالمكتظ فى هذا الوقت !
غروبالشمس فى يوليو وحيث النسمة الناعمة التى تداعب النفس وقرص الشمس يتهاوى فى بطء فىحضن البحر الممتد خلف الأفق
00 ظلام ومجهول يبتلع النور والحياة !
اقتربت منى الصغيرة ذاتالعشرة أعوام على الأكثر وهى تتعثر فى الرمال وتقاوم بجسد أنهكه الشقاء منذ صباحاليوم وهى تقطع الشاطىء فى ذهاب وعودة بلا كلل ولا ملل تلتقط القروش لتضعها فىجيبها الصغير كشفتيها التى تنطقان ببراءة نادرة وعيون تضحك خلف ستار منحزن تبرق بهما ولا يفلته مدقق00
دعتنى الصغيرة لشراء وردة00 وبدون مقدمات أخرجت لها جنيها فمنحتنىوردتين00 شممتهما ثم رددتهما لها 00
قلت:
منى لك00
ورفضتالصغيرة وردت لى الجنيه وما كادت تذهب حتى أمسكت بذراعهاالصغيره00
أمنعها من التقدم
نظرت إلىّ بتعجب وعيونها تقطردهشة
ابتسمت فى وجهها الذى تجهم أطلب إبتسامتها الطفولية المشعة
نظرت ليدى 00 فأفلّت يدها ومازالت تنظر إلىّ بذاتالدهشة!
أعجبنى موقفها وكيف لهابهذا الإباء والتعفف وهى لم تنهل من الحياة ثمرة طفولتها المتفتحة وعطاياها !!
أخذت الوردتين ومنحتهاالجنيه وإبتسامتى تتسع رغم عنى فمنحتنى تلك البسمة الطفولية الخلاّبه وأنا أتذكرطفلتى الراحلة منذ أعوام !
كانتوردتى ونسيم حياتى بعد أن زرقنى الله بالذكور
00كان يوم مولدها عيدا مشعا بالبهجةوكل معانى السعادة الرائقة00
لكن لم تكمل عامها الثانى حتى اختارها الله مسترداوديعته00لو مرت الايام بنا لكانت الآن فى مثل عمرها تجلس لجوارى يداعب النسيم خصلاتشعرها الناعمة وينعكس الغروب على وجهها الصافى فيمنحة جمالا وتألقاخلابا!
مضت الفتاة تخطووخطواتها تتباطىء من فرط التعب والاجهاد حتى وجدتها على البعد تكاد تسقط
كان يومى قد انتهى على الشاطىءفلملت جسدى وسرت على الرمال أغلبها حتى خرجت من الشاطىء أغسل قدماى المبللتينبالماء والغارقتين فى الرمال الناعمة
وهناك وجدتها تجلس ورجل لجوارها يعدجنيهاتها
لطمها على وجههاالوردى فإحتقن 00أمسك بخصلات شعرها المسدل يجذبها بعنف ويمد يده الى جسدها الصغيرالرقيق يضربها بمنتهى القسوة
تقدمت منها وهذا الوحش يقبض عليها كالفريسة ولكن قبل أن أقترب منهكانت قد إستجمعت قواها ودفعته بعيدا عنها وأفلتت منه 00 أخذت تعدو وهو خلفها علىالبعد وتقدمت نحوهما وهما يتجهان الى الطريق وعندما بلغت الطريق وجدتها ساقطة علىالارض وجمع من الناس ملتف حولها 00تصرخ وتتألم والدماء تنزفمنها!
تقدمت الى الرجلوصفعته بشدة وركلته بقوة حتى أبعدنى الناس عنه وهو يتلقى الضربات بجبن ولا يدافع عننفسه!
أقتربت منها والدموع تكادتسقط من عينى وحملت جسدها الصغير على ذراعىّ
وأنا ابتسم فى وجهها نظرت الى وانطلقت من شفتيها ابتسامة عذبة مالبثتأن أشرق بها ووجهها
تعلقت فىعنقى بذراعيها وأخذتها ومضينا
__________________
|