عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 30-11-2009, 11:41 PM
الصورة الرمزية يسري أبو الخير
يسري أبو الخير يسري أبو الخير غير متواجد حالياً
التخصص العملى: محاسب - مجال التصدير
هواياتي: كتابة القصة القصيرة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الموقع: CAIRO - EGYPT
المشاركات: 349
يسري أبو الخير has a reputation beyond reputeيسري أبو الخير has a reputation beyond reputeيسري أبو الخير has a reputation beyond reputeيسري أبو الخير has a reputation beyond reputeيسري أبو الخير has a reputation beyond reputeيسري أبو الخير has a reputation beyond reputeيسري أبو الخير has a reputation beyond reputeيسري أبو الخير has a reputation beyond reputeيسري أبو الخير has a reputation beyond reputeيسري أبو الخير has a reputation beyond reputeيسري أبو الخير has a reputation beyond repute
إمرأة يسكنها الشيطان (قصة قصيرة)

شروق الشمس و انسكاب الضوء على المكان يعلن عن نهار جديد و نسمات هواء باردة تلف المكان و الزمان . أيقظتنى من نومى بغبغه و زقزقه عصفوران في قفص معلق علي حائط الشرفة , تناولت قهوتي و استعددت للعمل , تناسيت تماما ما حدث يوم أمس , خاصة ابتسامة عم فارس و نظرة الأسـتاذ عبد المنعم , حين وصلت لمكتبي بالوزارة لم يكن يشغلني سوى انتظارها .

كنت قد دربت نفسي على النظر في وجهها و انسدال شعرها في لقطه سريعة و الاحتفاظ بها في الذاكرة أستعيدها حين تغيب عني , لم يطل انتظاري حتى تبينت وقع خطواتها المميزة الناتجة عن حذاء ذا كعب عال يصدر عنه تكتكه علي البلاط , كلما اقتربت خطواتها أزدادت دقات قلبي لدرجه كأني أسمعه .

حين دخلت و جلست امامي خلف باب الحجرة و علي المقعد المواجه تماما, وهي علي ثقة أنني لن أتهرب منها , قمت من مكاني الي حيث النافذة الوحيدة بالحجرة , أسدلت ستارتها لتكبح جماح الشمس التي زادت حدتها , أدرت مروحة السقف لتخفف من حدة الوهج . تساقطت حبات العرق من رأسي , لست أدرى من حرارة الجو أم من رهبه اللقاء , لم تكن المرة الأولي التي تأتي فيها لمكتبي , وكنت عادة لا أهتم بها , لكن تلك المرة أحسست بنعومة صوتها ودفء أنفاسها , مما جعلني أنتشي , اجتاحتني بانفراجة بسيطة من شفتيها مالت برأسها للخلـف مستنده علي الحائط في دلا ل .

شعرها أسود و غره جميلة متساوية تضفي علي الوجه أنوثة طاغية , رفرفت الأشواق بداخلي , كنت ما زلت عاجزا عن النطق , أبتلع كلماتي وأجمع شتات نفسي , اغتالني الصمت , كان علىّ أن اخرج من صمتي هذا , طلبت من عم فارس عامل خدمة تقديم المشروبات حين يراها يأت لنا بعصير الليمون , وضع العصير وابتسم و هز رأسه الصغير , كنت لا أفهم سببا لذلك .

ساعدتني هي وسألت عن ارتباكي , أطالت النظر في عيني لدرجه جعلتني أشغل نفسي في شئ دائما ما تفضحنا عيوننا و ارتعاشه شفاهنا , لحظتها أدركت إصرارها علي اختراقي , فالمرأة حين تريدك تدلك لأقرب طريق يؤدى اليها , تترد أنت و ترتبك و تفعل هي ما لاتستطيع أن تفعله أنت , لكن با رادتــك و ليس بإرادتها

اقتحم علينا الأستاذ عبد المنعم خلوتنا و طلبها لانهاء بعض الملفات .. خرج و تبعته هي بعد أن صوب تجاهي نظرة متسائلة عن مدى علاقتنا , عذبتني تلك النظرة و تركت في نفسي علامات تعجب , لقد أدرك حقيقة انشغالي بها , ربما لأنها المرة الأولي التي أخلو فيها بامرأة , مما جعلني انجذب اليها بكل ما لدى من شوق و لهفة . أتت و عطرها يسبقها , دخلت لحجرة مكتبي و ألقت نظرة علي المكان و ابتسمت , جلست و تحدثت عن نفسها و أشياء أخرى , حكت ما بداخلها و أزاحـت ستائر النفس و الجسد دون خجل , ألمحت عن تجربة جنس ملتهبة .

كنت استعذب حكايتها وأستمتع بها , أنصت إليها باهتمام و عيني لا تفـارق شفتاها الممتلئتان و نهداها المتكوران و كانت تلحظ ذلك و تواصل حكايتها بصوت خفيض , حين توقفت عن الكلام , أدركت أنا يجب أن احكي عن تجاربي ...


حقيقة لم يكن عندي رغبه في الكلام , شعور متدفق اعتراني و تخلل خلايا جسدي , و بطريقه ما أحست بما أنا فيه . اليوم التالي سألت عم فارس عن سر ابتسامته و هزه لرأ سه , حكي لي قصتها مع زميل سابق بنفس الحجرة و نفس المكتب , أثناء ذلك كنت اجمع أوراقي و أفرغ محتويات مكتبي , و في يدي طلب النقل لقسم آخر .

يسري أبو الخير

** ضمن مجموعتي (القصصية اتساع الجرح )

__________________


هكذا أنت يا إمرأة .. بين جنبات النفس و الروح
و بين العقل و القلب .. أتدركين لماذا ؟ ......!!!!
رد مع اقتباس