رد: التاريخ الأسود لجماعة الأرهاب الأسود
كان المشير طنطاوى قد تعهد بعدم التدخّل فى الانتخابات، وكان السؤال المطروح أمامه: ماذا إذا نجح «مرسى»؟ وكانت الإجابة التى ردّدها أكثر من مرة تقول: «لن نتدخل، ولن نكون عقبة أمام أى رئيس يختاره الشعب».وافق المشير على بنود الإعلان الدستورى المكمّل الذى أعده اللواء ممدوح شاهين، عضو المجلس الأعلى للشئون القانونية والدستورية، وهو الإعلان الذى صدر فى يوم 17 يونيو، متضمناً مواد تهدف إلى الحيلولة دون تدخُّل الرئيس القادم فى شئون الجيش ومواجهة احتمال صدور قرار من القضاء الإدارى بحل الجمعية التأسيسية لوضع الدستور الجديد.وقد أثار الإعلان الدستورى المكمّل قلق جماعة الإخوان والعناصر المرتبطة بها، غير أنهم ركزوا وجعلوا اهتمامهم فى هذا الوقت على حسم نتيجة الانتخابات الرئاسية لصالح مرشحهم محمد مرسى.فى الرابعة من فجر الاثنين 18 يونيو كانت نتائج الفرز فى كل المحافظات عدا القاهرة قد وصلت إلى غرفة عمليات جماعة الإخوان، وإلى اللجنة العليا للانتخابات، وكان محمد مرسى وفقاً للنتائج المقدّمة فى هذا الوقت فائزاً على المرشح أحمد شفيق بنحو مليون صوت، وفق ما تم إعلانه. فى هذا الوقت عقد محمد مرسى مؤتمراً صحفياً بحضور عدد من أنصاره، وأعلن خلاله فوزه بمنصب رئيس الجمهورية، وكان الأمر مثار دهشة وصدمة، إلا أن الكثيرين شككوا فى هذه النتيجة.منذ البداية كانت اللجنة العليا للانتخابات قد حددت الاثنين 18 يونيو موعداً لإعلان نتيجة الانتخابات، على أن يتم فتح باب تلقى الطعون، ابتداءً من يوم الثلاثاء 19 يونيو، إلا أن اللجنة قررت تأجيل إعلان النتائج إلى حين تلقى تقارير وزارة الداخلية والمخابرات العامة والرقابة الإدارية بشأن ما تردد عن وجود تجاوزات خطيرة فى العملية الانتخابية، وتم الاتفاق فى هذا الوقت على إعلان النتائج يوم الخميس 21 يونيو.فى الحادية عشرة صباحاً، كان حاتم بجاتو يعقد اجتماعاً مع المستشار فاروق سلطان رئيس اللجنة العليا للانتخابات، وبعدها اتجه إلى وزارة الخارجية للتحقيق فى الاتهامات الموجّهة إلى اللجان الانتخابية فى الخارج، خاصة السعودية، حيث تم اتهام اللجنة الانتخابية هناك بأنها تلقت تصويتاً جماعياً، وكذلك الحال بالنسبة إلى الصناديق المقبلة من جنوب أفريقيا لصالح محمد مرسى.
وبدأت عملية الفرز من الساعة 12 ظهراً حتى الحادية عشرة مساءً، وتم استبعاد بعض الأصوات، إلا أن الشكوك والطعون ظلت مستمرة، وقدم محامى الفريق أحمد شفيق عدداً من التظلمات الخاصة بالتزوير الذى حدث فى المطابع الأميرية ومنع الأقباط من التصويت فى عدد من المحافظات.كانت الطعون زادت على 446 طعناً، كلٌّ له أسبابه وحيثياته، وكانت اللجنة العليا معنية ببحث كل هذه الطعون والرد عليها، وفى هذا الوقت أعلنت جماعة الإخوان المسلمين على موقعها الإلكترونى حصول محمد مرسى على 13٫732٫000 صوت بنسبة تصل إلى 52٪ من مجموع الأصوات، بينما أعلنت حصول المرشح أحمد شفيق على 12٫338٫973 صوتاً بنسبة تصل إلى 48٪.ويبدو أن جماعة الإخوان كانت قد أعدت نفسها جيداً لهذا اليوم، فقد بدأت ماكينتها الإعلامية تبث التقارير والبيانات إلى شتى أنحاء العالم، لتؤكد وقُبيل إعلان نتيجة الانتخابات أن محمد مرسى سيبدأ على الفور بعد الإعلان الرسمى، فى تشكيل الحكومة الجديدة من ألوان متعددة من الطيف السياسى، وأن «مرسى» سيختار خمسة نواب له فى رئاسة الجمهورية، من بينهم نائب قبطى، ونائب من الشخصيات ذات الكفاءة من خارج حزب الحرية والعدالة، ونائب من الشباب، ونائبة تمثل المرأة.فى مساء اليوم ذاته، دار حوار هاتفى مطوّل بينى وبين الفريق سامى عنان حول ما يتردد عن فوز محمد مرسى بانتخابات الرئاسة، وقد شككت فى الأمر، وقلت إنها النتائج التى أعلنها حزب الحرية والعدالة، لكن اللجنة العليا للانتخابات لم تقل كلمتها بعد، كما أن نتائج القاهرة لم تصل إلى اللجنة حتى الآن.وفى المساء ذاته، اتصل بى الدكتور كمال الجنزورى، ودعانى إلى لقاء عاجل فى الحادية عشرة من صباح الثلاثاء 19 يونيو، وعندما وصلت إلى هناك، عرفت أن هناك تكليفاً من المشير طنطاوى لـ«الجنزورى» بالالتقاء بعدد محدّد من الشخصيات، وذلك للاتفاق على تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور، خوفاً من حلها بحكم قضائى كان متوقعاً صدوره فى نهاية الشهر ذاته.وقد ضمت اللجنة كلاً من د. الجنزورى، ود. فايزة أبوالنجا وزيرة التخطيط والتعاون الدولى، ومنير فخرى عبدالنور وزير السياحة، وفتحى فكرى وزير القوى العاملة الأسبق، ورجائى عطية وسامح عاشور ومصطفى بكرى ود. عبدالله المغازى وياسر القاضى وآخرين.كان «الجنزورى» قد وجّه الدعوة أيضاً إلى د. حلمى الجزار ممثلاً عن حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان، لكن بمجرد وصوله ومعرفته بالأمر، التقى «الجنزورى» وقرر الانسحاب، ثم خرج ليتحدث إلى وسائل الإعلام، متهماً المجلس العسكرى بأنه يشكل جمعية تأسيسية للدستور، بهدف إسقاط الجمعية التأسيسية الحالية.فى هذا الوقت كان التوتر سيد الموقف، فمع توالى نتائج الانتخابات، كانت كل المؤشرات تشير إلى أن محمد مرسى سيفوز فى هذه الانتخابات ما لم يتم التدخل للتحقيق فى وقائع التزوير التى شاع الكلام عنها.وأثناء الحديث عن التوقعات، أطلعتنى د. فايزة أبوالنجا على مضمون مقال نشرته «إيكونوميست» البريطانية بعنوان «انتخبوا الإخوان»، وقالت لى: إذن المؤامرة قد اكتملت الآن». وكان منير فخرى عبدالنور يجرى الاتصالات بين الحين والآخر ليسأل عن نتائج بعض المحافظات، وكان يقول لى: «يبدو أن الكارثة فى الطريق»، وكان يقصد بذلك احتمال فوز محمد مرسى بمنصب رئيس الجمهورية.
بعد مناقشات استمرت عدة ساعات، تم الاتفاق على تشكيل جمعية تأسيسية من مائة عضو يمثلون كل ألوان الطيف السياسى والاجتماعى، وبعض الشخصيات العامة وأساتذة القانون الدستورى، وكان تمثيل الإسلاميين فى هذه الجمعية المقترحة لا يزيد على أربعة أشخاص.وفى مساء اليوم ذاته، تحدث معى الفريق سامى عنان، وقال لى إن هناك نسخة من التشكيل….
__________________
من مواضيع kj1 التاريخ الأسود لجماعة الأرهاب الأسود ليه لا وليس نعم مصر الجميلة الغائبة الأن
|