عرض مشاركة واحدة
  #822  
قديم 26-08-2015, 11:51 AM
الصورة الرمزية kj1
kj1 kj1 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 109,157
kj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond repute
افتراضي رد: التاريخ الأسود لجماعة الأرهاب الأسود

ثروت الخرباوي يكتب: مفتي الدماء سيد أم سيد؟! عندما سألته المحكمة ذات يوم من أيام عام 1950: هل أنت مفتي الدماء؟ قال نعم أنا هو! فتعجب الحاضرون، وكاد المحامي ان يفقد وعيه من فرط المفاجأة فها هو الشيخ المتهم يعترف بالجريمة وذلك على خلاف الاتفاق السابق بينهما، وفي ذات الوقت انفرجت أسارير ممثل النيابة العامة، فالقضية باعتراف الشيخ أصبحت منتهية، وتهيأ رئيس المحكمة لتدوين ملاحظاته وأشار لسكرتير الجلسة ليكتب ما سيمليه عليه، ثم التفت للشيخ المتهم قائلا: ها يا شيخ سيد ما تفصيلات اعترافك؟ فرد الشيخ سيد ببساطة مذهلة: أي اعتراف؟! زجره رئيس المحكمة بعينيه وهو يقول: اعترافك بأنك مفتي الدماء، أفتيت للاخوان بقتل المستشار الخازندار ورئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي، فرد الشيخ سيد بسرعة بديهة: أنا مفتي الدماء، نعم، فأنا يا سيدي أفتي في دم الحيض، والدم الذي يفسد الوضوء، هذا هو ذاك الذي أعنيه؟. انه الشيخ سيد سابق صاحب كتاب فقه السنة عليه رحمة الله، وكنت قد قابلته مرات معدودة قبل ان يتوفاه الله، ومع ذلك لم أضيع وقتا وحاولت قدر المستطاع ان أخرج منه بأكبر قدر ممكن من المعرفة، وكان أول ما سألته عنه رأيه في كتاب الشعر الجاهلي لعميد الأدب العربي طه حسين اذ كنت وقتها عاكفا على قراءة الكتاب بنسخته الأصلية، فقال: انظر يا بُني، ان الله سبحانه وتعالى جل شأنه قال في كتابه الكريم (نحن نقص عليك أحسن القصص) وكان القصص الذي قصه الله علينا حقيقيا لا يستطيع عاقل مؤمن ان يشكك فيه أو يماري في حدوثه، نعم هناك من شكك فيه من قبل ولكنهم لم يكونوا من أصحاب الحق والحقيقة، ولكنهم كانوا من أصحاب الشك في الخَلقِ والخليقة، منهم عميد الأدب العربي طه حسين الذي تسألني عن كتابه الشعر الجاهلي، فهو الذي اعتبر في كتابه هذا ان قصة ابراهيم واسماعيل عليهما السلام من الأساطير التي لا سند لها، ثم استطرد الشيخ قائلا: وخذ عندك هذه المفاجأة، هل تعلم من أيضا شكك في صدق القرآن وصدق الله سبحانه وتعالى؟ انه الشيخ سيد قطب! فبادرته قائلا: لقد كان هذا طبعا في فترة علمانيته قبل ان ينضم للاخوان، فقال: لا يا يابُني لقد كتب الأستاذ سيد قطب هذا الكلام في كتابه الأشهر «في ظلال القرآن» ولعلك تعلم أنه كتب هذا التفسير على مدار عشر سنوات بعد انضمامه للاخوان، أما ما الذي قاله للتشكيك في القصص القرآني فاسمع مني: في تفسيره لقول الله سبحانه وتعالى {ألم تر الى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم} يقول: ان موتهم ثم احياءهم من الأساطير التي لا يجب ان نفهمها على أنها اماتة واحياء، ولكن قد يكون لها معانٍ أخرى، وعن ان الله مسخ فريقا من اليهود وقال لهم كونوا قردة وخنازير فيقول سيد قطب: ليس من الضروري ان يكونوا قد تحولوا الى قردة وخنازير حقيقة فقد استحالوها بأرواحهم!. والآن وبعد سنوات طويلة من هذا اللقاء أجدني أسترجع مع نفسي بعضا من الحوار الذي دار بيني وبينه، فقد تحدثنا عن أشياء كثيرة وعن صلته القديمة بسيد قطب، وكيف أنه كتب في فقه السنة عن الحاكمية والتكفير ففهم قطب أنه سابق يقصده فكتب قطب ينتقد سيد سابق انتقادا حادا، ثم حدثني الشيخ سيد سابق عن رأيه في حسن البنا، وعن حبه لجمال عبد الناصر، ولكن ما يعنيني هنا رأيه الواضح في سيد قطب اذ كان حريصا على ان يحسم الأمر بالنسبة له، فكان مما قاله: «سيد قطب هو مفتي الدماء الحقيقي، وأنا لا يعجبني تفسيره، فقد كان فيه مثل التلميذ الذي يريد ان يثبت أنه متفوق على أستاذه فكتب في مجالات لم يكتب فيها أستاذه العقاد، وحين كتب كان لا يفسر القرآن ولكنه كان يفضح مكنون نفسه، في كل سطر تجد شخصيته أمامك، لا شخصية النص المقدس الذي يفسره، حتى في مقدمته للكتاب كله قال انه ينظر للعالم كله من مكان مرتفع، لذلك فان سيد قطب لم يكن يفسر القرآن ولكنه كان يتحدث عن نفسه ونفسيته وما اعتمل في وجدانه من احساس بالذات، وبسبب مشاكله النفسية الكثيرة كانت رحلته مع الحاكمية والتكفير» وهنا انتهى الحوارمع مفتي الدماء عن مفتي الدماء.
__________________



من مواضيع kj1
التاريخ الأسود لجماعة الأرهاب الأسود
ليه لا وليس نعم
مصر الجميلة الغائبة الأن
رد مع اقتباس