[kj1]

الحقيقة مسؤوليتك
إبراهيم عيسى

سبتمبر2013


يقتُلون ويقولون إنهم ضحايا..
يُجرمون ويقولون إنهم أبرياء..
يخونون ويقولون إنهم مصريون..
إرهابيون ويقولون إنهم سلميون..
تملؤهم الكراهية والغل والحقد ضد الشعب المصرى، ويحرضون على تخريب وتدمير وتعطيل البلد ولا ينطقون إلا كراهية وغلًّا وكذبًا وحقدًا ودمًا ويقولون إنهم عائدون..
إنهم كذابون بل مرضى بالكذب.
الكذب الإخوانى فاجر ويدخل فى اللا معقوليزم.. والطابور الخامس الذى يقدم نفسه معتدلًَا ومحايدًا وهو كذاب فى أصل وشه، لا يكف عن الإلحاح باتهام الذى يتجرأ على الإخوان بأنه يشيطنهم «الشيطان واضح جدًّا ويعلن عن نفسه ويسفر عن مهمته بشفافية، بينما الإخوان مزدوجو الشخصية وكذابون ولا يملكون وضوح ومباشرة الشياطين».
تعالَ نتحدى ونقارن بين ما نقول ونزعم وندّعى وبين كذب الإخوان وصفاقة طابورهم الخامس.. وأدعو القارئ أن لا يصدقنى وأن لا يصدق «التحرير» بسرعة، ولا أى صحيفة أو مجلة أخرى، ولا قناة تليفزيونية ولا برنامجًا ولا مذيعًا ولا ضيفًا، ولا تسلم عقلك هكذا سريعًا، فكّر وتدبّر وحاور وناور واستفهم وناقش وجادل كلَّ سطر فى كل صحيفة، فما أدراك، ربما نريد أن نسطو على عقلك ونسيطر على أفكارك فلا تسلمها لنا ببساطة، بل اجعل اقتناعك مهمة صعبة علينا، تستأهل أن نبذل جهدًا أكبر وتعبًَا أكثر كى تصدقنا.
أنت الطرف الأقوى واليد العليا، من الممكن أن تصدق أو ترفض.
أرجوك لا تصدقنا سريعًا.. وقارن بين ما نقول وبين ما يزعمون فى الصحافة والإعلام التليفزيونى والشيوخ والوعّاظ على المنابر، واستيقظ وانتبه إلى هؤلاء جميعًا، وافتح مخك جيدًا وتربَّص بأخطائنا واكشفها على الملأ. لو اجتمع التلاعب الإعلامى مع عقل قارئ أو متفرج سلبى، فإن المشكلة تتفاقم والأكاذيب يمكنها أن تتسلل وتغزو الحجرات الأربع للقلب.
فى 15 سبتمبر 1972 كتب محمد حسنين هيكل فى مقال له، جزءًا من حوار أجراه مع صاحبة فندق كان يقيم فيه فى سالزبورج.. سألته السيدة: هل ستقابل كيسنجر هنا فى هذا الفندق أو أن اللقاء سيتم خارجه؟ ويروى هيكل: «نظرت إليها بدهشة وسألتها: من الذى قال إننى سأقابل كيسنجر؟ فقالت لى: أووه هيكل، إن القصة كلها منشورة فى الصفحات الأولى من جرائد سالزبورج هذا الصباح.. ثم أضافت وصوتها يتهدّج بالرجاء: من أجل خاطرى دَعْ هذا اللقاء يتم هنا، إنه سوف يجعل من هذا الفندق مكانًا مشهورًا.
وتناولت منها صحف الصباح التى كانت تحملها ورحت أحاول استقراء السطور ثم قلت لها ضاحكا:
- وهل تصدقين الصحف؟
وسألتنى باستغراب:
- ألست أنت صحفيًّا؟
وقلت لها على الفور:
- إذا كانت تجربتى مع الصحافة أكثر من ثلاثين سنة قد علمتنى شيئًا فهو أن لا أصدق كل ما أقرؤه فى الصحف!».
فلا تصدقنا، ولا تصدق الإخوان، ولا طابور الإخوان الخامس، وشغل عقلك واوزن بدماغك وتحقَّق من المعلومات وتحرَّ عن الحقيقة بنفسك من أهلك وجيرانك وشارعك ومسجدك وشغلك، واتفضل صدق وستعرف ساعتها أن الإخوان يكذبون كما يتنفسون.